تقارير

نظام الأسد يهجِّر أهالي درعا المحررة بسياسة “الأرض المحروقة”

 

 

الخليج أونلاين

9/6/2017

 

 

تسببت الحملة العسکرية الهستيرية التي تشنها قوات نظام الأسد والمليشيات الطائفية الداعمة لها، علی مدينة درعا، بحرکة نزوح کبيرة من مخيم درعا للاجئين الفلسطينيين، وأحياء درعا البلد، وطريق السد، ومن بعض القری المجاورة لمداخل المدينة.
وأشار الناشط أبو براء الحوراني إلی أن “أحياء مدينة درعا المحررة تتعرض منذ مطلع الأسبوع الجاري لقصف جنوني وغير مسبوق من قبل قوات الأسد الأرضية، والطيران الروسي، والطيران التابع للنظام، ما تسبب بمقتل وجرح عشرات المدنيين في أحياء درعا، وبتدمير هائل بمختلف مشاريع البنية التحتية والخدمية، ومنازل المواطنين، فضلاً عن حرکة نزوح نحو الأماکن الآمنة”.
وأضاف، أن “هذه الحملة علی درعا التي تعتبر مهد الثورة السورية، تهدف إلی استعادة الأحياء المحررة، التي تسيطر عليها فصائل الثوار، ومن ثم استکمال السيطرة علی المدينة بجميع أحيائها، والوصول إلی الحدود مع الأردن لعزل شرق محافظة درعا عن غربها”.
ولفت إلی أن “قوات النظام استقدمت إلی درعا تعزيزات کبيرة من القوات النظامية والحليفة، لم تشهدها المدينة من قبل، وحاولت التقدم نحو حي المنشية الاستراتيجي والأحياء الأخری من عدة محاور؛ في مسعی منها لتحقيق خرق يسمح لها بتحقيق إنجاز ميداني علی الأرض، لکن صمود الثوار واستبسالهم فوت الفرصة عليها في تحقيق ذلک، وکبدوها خسائر کبيرة بالعتاد والسلاح”.
وأوضح الحوراني أن “الصمود الأسطوري للثوار، رغم التفوق العسکري لقوات النظام بالعدة والعتاد والإمکانيات العسکرية، دفع الأخيرة إلی اتباع سياسة الأرض المحروقة مع أحياء درعا، والقيام بحملة تدمير شاملة للحرث والزرع والحجر، باستخدام مئات البراميل المتفجرة وصواريخ الفيل، وأطنان من مختلف الأسلحة المتطورة المحرمة دولياً، ذات القدرة التدميرية العالية”.
مجموعة العمل من أجل فلسطيني سوريا أکدت، علی مواقع التواصل الاجتماعي، أن “العائلات المتبقية في مخيم اللاجئين الفلسطينيين في درعا، أطلقت نداء مناشدة للهيئات الإغاثية وجميع الأطراف المتصارعة، ووکالة الأونروا، ومنظمة التحرير الفلسطينية، للتدخل من أجل تأمين مأوی آمن لهم، في ظل ما يتعرض له المخيم والمناطق المحيطة به من قصف عنيف بالبراميل المتفجرة والصواريخ وقذائف الهاون علی يد قوات الأسد”.
ولفتت المجموعة إلی أن “سکان المخيم طالبوا بفتح ممرات آمنة للنساء والأطفال وکبار السن، والعمل علی إخراج الجرحی والحالات المرضية المزمنة بأسرع وقت”.
وأکدت المجموعة، ونشطاء من داخل مخيم درعا، أن “اللاجئين الفلسطينيين يعيشون کباقي سکان أحياء درعا المحررة وضعاً إنسانياً صعباً”.
وأضافت أن “مدن وبلدات محافظة درعا، وخاصة مخيم اللاجئين الفلسطينيين، تعاني من غياب الکهرباء والماء والاتصالات وباقي الخدمات الأخری، في حين تعاني المشافي الميدانية من نقص الأدوية والتجهيزات الطبية، والتعرض المستمر للقصف والتدمير”.
وعزا الناشط في المجال الإغاثي، أبو عمار الفلسطيني، ذلک إلی الحصار الخانق الذي تفرضه قوات النظام علی الأحياء المحررة، ولا سيما مخيم اللاجئين الفلسطينيين، وعدم وصول المساعدات الإغاثية إلی داخل المخيم؛ بسبب الاستهداف المباشر له من قبل قوات النظام”.
وأضاف أن “المخيم خال من کل مقومات الحياة، والسکان المتبقين فيه يضطرون إلی التنقل تحت القصف إلی الأحياء المجاورة للحصول علی بعض الطعام والمؤن، ما تسبب في کثير من الأحياء بمقتل بعضهم قنصاً من قبل قوات النظام”.
وأشار الفلسطيني إلی أن “معظم العائلات المتبقية في المخيم، والبالغ عددها نحو 350 عائلة، نزحت من المخيم إلی مناطق أخری شبه آمنة بعد أن حاولت قوات النظام اجتياح المخيم مطلع الأسبوع الجاري، في إطار الحملة العسکرية المعززة التي تقودها في المدينة”.
ولفت إلی أن مخيم اللاجئين الفلسطينيين هو “أحد أحياء درعا المحررة، ويقع في الناحية الشرقية من المدينة، علی نقاط التماس المباشرة مع مناطق سيطرة قوات النظام، ولا يبعد عنها أکثر من نصف کيلومتر”، مبيناً أن “المخيم، ومنذ بداية الثورة السورية، يتعرض لقصف شبه يومي من قبل قوات النظام، ما أدی لنزوح معظم سکانه”.
وتابع الفلسطيني قائلاً: إن “المخيم تعرض خلال سنوات الثورة لعدة اقتحامات من قبل قوات الأسد، التي قامت بحرق وتدمير معظم بنيته التحتية ومنازله؛ انتقاماً من أهله لوقوفهم إلی جانب أهالي درعا في ثورتهم ضد النظام، والانخراط فيها، وتقديمهم کل أشکال المساعدة للثوار”، مشيراً إلی أن “نسبة التدمير في المخيم تتجاوز الـ80 بالمئة”.
الناشط الإعلامي محمد الدرعاوي قال: “إن مئات العائلات نزحت من أحياء درعا المحررة نتيجة الحملة العسکرية الشرسة التي تشنها قوات النظام علی مدينة درعا المحررة”، لافتاً إلی أن “حرکة النزوح ما زالت مستمرة منذ أکثر من ثلاثة أشهر؛ نتيجة ما تتعرض له الأحياء المحررة في درعا من قصف بشکل يومي”.
وبيَّن في حديثه لـ”الخليج أونلاين” أن “مئات العائلات نزحت من أحياء درعا باتجاه المزارع والحدود الأردنية والقری والبلدات الشرقية”، متابعاً أن “الموت لاحقهم إلی العراء حيث قامت قوات النظام بقصف تجمعات النازحين عدة مرات، موقعة العديد من القتلی في صفوفهم، کما حدث في منطقة الشياح قبل أشهر، وطفس قبل أيام”.
وأضاف الدرعاوي: “النازحون يعيشون في العراء في ظروف إنسانية شديدة الصعوبة؛ في ظل نقص تام لجميع الخدمات ومياه الشرب وخيم الإيواء ونقص کبير في المساعدات، ما دفع مجلس مدينة درعا الحرة إلی مناشدة الأهالي والمجالس المحلية والمنظمات المدنية في المحافظة لتقديم يد العون والمساعدة للنازحين”.
وأکد أن “القری والبلدات الآمنة في ريف درعا لم تعد تستطيع استيعاب المزيد من النازحين من أحياء درعا والقری القريبة من مداخل درعا التي تتعرض للقصف بشکل يومي”، مبيناً أن “هناک ضغوطاً ومشکلات کبيرة باتت تعاني منها قری الإيواء نتيجة ضعف الإمکانات المتوفرة”.
إلی ذلک أصدر العديد من الناشطين والوجهاء والهيئات العاملة في جنوب سوريا بياناً أعلنوا فيه أن “مدينة درعا المحررة مدينة منکوبة، وذلک بعد أن تم قصفها خلال الأيام القليلة الماضية بمئات البراميل المتفجرة وصواريخ الفيل من قبل قوات نظام الأسد وحلفائها”.
وأکد البيان أن “القصف الأسدي والروسي تسببا في تدمير کل مقومات الحياة في درعا المحررة؛ من مشاف ومراکز إسعاف ومراکز للدفاع المدني”.
وشدد الموقعون علی البيان الذي تم نشره علی صفحة أبو محمود الحوراني، الناطق الإعلامي باسم أحرار حوران علی مواقع التواصل الاجتماعي، أن “ممارسات النظام وحلفائه تجري في ظل تعتيم إعلامي؛ ما دفعهم لمطالبة المجتمع الدولي والأمم المتحدة بتحمل مسؤولياتهم القانونية والإنسانية، والعمل علی وقف العدوان علی محافظة درعا”.
وأکد الموقعون علی البيان أن “محافظة درعا مشمولة باتفاق خفض التوتر الذي تم التوصل إليه في اجتماع الأستانة بمبارکة دولية، ورغم ذلک تتعرض لهذا التدمير”.

زر الذهاب إلى الأعلى