أخبار إيران

«فوربس»: کيف سيستفيد النظام الإيراني من هجومي «داعش» في طهران ؟

 


10/6/2017


تناول مقال للکاتب والناشط الإيراني حشمت علوي علی موقع مجلة «فوربس» تداعيات الهجومين الداميين اللذين شنهما «تنظيم الدولة» (داعش) علی البرلمان الإيراني وضريح الإمام الخميني، وهما أول هجومين يشنهما التنظيم داخل إيران.
أکد علوي: إنّ ستة مسلحين ببنادق AK47 ومتفجرات هاجموا موقعين محصنين في طهران في الوقت نفسه صبيحة الأربعاء الماضي؛ ممّا تسبب في وفاة 17 شخصًا وعشرات الجرحی في موقع الهجومين – البرلمان الإيراني وضريح مؤسس الجمهورية الإسلامية آية الله الخميني.
وقد نقل التقرير عن وکالة رويترز قولها «إنّ الدولة الإسلامية تبنت مسؤولية الهجومين، وأصدرت شريطًا مصورًا يظهر مسلحين داخل البرلمان الإيراني وجثّة أحد القتلی».
تنکر المهاجمون في زي نساء واقتحموا البرلمان من المدخل الرئيس، وذلک وفقًا لتصريح نائب وزير الداخلية محمد حسين ذو الفقاري لوکالة تسنيم شبه الرسمية. وقد غطت وسائل الإعلام الإيرانية الحدث طوال اليوم إلی أن انتهی الأمر بمقتل المسلحين الستة.
إدانات دولية للهجومين
أدان المجتمع الدولي الهجومين الإرهابيين، کما عبرت مريم رجوي – المعارضة الإيرانية البارزة ورئيسة المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية – عن أسفها لسقوط ضحايا أبرياء. وقالت رجوي: «إنّ المستفيد من هجوم داعش هو خامنئي، الذي سيعتبر هذه فرصة کبری لنظامه لتجاوز المقاطعة والعزلة الإقليمية والدولية. وهکذا تحاول الدولة الراعية الأولی للإرهاب تقمّص دور الضحية».
وأضافت رجوي «ثمة خطوات لازمة لنزع جذور الإرهاب من المنطقة، وهي تصنيف الحرس الثوري الإيراني منظمة إرهابية، والقضاء علی کافة الفصائل التي تقاتل نيابة عن خامنئي في سوريا والعراق واليمن. ويجب علی منظمة المؤتمر الإسلامي رفض نظام الملالي والاعتراف بالمقاومة الإيرانية التي تتصدی للفاشية الدينية».
تاريخ أسود
يری علوي أنّ ثمة أسئلة حول طبيعة الهجومين المريبة، لا سيّما أنّ الموقعين المستهدفين محصنين بشدة. وقد صرّح أحد المصابين في الهجوم بأنّه يستحيل إدخال قلم حتی دون تفتيشه. کما عبر الکثير من الإيرانيين علی وسائل التواصل الاجتماعي عن تشککهم من مسؤولية داعش عن الهجومين.
ويؤکد علوي أنّ السوابق التاريخية تجعلنا لا نثق في رواية السلطات الإيرانية. فمن المعروف عن طهران استخدامها أساليب وحشية مماثلة ولصقها بالمعارضين. في عام 1994، هزّ انفجار ضريح الإمام رضا في مدينة مشهد، فأوقع 25 قتيلًا ونحو 300 جريح. وبالرغم من أنّ التفجير کان من تدبير المخابرات الإيرانية – بحسب علوي – إلا أنّ السلطات زعمت أنّها أمسکت الجاني، واعترف بأنّه عضو في منظمة مجاهدي خلق المعارضة. کما زعمت السلطات الإيرانية مسئولية المنظمة عن قتل ثلاثة قساوسة مسيحيين. ولکن اتضح بعدها بسنوات أنّ وزارة الاستخبارات الإيرانية هي المدبرة لتلک الهجمات لتشويه منظمة «مجاهدي خلق».
تمهيد الطريق
لا يشک علوي في أنّ السلطات الإيرانية ستستغل الهجوم لزيادة القمع في الداخل. فقد أکد مرشد الجمهورية علي خامنئي في أعقاب الهجوم قائلًا «عندما تضرب الفوضی مرافق حساسة کهذه، فما عاد لديک أسلحة». کما أضاف إلی «ضباط الحرب الناعمة»، في إشارة إلی «وحدات الباسيج» المتطرفة والتابعة للحرس الثوري.
ويری علوي أنّ النظام الإيراني سيستغل الأحداث لتبرير زيادة تدخله في کل من العراق وسوريا واليمن، وقمع المعارضة في الداخل وإسکات الانتقادات الخارجية، وذلک بينما تعاني إيران من مشکلة اقتصادية طاحنة. وثمة مخاوف من استخدام طهران هذا الهجوم لتأجيج الطائفية في المنطقة. فکما هو معلوم، تدعم إيران الحشد الشعبي الشيعي العراقي عکس داعش والسنة، وساعدت الحوثيين في إسقاط الحکومة اليمنية وتهديد السعودية – العدو اللدود لإيران – وجلبت ميليشيات شيعية من لبنان والعراق وأفغانستان وباکستان لدعم نظام الأسد في الحرب السورية الأهلية.
وقد أشارت إيران بأصابع الاتهام نحو کل من السعودية والولايات المتحدة زاعمة أنهما تقفان وراء الهجوم. وينوه علوي إلی أنّ إيران تتأهب لتنفيذ عمليات إرهابية عکس خصومها في المنطقة.
تهديدات حدودية
إحدی التداعيات الخطيرة للهجومين هي سعي طهران إلی التدخل في شئون الدول المجاورة، وإيجاد موطئ قدم للحرس الثوري وفيلق القدس فيها. وما من شک أنّ طهران ستستغل الأحداث لدعم أعمدة نظام الملالي، لا سيّما بعد خسارة المرشح المدعوم من خامنئي في الانتخابات الرئيسية – إبراهيم ريسي – أمام حسن روحاني.
ومما لا شک فيه – يختتم علوي بالقول – سيسعی نظام الملالي في إيران إلی زيادة تدابيره القمعية داخليًا عبر أجهزة الشرطة والاستخبارات، وزيادة دعمه لحلفائه في المنطقة، والمضي قدُمًا في برنامج الصواريخ البالستية.

زر الذهاب إلى الأعلى