تقارير

نازحو الموصل يستذکرون طقوس العيد في المخيّمات

 
 
26/6/2017
 
تحاول أم أحمد، التي نزحت مع أسرتها من قضاء البعاج، في مدينة الموصل شمالي العراق، أن تستعيد بعضاً من طقوس الأعياد والمناسبات؛ بإعدادها “الکليجة”، وهي نوع من أنواع المعجنات.
وبالرغم من المعاناة التي تعيشها عائلة أم أحمد، إلی جانب 250 عائلة أخری نازحة موجودة في المخيم، فإنهم جميعاً يحاولون أن يعيشوا أيام العيد، متغلّبين علی مآسيهم.
تقول أم أحمد لـ “الخليج أونلاين”: “عشنا ظروفاً غاية في الصعوبة، خاصة عندما نزحنا من مدينتا، لذلک أحاول أن إدخال الفرح والسرور إلی قلوب أطفالي وأسرتي بصناعة کليجة العيد”.
وأضافت: “عندما أصنع کليجة العيد أتذکّر بحسرة وألم أيام زمان، أيام العز في منزلنا الکبير، وأتذکر عندما نجتمع مع الجيران لعمل کليجة العيد”.
وأردفت قائلة: “لم يعد العيد الذي يمرّ بنا نفسه الذي نعرفه، نحاول جاهدين أن نُشعر أطفالنا بالسعادة، بأي مبادرة أو مناسبة، فهؤلاء لا ذنب لهم أن يعيشوا الألم وهم صغار”.
بنظرات فيها الحيرة والألم وهي جالسة عند مدخل خيمتها، تراقب مدخل المخيّم عسی أن تکحل عينيها بعودة ابنها المفقود، تقول الحاجة حمدية مخلف: “لا أعلم بمصير ابني الذي لم يتمکّن من الهرب من الموصل، کلي أمل أن أراه سالماً”.
 
وتطرّقت ” إلی “الکليجة” وهي تشير إلی مجموعة منها کان يحملها طفل صغير في المخيم في آنية صغيرة، مستطردة بالقول إن ولدها کان يحب الکليجية التي تصنعها، “بل وکان يشارکني في صناعتها”.
ووفقاً لإحصاءات رسمية، فاق عدد النازحين من الموصل 350 ألف شخص، منذ بداية عمليات تحرير المدينة، التي انطلقت في 17 أکتوبر/تشرين الأول 2016.
عمر الطائي، أحد هؤلاء النازحين، يمرّ عليه العيد وهو خارج مدينته، مشتّتاً بعيداً عن أهله وأصدقائه، الذين شرّدتهم المعارک الطاحنة وانتشروا بين المخيمات.
يقول الطائي : “نحن نعيش علی مساعدات يقدّمها الناس لنا، وبعض منظمات المجتمع المدني التي تزور المخيم بين الحين والآخر”، مشيراً إلی غياب الدور الحکومي في تقديم الأدوية والمساعدات الغذائية للمخيم.
الطائي مع قدوم العيد يتحدث عن طقوس يقول إنها “لا تفارق مخيّلتي”، ومن بين هذه الطقوس “السهر في الأيام الأخيرة من رمضان مع العائلة وهم يعدون کليجة العيد”.
رمزي العزاوي، المسؤول عن المخيم، يری أن “أوضاع هذا المخيم أفضل من باقي المخيمات”.
ويشير العزاوي في حديثه لـ “الخليج أونلاين” إلی وجود مساعدات تقدَّم من قبل سکان المنطقة، ومنظمات مجتمع مدني، في حين تقدّم منظمات إغاثية أدوية وعلاجات، بالإضافة إلی مواد غذائية، لافتاً الانتباه إلی أن “في المخيم الکثير من کبار السن المرضی، وهم بحاجة إلی أدوية وعناية طبية”.
ووفقاً للأمم المتحدة، تُعدّ الأزمة الإنسانية في العراق الأکثر تقلباً وتعقيداً في العالم؛ فخلال العام الماضي تضاعف عدد العراقيين الذين يحتاجون إلی المساعدة المنقذة للحياة أربعة أضعاف، ليصل إلی أکثر من ثمانية ملايين شخص، ومن بينهم نحو ثلاثة ملايين أُجبروا علی الفرار من ديارهم، منذ يناير/کانون الثاني 2014.
وبدوره قال خالد العزي، أحد الناشطين في مجال الإغاثة، لـ “الخليج أونلاين”: “تمکّنّا من توفير بعض المتطلبات البسيطة التي تحتاجها العائلات النازحة، خاصة مع قدوم عيد الفطر المبارک”.
وأضاف: “وزّعنا سلات غذائية تحتوي علی مادة الطحين والسکر والزيت والبيض، وبعض المواد التي تستخدم في عمل المعجنات”.
زر الذهاب إلى الأعلى