أخبار إيرانمقالات

مواجهة الاسقاط التي لامناص منها

 

کتابات
14/6/2017
 
بقلم:علاء کامل شبيب

عند نجاح الثورة الايرانية في 11 شباط 1979، وسقوط نظام الشاه محمد رضا بهلوي، کان هناک يقينا راسخا لدی الشعوب العربية و الاسلامية من إن معادلة الصراع العربية ـ الاسرائيلية قد طرأ عليها تغيير کبير لصالح العرب وإن ذلک سيساهم بتقوية الجبهة العربية ـ الاسلامية لنصرة القضية الفلسطينية، لکن مع مرور الايام و الاحداث و التطورات الغريبة من نوعها التي رافقتها، أکدت بأن تفاؤل الشارعين العربي و الاسلامي قد کان مفرطا و ذهب أبعد مايکون مع نظام غريب إمتطی علی حين غرة صهوة جواد الثورة و دفعها بإتجاه يغلب عليه التطرف الديني و الارهاب و يهدف الی تحقيق إمبراطورية دينية علی أساس طائفي مشبوه علی حساب الشعوب العربية و الاسلامية.
البلدان العربية و الاسلامية التي کانت تری و تتصور بأن لديها عدو اساسي وحيد هو إسرائيل، لکن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أعقب نظام الشاه، غير هذه الرؤية و التصور عندما أکد بأن هناک عدو جديد أشد خطورة و فتکا من إسرائيل، حيث إن إسرائيل کما نعلم مجرد عدو خارجي لايستطيع النفوذ و التسلل الی داخل البلدان العربية و الاسلامية و إقامة قواعد و مراکز قوة و نفوذ فيها، لکن النظام الايراني الذي أعقب نظام الشاه، أثبت بأنه عدو داخلي بإمتياز عندما نجح في التسلل ليس الی عمق بلدان في المنطقة وانما نجح أيضا في قلب نظام الحکم کما حدث في اليمن وان يمسک بزمام الامور کما حدث و يحدث في العراق و أن يسير الامور کيفما يشاء کما حدث في لبنان و سوريا، ولذلک فإن الشارعين العربي و الاسلامي طفقا يشعران بخوف و توجس أکبر من الذي يشعران به تجاه إسرائيل، خصوصا وإن الذي صار واضحا بأن هناک نوع من التفاهم و التنسيق المبطن بين طهران و تل أبيب.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي أضفی الکثير من التغيير علی معادلة الصراع العربية ـ الاسرائيلية لصالح الاخيرة و أحدث إختلافات و إنقسامات و صدامات و حروب داخلية في بلدان المنطقة لم تکن إسرائيل تتصورها حتی في أحلامها، والمثير للسخرية و التهکم، إنه وفي الوقت الذي ساهم فيه هذا النظام بتفتيت جبهة المواجهة ضد إسرائيل و جعلها بإتجاه معاکس، فإنه قد رفع شعارات براقة تدعو لتحرير القدس و نصرة القضية الفلسطينية، علما بأنه قد نجح في تقديم أفضل و أکبر هدية لإسرائيل عندما نجح في شق وحدة الصف الفلسطيني و جعلها تخضع لأجندته المشبوهة، وفي ضوء کل ذلک، فإن بلدان المنطقة بشکل خاص و العالم الاسلامي بشکل عام، صاروا أمام خيارين لاثالث لهما، وهما: إما أن ينتظروا حتی يسقط هذا النظام کافة النظم العربي و الاسلامية و يؤسس بدائل کارتونية لها کما الحال في البلدان التي تخضع لنفوذه و هيمنته، أو أن يبادروا للعمل و التنسيق و التعاون بإتجاه إسقاط هذا النظام و التخلص من شره المستطير، وهذا الجهد”أي إسقاط النظام الايراني”، يتطلب بالضروة الاعتراف بنضال الشعب الايراني و المقاومة الايرانية من أجل الحرية و الذي هو الطريق الاکثر إختصارا لإحداث التغيير المطلوب في إيران و إسقاط هذا النظام.

زر الذهاب إلى الأعلى