أخبار إيرانمقالات

من هم المنفذون الحقيقيون لتفجيرات طهران ؟؟

 

 

11/6/2017

صافي الياسري

الشکوک تتبدد شيئا فشيئا عن المنفذين الحقيقيين  لتفجيرات طهران التي اريد منها ان تکون کسرا لقيد العزلة المفروض عالميا علی ايران الملالي ،کما تتم مراکمة المعلومات بشان التاريخ والسلوک الارهابي لملالي طهران منذ تاسيس جمهورية التطرف والارهاب علی يد خميني ولا احد ينسی له اوامره بتاسيس لجنة الموت التي نفذت عمليات اعدام لاکثر من ثلاثين الف سجين سياسي اغلبهم من اعضاء منظمة مجاهدي خلق التي کانت اول من معارض تاسيس دولة ولاية الفقيه والحکم الثيوقراطي .
فقد کشفت المعلومات التي نشرتها وسائل إعلام إيرانية رسمیة، أن عناصر “داعش” الذين تبنوا هجمات #طهران، والتي طالت مجلس الشوری (البرلمان) وقبر الخميني، مرشد النظام الأول، وأسقطت 17 قتيلا الأربعاء الماضي، کانوا أعضاء في جماعات سلفية متطرفة في محافظة کردستان الإيرانية، وتم تجنيد العديد منهم بواسطة أجهزة استخبارات#الحرس_الثوري، من خلال زجهم بالعمليات ضد القوات الأميرکية في العراق حتی خروجها عام 2011، کما استغلتهم لمناهضة الأحزاب الکردية الإيرانية العلمانية المعارضة، مقابل السماح لهم بأنشطة علنية.
وبينما نشرت الوکالات الإيرانية، منها وکالة “فارس” “وأبنا”، معلومات وصورا عن سرياس صادقي، وهو کردي من أهالي مدينة باوة، بمحافظة کرمنشاه، شمال غرب #إيران، وأکدت بأنه أحد المهاجمين المقتولين علی قبر الخميني، والذي انقطع رأسه بالتفجير الانتحاري، وقالت إنه من کان يقوم بالدعاية منذ 3 سنوات لتنظيم #داعش في المناطق الکردية شمال غرب إيران، وکشفت وسائل إعلام معارضة أن صادقي وآخرين کانوا ينشطون بشکل علني وکشفوا ان أجهزة الاستخبارات الإيرانية هي التي قامت  بتسهيل مهامهم واستغلالهم لمآربها وخططها الاستخباراتية.
وفي السياق نفسه، نقلت وسائل إعلام ايرانية رسمية، تقريراً منقولاً عن موقع الحزب الديمقراطي الکردستاني الإيراني (حدک) المعارض، يعود إلی عام 2014 وجاء فيه أن سرياس صادقي، وعددا آخر من الدعاة الأکراد يقومون بالدعاية والترويج لتنظيم “داعش” في المساجد علناً، دون أن تتعرض لهم السلطات الإيرانية.
إلا أن مواقع أخری کموقع “خبرغر khabargar”، أفادت بأن صادقي کان معتقلاً لبضعة أشهر لدی وزارة الاستخبارات الإيرانية قبل أن يتم إطلاق سراحه بکفالة مالية مقدارها 200 مليون ريال إيراني (25 ألف دولار تقريباً) وکان متهما بالدعاية للجماعات المتطرفة مع أصدقائه في مناطق الکردية شمال غرب إيران کناحيتي باوة وثلاث باباجاني.
من جهتهم، علق ناشطون من أکراد إيران عبر مواقع التواصل الاجتماعي بالقول إن نشاط هذه المجاميع المتطرفة کان يتم بشکل علني وبعلم وإشراف أجهزة الاستخبارات الإيرانية، واتهموا النظام الإيراني بالوقوف مباشرة وراء تدبير هجمات#طهران، أو أنه سمح بوقوع الهجمات لکي يستغلها لصالحه لإبعاد تهمة صلته بتنظيم “داعش” ولإظهار نفسه کضحية للإرهاب، حسبما کتب بعضهم.
ويقول هؤلاء الناشطون أن الحرس الثوري قام بتجنيد عناصر الجماعات المتطرفة في إقليم کردستان الإيراني من المرتبطين بجماعات مماثلة في إقليم کردستان العراق کـ”أنصار الإسلام” و”الجماعة الإسلامية” و”التوحيد والجهاد” والتي کانت طهران تتعامل معها في إطار الضغط علی القوات الأميرکية والتحالف في العراق بعد إسقاط النظام العراقي السابق عام 2003 وذلک تمهيداً لمواجهة واشنطن التي کانت تهدد بضربة عسکرية لإيران حتی عام 2005.
ومع خروج القوات الأميرکية من العراق عام 2011 عاد العديد من هؤلاء المتطرفين الأکراد إلی إيران لکن الاستخبارات الإيرانية لم تترکهم طلقاء، حيث اعتقلت الکثير منهم وجندت آخرين في إطار أنشطة دعائية ضد الأحزاب الکردية المعارضة.
لکن العديد منهم لم يعد إلی إيران وانضم إلی صفوف “داعش”، حيث هناک کتيبة في داعش تسمی بـ”صلاح الدين الأيوبي” تضم المقاتلين الأکراد أغلبهم من أکراد إيران والعراق.
وفي هذا السياق، کتب الموقع الفارسي لهيئة الإذاعة البريطانية “بي بي سي”، أن منظمات المعارضة تتهم النظام الإيراني بمنح المجاميع السلفية المتطرفة حرية التحرک بسهولة لمناهضة الأحزاب اليسارية والقومية الکردية في إيران.
أما الصحفي والخبير المختص بقضايا الأکراد، همن سيدي، فقال في مقابلة مع القسم الفارسي لإذاعة “دويتشه فيليه”الألمانية إن “ممارسات التمييز الطائفي للنظام الإيراني ضد الأکراد السنة في البلاد وکذلک تدخلات طهران في المنطقة، دفعت بالکثير من الشبان نحو الجماعات المتطرفة”، وخمّن بأن حوالي 30 إلی 40 کرديا إيرانيا انضم لصفوف “داعش”.
وکان الصحفي والناشط الکردي الإيراني، شاهد علوي، قال في مقابلة أجرتها معه “العربية.نت” في 8 نوفمبر 2014 حول  انضمام عدد من الشبان الأکراد الإيرانيين إلی تنظيم “داعش”، إن “السلطات الإيرانية تحاول أن تعزز دور التيارات السلفية في مواجهة التيارات القومية والعلمانية التي تطالب بحقوق الشعب الکردي المضطهد في إيران، وذلک بهدف إعطاء صورة مشوهة عن نضال الشعب الکردي وإقحامه في دوامة الصراع الطائفي الدائر في المنطقة”.
وبحسب علوي، فإن “هناک شواهد کثيرة علی تدخل السلطات الإيرانية في تقوية الحرکات السلفية الکردية”، حيث قال إن”وزارة الاستخبارات توفر المنابر والتجمعات للسلفيين بشکل واسع، إلی درجة أنها سهلت لهم طرق المرور للالتحاق بمجاميع القاعدة في أفغانستان وباکستان والعراق، وکل ذلک شريطة أن يعملوا لضرب الحرکة القومية في کردستان، وألا يطرحوا مطالب تهدد مصالح النظام الإيراني”.
من جهته، بث تنظيم “داعش” شريطاً الجمعة المنصرمة ، قال إنه يعود إلی قبيل تنفيذ هجمات طهران، يظهر المهاجمين الخمسة ملثمين، ويتحدث أحدهم باللغة الکردية ويوضح نيتهم ضرب إيران.
وفي مارس الماضي، أصدر تنظيم “داعش” شريطاً بالفارسية لأول مرة، هدد فيه إيران بتنفيذ هجمات، ما أثار تساؤلات عديدة حول لماذا لم يشن التنظيم وقبله تنظيم #القاعدة، هجمات داخل إيران، مثلما هاجم أهدافاً عربية وإسلامية وأجنبية في مختلف أنحاء العالم؟
وتوعد التنظيم طهران، بشن هجمات ضدها بسبب ما سماه “موقفها من أهل السنة بإيران، وممارسات النظام الإيراني بحقهم”، وأعلن عن تشکيل کتيبة “سلمان الفارسي” لتنفيذ عمليات داخل إيران.
وجاء التسجيل بعد سنوات من التساؤلات أخذ يطرحها کُتاب ومحللون حول شن التنظيم هجمات في کل بلدان العالم سوی إيران، إذ تؤکد العديد من التقارير الاستخبارية الأميرکية أن هناک علاقات وتواصلاً وثيقاً بين قيادات تنظيم القاعدة سابقاً و”داعش” حالياً مع النظام الإيراني.
ومازال الکثير من الناشطين الإيرانيين يتهمون أجهزة استخبارات النظام الإيراني والحرس الثوري، بالتورط في الهجوم من خلال التواطؤ مع “داعش” بهدف فرض الأجواء الأمنية والبوليسية في البلد بالتزامن مع رفع التوتر مع دول المنطقة ودعم الاضطرابات في الدول المجاورة.
کما رأی البعض بأن ما حدث يشبه التفجيرات التي وقعت في ضريح الإمام الرضا في مشهد (شمال غرب إيران) في بداية التسعينات، والتي اتهم النظام بها منظمة “مجاهدي خلق” بهدف تصفية أعضائها في الداخل وإلصاق تهمة الإرهاب بها دولياً، لکن تبين فيما بعد أن خلية في وزارة الاستخبارات الإيرانية وراءها وفق اعترافات بثت عن سعيد إمامي المعاون السابق لوزارة الاستخبارات الإيرانية الذي کان العقل المدبر لتلک التفجيرات والذي کان منفذ “الاغتيالات المتسلسلة” ضد المثقفين الإيرانيين أيضا.

زر الذهاب إلى الأعلى