أخبار إيران

الکونغرس يعاين ارتباط حزب الله بإيران جزء من الحرس

 

 

العلاقة الوثيقة بين “حزب الله” وإيران والمخاطر التي يهدّدها الحزب دولياً وعلی الولايات المتحدة کانت مدار بحث لحدود الساعتين في جلسة الاستماع التي عقدتها لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميرکي برئاسة الجمهوري أد رويس.
تساؤلات کثيرة طرحها النواب علی 4 خبراء ملمّين بمکافحة تمويل “حزب الله” تعکس مدی اهتمام واشنطن بتشديد الحصار المالي علی الحزب والحرص علی تعقّب تمويله. وکان تأکيد أن هناک قانوناً ثانياً بشأن تجفيف تمويل “حزب الله” علی الطريق.
رويس استهل الجلسة بالقول: “ندرس اليوم المزيد من الخطوات من أجل مواجهة أحد أهم المخاطر في العالم أي حزب الله”، لافتاً إلی أن “حزب الله هو منظمة إرهابية مرکزها لبنان، وهو قوّة سياسية مهمّة، ووکيل إيران في المنطقة”، موضحاً أنه منذ حرب تموز عزّز “حزب الله” أسلحته بشکل کبير. وقال إن مقاتلي “حزب الله” أساسيون بالنسبة لطهران وموسکو في دعم نظام بشار الأسد إلی جانب القوات الروسية والحرس الثوري. وشدّد رويس علی الرابط بين إيران و”حزب الله” مکرّراً القول إنه “لمدة 30 عاماً، ظلّ حزب الله وکيل إيران التي تبقی المصدر الأساسي لدعمه مالياً. في نيسان 2015، تفاخر الأمين العام للحزب حسن نصرالله أنه رغم العقوبات
المُفروضة علی طهران، فإن إيران تدعم إرهاب “حزب الله””. وتوقّع نصرالله “أن إيران غنية وقوية والتي ستنفتح علی العالم، کما قال، يمکن أن تفعل أکثر من ذلک”. وأشار رويس إلی أن الاتفاق النووي مع إيران جعل من الممکن لإيران أن تؤمّن لـ “حزب الله” کسباً غير متوقع. وأکد رويس أنه بناء لأحد الخبراء الذين أدلوا بشهادتهم أمام اللجنة، أن نشاطات “حزب الله” انتشرت بشکل واسع منذ الاتفاق النووي مع إيران.
ولفت إلی أن إيران ليست مصدر الدخل الوحيد بالنسبة إلی “حزب الله”، وأنه طوّر العديد من النشاطات غير القانونية، من تجارة المخدرات إلی تهريب الدخان، فتبييض الأموال والتزوير. وقال “هؤلاء الإرهابيون العالميون يتضاعفون کمجرمين عالميين”.
کما أضاف أنه “في شباط 2016، أظهرت إدارة مکافحة المخدرات الأميرکية، تورُّط “حزب الله” في شبکة لتهريب المخدرات وتبييض الأموال تدرّ ملايين الدولارات وامتدت إلی أربع قارات ونشرت الکوکايين في شوارع الولايات المتحدة”.
وأوضح أن لجنة الشؤون الخارجية في مجلس النواب الأميرکي “ترکّز علی أفضل وسيلة لاستهداف شبکة “حزب الله” المالية ومخالبها في کل أنحاء العالم. في العام 2015، أقررنا قانون تعقُّب تمويل حزب الله لاستهداف مَن يسهّل العمليات المالية لحزب الله. وهذا القانون سمح بوضع حزب الله في أسوأ وضع مالي منذ عقود رغم الدعم المتواصل لإيران. الجزء الثاني من هذا القانون آت””.


ليفيت


مدير برنامج “ستاين” لمکافحة الإرهاب والاستخبارات ماثيو ليفيت والذي عمل في منصب مساعد نائب وزير المالية للاستخبارات والتحليل ولعب دوراً مرکزياً في الجهود الرامية لإحباط قدرة الإرهابيين علی تمويل الهجمات المهدّدة للأمن القومي الأميرکي، قال “إن الحرب في سوريا غيّرت حزب الله بشکل کبير، وأنه تحوّل من قوة سياسية محلية في لبنان إلی لاعب اقليمي متورّط في الأزمات خارج حدوده وتحديداً في العراق واليمن، غالباً بالتعاون مع إيران”. وأوضح أن “مؤشرات تغيّر حزب الله بنيوية. فمنذ العام 2013، أضاف الحزب إلی مجموعته العاملة في جنوب لبنان، مجموعتين، الأولی علی الحدود اللبنانية – السورية والثانية في الداخل السوري”.
وأشار إلی تصريح القائد في الحرس الثوري في إيران حسين حمداني في العام 2014 حين أعلن قيام حزب الله ثانٍ في سوريا مستمدّاً من النجاح الذي حققته طهران من خلال “حزب الله” في لبنان. وقال “رغم أن معظم نشاطات حزب الله في سوريا کانت في الداخل السوري، إلا أنه کانت هناک دعوات للاتحاد مع الميليشيات الشيعية الأخری في العراق أيضاً. إن حزبلة (أي من حزب الله) هذه المجموعات بالاسم والبنية والعقيدة شکّلت إنجازاً کبيراً بالنسبة لطهران يسمح لها بالإبقاء علی تأثير عميق وقوي، وتعکس المزيد من القوة في سوريا وخارجها”.
وأکد ليفيت أن دعم إيران لـ”حزب الله” لا يزال علی المستوی نفسه الذي کان عليه منذ سنوات، ولکن معظم هذا الدعم يذهب باتجاه نشاطات الحزب في سوريا أکثر منه في لبنان. وهو أمر يضع ضغوطاً کبيرة علی “حزب الله” في لبنان حيث بدأ يعاني من ضغوط متنامية تؤدي إلی تراجع دعمه.
وعرض ليفيت لنشاطات “حزب الله” في العراق واستثماره في منظمات تجارية من أجل تمويل نشاطاته هناک. کما أشار إلی الدور الذي يقوم به الحزب في اليمن وإن کانت أعداد مقاتليه هناک صغيرة، وسمّی خليل حرب وهو قائد عسکري سابق في الحزب مقرّب من نصرالله، والذي يقوم بإدارة نقل الأموال إلی اليمن.
کما تحدث عن نشاطات “حزب الله” في أميرکا الجنوبية، وعن مکتب “حزب الله” للعلاقات الخارجية وشبکاته في هذا الإطار والذي يقوم بتجميع الدعم للحزب.
وعن الرعاية الإيرانية لـ”حزب الله”، قال ليفيت: “بالطبع، لا يزال الحزب يحصل من إيران علی دعم مالي مهم وغيره من أنواع الدعم. فإلی جانب التدريب والسلاح وغيره من أنواع الدعم، فإن إيران تؤمّن للحزب مبالغ مهمة جداً کما تبيّن خلال تسمية وزارة الخزانة الأميرکية في شباط 2017 لحسن الابراهيمي. فبحسب ما جاء في التسمية، فإن الابراهيمي سهّل نقل أموال بملايين الدولارات إلی حزب الله، منها ما تمّ تبييضه من خلال شرکة”الوعد”التابعة للحزب”.
واقترح ليفيت خطوات عملية لتعزيز الجهود من أجل تقويض قدرة”حزب الله”علی الولوج إلی النظام المالي العالمي منها:


– تسمية جهات إضافية تابعة لـ”حزب الله” حسب الحاجة.


– استهداف الشبکات الإجرامية الأساسية لدعم”حزب الله”.


– درس إمکان تسمية “حزب الله” کمنظمة إجرامية عابرة للحدود.


– تعزيز التعاون والتنسيق ضد “شبکة تهديد إيران”.


أما مارا کارلين، وهي مديرة مشارکة للدراسات الاستراتيجية في جامعة”جون هوبکنز”، فقالت إن المعلومات التي وصلتها من لبنان أن الدعم لـ”حزب الله”بات يتقلص وأن الحزب يدفع أموالاً من أجل البقاء علی هذا الدعم، لافتة إلی حاجة هؤلاء الشباب إلی الأموال بسبب حالات الفقر التي يعانونها. ولفتت إلی أن”حزب الله” يواجه تحدّيات کبيرة، وقالت: “يجب إجراء مقارنة بين شعبية حزب الله وتلک التي کان يتمتّع بها إبان حرب تموز. لقد کان الأمين العام للحزب حسن نصرالله أکثر القادة شعبية في حينه في الشرق الأوسط.. أما اليوم، فإن الدعم له تراجع بشکل کبير.. کما أن اللبنانيين الشيعة يرون بأمّ العين جثث أبنائهم الشباب تعود من سوريا”. أضافت “يجب أن أقول إن قائد حزب الله لم يکن لديه الخيار بالذهاب إلی سوريا. وهو يعلم أنه من دون دعم إيران لن يکون القوة الکبری في لبنان. ومن وجهة نظر إيران، فإن القوة التي تمّ تدريبها وتسليحها علی مرّ السنوات باتت تعکس قوة إيران في المنطقة وخصوصاً في العراق وسوريا”. أضافت “بات حزب الله جزءاً من الحرس الثوري الإيراني. (قائد الحرس الثوري) قاسم سليماني هو اليوم مَن يقرّر مستقبل حزب الله وليس نصرالله.. نصرالله لن يقول لا لمَن أعطاه 30 مليار دولار علی مرّ 30 سنة. إن حزب الله مستعد للقيام بأي شيء تطلبه منه إيران في أي وقت تطلب بغض النظر عن تکلفة هذا الأمر”. وقالت إن “إيران مستعدة للمحاربة في سوريا لغاية آخر مقاتل من حزب الله وعلی ما يبدو حزب الله کذلک، وهو أمر يُشکّل مشکلة بالنسبة للحزب وخصوصاً محلياً. والبعض مَن هو في الحزب يقوم بما يقوم به من أجل غايات مادية أکثر منها عقائدية”. وشددّت علی أن مستقبل “حزب الله” يهم لأنه مرتبط بمستقبل إيران وسوريا ولبنان وإسرائيل.
ثم عرض ديفيد آشر وهو عضو مرکز الجزاءات والعقوبات المالية غير المشروعة للتسميات التي جرت في السابق ضدّ أشخاص تابعين لـ”حزب الله”، داعياً إلی التعاون بين مختلف الجهات الرقابية والأمنية في الولايات المتحدة لتعقب تمويل “حزب الله”.

زر الذهاب إلى الأعلى