تقارير

مليشيات النظام الإيراني وحزب الله.. تفاصيل “إعادة الانتشار” بسوريا

16/6/2017

 

نقل معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنی، عن عناصر استخباراتية أمريکية تتابع الوضع في سوريا عن کثب، قولها إنه تم رصد تحرکات إيرانية جديدة في سوريا تبدو وکأنها “إعادة انتشار” بالتعاون مع مليشيا حزب الله اللبناني، مؤکدين أن إيران قامت بنقل مليشيات شيعية من إيران وأفغانستان والعراق خلال الفترة الأخيرة، لتعزيز بعض مواقعهم في جنوب سوريا. وفيما يبدو أنها خطة إيرانية جديدة لتطويق القوات الأمريکية في معبر التنف الحدودي، وإجبار واشنطن علی القبول بقوات إيرانية دائمة علی الحدود العراقية- السورية.
وتابع المعهد، خلال دراسة بحثية، أمس، أنه تم رصد انتشار کبير لعناصر حزب الله اللبناني، بطول الحدود السورية- الأردنية، ومحاولة تطويق محافظة درعا المتاخمة للحدود، والتي تعدّ طريق إمدادات رئيسي لتسليم بعض الأسلحة إلی جماعات المعارضة المسلحة، فضلاً عن رصد محاولة عناصر الحزب اللبناني من الوصول إلی أجزاء أکبر في مرتفعات الجولان، لتحقيق عدة أهداف مجتمعة أهمها؛ تشکيل تهديد أکبر علی إسرائيل، وقطع خطوط الاتصال إلی المتمردين في درعا، وضمان أمن دمشق بشکل أفضل ضد الهجمات المحتملة من قبل المعارضة.
ونبهت الدراسة، إلی أن «حزب الله» يدرک تماماً المواعيد النهائية للحد من التصعيد التي فرضتها مفاوضات السلام التي أجريت في الأستانة، کازاخستان، في مايو/أيار الماضي، والتي نصّت علی وقف الأعمال العدائية في درعا وبعض المناطق الأخری لمدة 6 أشهر علی الأقل، لکن هذه المدة الزمنية لم تثنِ الحزب عن الهجوم الذي ينفذه حالياً، کما يدرک «حزب الله» أيضاً الخط الأحمر الذي رسمته الضربات الجوية الأمريکية، الشهر الماضي، في التنف، إلا أنه يتابع مع ذلک تقدّمه نحو الحدود ويختبر صبر الولايات المتحدة.
وکما حصل في حملتيه في حلب والقصير، من الواضح أن الحزب يعتبر أن هناک أهمية استراتيجية للحدود مع الأردن، مشددة علی أن جهود الحزب اللبناني هناک مدعومة من براميل النظام المتفجرة والغطاء الجوي الروسي، وفي ظل غياب أي تدخل أمريکي ملحوظ، ستجعل تحقيق أهدافه في درعا مسألة وقت فقط.   
وأشارت الدراسة، إلی أنه تم رصد نشر «حزب الله» أيضاً آلاف المقاتلين في ريف تدمر شرق حمص، واستولی علی مناطق استراتيجية قرب بلدتي السخنة وآراک علی طول الطريق السريع المؤدي إلی دير الزور، التي تختزن عدداً کبيراً من حقول الغاز والنفط. بالإضافة إلی هدف الحدّ من قدرة تنظيم داعش علی الوصول إلی الموارد الهيدروکربونية وإعادتها إلی نظام الأسد، فإن السيطرة علی السخنة ستسمح للمليشيات الشيعية الإيرانية بالتقدّم نحو دير الزور من منطقة تدمر والتنف علی السواء.
ونبهت الدراسة، إلی أن «حزب الله» يشن سلسلة من العمليات علی المنشية علی طول الحدود الأردنية، لکن يبدو حتی الآن علی الأقل أن القوات المعارضة في الجنوب المدعومة من واشنطن وعمّان نجحتا في عرقلة هذا التقدم، ملحقة بالحزب خسائر فادحة، فعلی سبيل المثال، خسرت المليشيا الشيعية في يوم واحد الأسبوع الماضي خمسة عشر مقاتلاً خلال هجوم علی المنشية.
 

 

وحذر المعهد، من أن المليشيات الطائفية المدعومة من إيران في سوريا وصلت بالفعل إلی الحدود مع العراق، لدعم المواقع الإيرانية الأمامية المقابلة للقوات الأمريکية في معبر التنف الحدودي، حيث طوقت هذه المليشيات القوات المدعومة من الولايات المتحدة في الزکف والتنف، کما أن المليشيات الشيعية في العراق – بقيادة قاسم سليماني، قائد «قوة القدس» التابعة لـ «فيلق الحرس الثوري الإسلامي» الإيراني، تقترب هي الأخری من الحدود، في محاولة للانضمام إلی القوات الموالية للأسد. وقد أعلنت مراراً وتکراراً أنها تعتزم عبور الحدود بهدف “دعم المعرکة ضد تنظيم «داعش» لکن يبدو أن هذه القوات تسعی لزيادة الضغط علی القوات المدعومة أمريکياً في التنف.
وتابع المعهد، أن هذه التطورات ستسمح لإيران بربط وکلائها في سوريا والعراق واستکمال ما يسمی بـ”الجسر البري” الممتد من إيران والعراق وسوريا ولبنان إلی منطقة البحر المتوسط. کما أنها قد تمکّن القوات البرية الموالية للأسد من التقدم دون أي عوائق نحو الفرات. أما بالنسبة للمعارضة المدعومة من الولايات المتحدة، فإن المسار الوحيد المتبقي للنفاذ إلی دير الزور هو من جهة الشمال، عبر «قوات سوريا الديمقراطية» التي يقودها الأکراد. ورغم أن هذه القوات ستحظی بدعم القوات الجوية الأمريکية إذا ما تحرکت جنوباً، فقد أصبحت الآن أکثر احتمالاً بأن تدخل في مواجهة مباشرة مع قوات الأسد في طريقها لمحاربة داعش.

زر الذهاب إلى الأعلى