أخبار إيرانمقالات

هل يتمکن روحاني من إنهاء ولايته الثانية؟

14/6/2017

عبدالرحمن مهابادي، کاتب ومحلل سياسي

کان يتفق الجميع قبل إجراء الانتخابات الرئاسية في إيران علی أن النظام الإيراني يضعف يوما بعد يوم وفي نفس الوقت کان هناک تصور بأن الولي الفقيه وبهندسة الانتخابات وسحب مرشحه المطلوب أي ” إبراهيم رئيسي “ من صناديق الاقتراع  يتمکن من إعادة نظام موحد وبالأحری ينتهج نهج الانکماش بالذات.
غير أنه عندما شهد الجميع فشل خامنئي في تنفيذ هذا السيناريو، جلس روحاني وللمرة الثانية علی مقعد الرئاسة في نظام الملالي اتضح للعالم ضعف هذا النظام أکثر من ذي قبل سيما هناک ومتزامناً مع إعلان نتائج الانتخابات حدث تحالف دولي جديد ضخم في أرض الجوار في جنوب إيران يعني العربية السعودية ضد هذا النظام ليأتي برهان جديد لانعزال هذا النظام اقليمياً ودولياً.
إن عقد مؤتمر الرياض بمشارکة الرئيس ترامب ورؤساء 52بلداً عربياً واسلامياً کان معلناً مسبقاً لکن هناک موضوع مهم وجاد آخر علی طاولة مسرحية النظام الإيراني للانتخابات وهو نشاطات واسعة النطاق من قبل أنصار المقاومة الإيرانية ونشر شعار مقاطعة الانتخابات داخل البلاد حيث کان هذا المدی من الحضور عديم النظير مما أثر علی فشل هندسة الانتخابات لامحالة.
رغم أن سياسة المقاومة الإيرانية الثابتة في کل مرحلة کانت مقاطعة الانتخابات لکن في هذه السنة وفضلاً علی المقاطعة ، کان طرح شعار ” إسقاط النظام“ وإحلال حکومة ديمقراطية برئاسة ” مريم رجوي“ تحدياً کبيراً بوجه النظام أيضاً حيث تلقينا ردود فعل سلطات النظام مراراً وتکراراً تجاه توزيع المناشير والهتافات والصورمن قبل أنصار المقاومة دعماً لمريم رجوي التي اختيرت من قبل هذه المقاومة کرئيسة الجمهورية من قبل المقاومة الإيرانية مما دفع النظام لوضع قواته في حالة التأهب القصوی بالذات.
هذاان العاملان يعني تشکيل تحالف إقليمي ودولي ضد تدخلات النظام ونشاطات قوات المقاومة داخل البلاد، و توسع حراک المقاضاة من أجل مجزرة عام 1988ضد السجناء السياسيين حيث کل واحد منها کان من شأنه أن يؤدي إلی إشعال فتيل الانتفاضة الشعبية الواسعة، قد دفع النظام إلی الخضوع لفشل رئيسي بأي ثمن کان وبالتالي لملمة بساط الانتخابات بأسرع ما يمکن تجنباً لاشتعال شرارة الإنتفاضة الشعبية التي تکمن في کل عائلة وبيت في جميع أرجاء البلد بالذات.
إذن ، إن تقبل روحاني من قبل خامنئي ليس إلا إرغاما لتجنب الإنتفاضة الشعبية التي قد صرخت منذ سنين لإسقاط النظام ، ونتساءل هل ستخمد شعلة هذا الغضب العارم الکامن في صدور الشعب مرة أخری بواسطة روحاني المتظاهر کذباً بالإصلاحية؟
لاشک أن الشعب الإيراني لم ولن ينسی الخيانات والجرائم التي ارتکبتها التيارات الإصلاحية (کرفسنجاني وخاتمي وروحاني و…) ضد الشعب الإيراني إذ إن خدماته لهذا النظام المتطرف يسبب في بقاء هذا النظام لحد اليوم من جهة وسفک دماء أکثر من الشعب الإيراني وشعوب المنطقة خاصة في العراق وسوريا من جهة أخری.
لقد اقترب هذا النظام من منحدره التاريخي للسقوط جداً حيث لو سلطنا الضوء من أية زاوية علی وضعيته سنشاهد آثار الموت الزؤام في ملامحه حيث نری حاليا الاصطفاف وعلی المستويين العالمي والإقليمي ضده وأهم من هذا ظهرت المقاومة المنتظمة أقوی من قبل داخل البلاد وخارجها بکل أحقية وقوة.
ستقيم هذه المقاومة مؤتمرها السنوي الضخم في باريس يوم الأول من تموز /يوليو 2017کما يتميز هذا المؤتمر بسبب مکاسب هذه المقاومة کماً وکيفاً مقارنة بالسنوات الماضية وذلک للأسباب التاليه:
– هجرة ناجحة لأعضاء هذه المقاومة من بلعوم الذئب، أي العراق المبتلع بواسطة النظام الإيراني حيث کان من المرتقب ارتکاب مجزرة أخری ضد أکثر من 3000من أعضاء هذه المقاومة بيد السفاکين المرتزقة في العراق لا محالة.
– حضور قوات المقاومة داخل إيران عديم النظيرخلال مسرحية الانتخابات وإفشال سيناريو النظام في هندسة الانتخابات ، وحراک المقاضاة من أجل دماء الشهداء بشکل عام وارتکاب مجزرة ضد السجناء السياسيين في عام1988بيد إبراهيم رئيسي وزملائه في کلتا العصابتين لخامنئي وروحاني معاً.
– کشف مشاريع نظام ولاية الفقيه لتصدير الإرهاب وإبادة شعوب بلدان المنطقة خاصة سوريا والعراق ، ومشاريع إنتاج السلاح النووي والحملة العالمية لعزل هذا النظام حيث يعرض کل هذه النشاطات والإنجازات والنجاحات القواعد الشعبية والسياسية الرصينة لهذه المقاومة في المجال الدبلوماسي بالذات.
وختاماً أقول ، لقد دخل نضال المقاومة الإيرانية للإطاحة بهذا النظام المؤسَّس بواسطة خميني والملالي مثله في عام1979بشکل لا شرعي ،مرحلته النهائية. فدعم هذه المقاومة ومؤتمرها السنوي الضخم ضرورة ملحة ليست للجالية الإيرانية فحسب وإنما لکل تيار يبحث عن إعادة الاستقرار والسلام وحسن الجوار إلی المنطقة ولا ينبغي ضياع هذه الفرصة الثمينة. لاشک أن مصير کل شعوب المنطقة أصبحت متلاحمة وهناک ليس أکثر من طريق واحد للحل المشترک وهو دعم الشعب والمقاومة الإيرانية للإطاحة بهذا النظام ، و الاجتماع الضخم في باريس ملتقی  هذا التوحد والسلام وإلی الملتقی.
@m_abdorrahman

زر الذهاب إلى الأعلى