أخبار إيران

کلمة الاستاذ جورج صبرا رئيس المجلس الوطني السوري في أمسية رمضانية للمقاومة الإيرانية-3 يونيو 2017

 


3/6/2017

 

السلام عليکم ورحمة الله وبرکاته ومساء الخير للجميع،
 السيدة الرئيسة، السادة الحضور،
رمضان کريم للجميع وعلی أمل أن يکون رمضان کريم لشعوبنا وأوطاننا في المستقبل أيضا، من أجل أن تتحرر من طغاتها ومن أجل أن تنقذ أبناءها من القتل اليومي والله علي کل شيء قدير.
لا يستقيم الحديث عن نظام الملالي في طهران ما لم‌ نعد بشکل خاص إلی الثورة الإيرانية في أيامها الجميلة الناصعة تلک الثورة التي شکلت لنا في الشرق المتوسط وفي البلدان العربية موضع أمل أن إمکانية سقوط الطغاة ممکنة وأن منظر مئات الآلاف من الشباب الإيراني في شوارع طهران وفي المدن الکبری في العالم کان يلهم الشباب العربي أيضا أن يمکن لليد العزلاء أن تسقط النظم المسلحة والمدججة بالکراهية وعندما سقط نظام شاه احسسنا بشيء من الانتصار لکن للأسف لم يطل هذا الإحساس لأن العمائم البيضاء والسوداء أخذت مکان القلنسواة العسکرية وما الفرق بين طاغية يرتدي الثوب العسکري والأمرة العسکرية وطاغية يرتدي جلباب ويضع علی رأسه عمامة سرقت الثورة الإيرانية أخذت من أيدي شبابها من منظمة مجاهدي خلق وبقيه منظمات الذين صنعوها علی إرث الدکتور مصدق، وأخذها الملالي وأتباعهم ممن يتقنون تقبيل الأيادي، وللأسف کان الشعب الإيراني والشباب الإيراني أول الضحايا للثورة المضادة لأن نظام الملالي أخذ الثورة وحولها إلي ثورة مضادة في طهران في مواجهة الإيرانيين أولا ثم في مواجهة شعوب المنطقه، ولم يطل الوقت حتی اخترعوا تلک الحرب 8سنوات مع العراق أخذت مقدرات البلدين الکبيرة ثم بعد ذلک تطاولوا في مؤسساتهم وفق نهج طائفي لذلک تحت شعار تصدير الثورة قاموا بتصدير الإرهاب لأن الثورة المضادة لا تصدر إلا منتجها وهو الإرهاب والاستبداد والقمع، ثم بدأت الخلايا، الخلايا الطائفية تنتشر في الدول العربية والآن نشاهد للأسف أن هذا النظام يشعل صراعات نحن بغنی عنها، صراعات مزدوجة، صراع بين الإيرانيين والعرب وصراع بين السنة والشيعة، هذا النوع من الصراعات کلنا نعرف إلی أي مدی يمکن أن يستمر وعلی أي نوع من الخرائط يمکن أن ينتشر علی مستوی القارات، وللأسف کان العالم يغض الطرف عن ذلک وأخص بذکر السياسة الأوبامية التي أغرت نظام الملالي في التطاول في المنطقة أکثر فأکثر وکنا نحن في سوريا علی رأس قائمة الضحايا کنا نلاحظ قبل الثورة قبل عام 2011 التمدد الإيراني الذي فتح له نظام آل الاسد الباب لکن بعد الثورة کان الدم السوري أول الدم المسفوح بيد النهج الفئوي المذهبي الطائفي. ويتحدثون اليوم بطريقة لا علاقة لها بالعقل عندما يتحدث وزير الدفاع الإيراني أنه في العراق ليس هناک عرب وعلی العرب أن يعودوا إلی الصحراء هذا هو عصر الملالي، وعندما يستطيع حاکم بغداد المالکي أن يفعل ما فعل بالمقاومين الأبطال في أشرف وليبرتي أيضا أمام أنظار العالم وتحت حماية الأمم المتحدة أيضا نحن نلاحظ أن التعاون الهين مع نظم الاستبداد أوصلنا إلی هذا النوع من الغطرسة التي تتحدی العالم وإلا کيف نفهم الآن ماذا جری في الرياض، مؤتمر أمريکي عربي إسلامي دولي لمواجهة هذا التمدد الإيراني في المنطقة. إذن شعر العالم الآن أن هناک مخاطر حقيقية وجادة لهذا النظام تتجاوز حدود إيران تتجاوز حدود المنطقة أيضا ومن دون شک إن نظام الملالي والميليشيات الطائفية التي استولدها ودعمها وأرسلها إلی المنطقة هو الوجه الآخر لداعش ونظام الدولة باسم الإسلام التي يقيمها هما وجهان لعملة واحدة أساسها القهر والفئوية أساسها العودة في حياة الإنسان إلی قرون خلت لا علاقة لها بالعصر، من هنا أصادق بقوة علی ما قاله زملائي إن القضاء علی داعش وعلی الإرهاب الأسود لا يستقيم مادام أنواع الإرهاب الأخری قائمة وليس هناک فرق بين إرهاب يحمل العلم الأسود وإرهاب يحمل العلم الأصفر وطالما الخطر واحد خطر يتجاوز إيران والإيرانيين يتجاوز المنطقة وشعوبها ومنها نحن شعبنا السوري أعتقد أن العالم أجمع اليوم طالما أصبح الإرهاب  خطر يوحد الجميع أن يقضي علی هذا الخطر من جذوره ليس فقط علی مؤسساته ومنظماته وعرباته العسکرية بل علی منبت الفکر وعلی الحاضن السياسي والاجتماعي والفکري لهذا الإرهاب، شکرا علی هذه الأمسية الجميلة للمقاومة الإيرانية ومجلسها الذي يعطي دروسا حقيقة في المقاومة طويلة الأمد لنظام عات لدرجة لا تصدق ولزمن طويل نحييکم علی أمل النصر، نصر الإيرانيين علی نظام ولاية الفقيه وفيه النصر لنا جميعا علی کل طغاتنا في الشرق الأوسط وفي العالم، شکرا.

زر الذهاب إلى الأعلى