تقارير

استهداف الملاحة الدولية… الحوثيون علی خطی إيران

 

التغيير نت
2/6/2017


 عرفات الأهدل

 

عدن -بات من المؤکد أن المياه الدولية ما زالت في خطر محدق، تمثله ميليشيات الحوثي وصالح المدعومة من إيران وعلی خطاها في خطوات الاستفزاز، وذلک مع تکرار حوادث استهداف السفن التي تعبر من هذه المياه في هذه المنطقة الاستراتيجية من العالم.
ولعل هذا التکرار يحفز المجتمع الدولي للالتفات إلی الخطورة التي يمثلها بقاء ميليشيات مسلحة علی ساحل بهذا القدر من الأهمية للملاحة الدولية، کما أن ذلک يؤکد مخاوف الحکومة اليمنية الشرعية ودول التحالف، التي سعت إلی تطهير هذه المناطق الساحلية من وجود الميليشيات، عبر عملية «السهم الذهبي»، التي انطلقت قبل عدة أشهر، وتمکنت من دحر الميليشيات من الممر المائي الدولي «باب المندب» والمناطق المجاورة له، وصولا إلی مدينة المخا التاريخية ومينائها الاستراتيجي.
وخلال الأشهر الماضية، تعرضت کثير من السفن والبوارج الحربية التي تمر في مياه البحر الأحمر، لعمليات استهداف بطرق عسکرية من قبل الميليشيات، مع اختلاف في نوعية الأسلحة والطرق المستخدمة في تلک العمليات.
ففي 30 يناير (کانون الثاني) مطلع العام الحالي استهدف الانقلابيون الفرقاطة السعودية غرب ميناء الحديدة، وفي الـ13 من أکتوبر (تشرين الأول) الماضي، أعطبت المدمرة الأميرکية «نيتز» منصة رادارات في الحديدة يشتبه بأنها للحوثيين، بعد هجوم تعرضت له المدمرة «يو إس إس ماسون» في 10 أکتوبر، وهجوم آخر تعرضت له المدمرة «ماسون» في الـ12 من الشهر نفسه، کما تعرضت السفينة «سويفت» الإغاثية الإماراتية في الأول من أکتوبر الماضي إلی استهداف في مضيق باب المندب.
وفي هذا الصدد يری مراقبون أن تکرار هذه الأعمال يحمل کثيرا من الأهداف والغايات، فهناک من يری بأنه نوع من استعراض القوة وفرض الأمر الواقع علی سواحل محافظة الحديدة، کما هي الحال في المناطق التي تخضع لسيطرة الميليشيات الانقلابية، ومنها الحديدة، إضافة إلی أن المراقبين يعتقدون أن ما تقوم به الميليشيات لا يعدو کونه محاکاة للاستفزازات التي تقوم بها الزوارق الحربية الإيرانية في مضيق هرمز وغيره من المناطق البحرية، بين وقت وآخر، بحق البوارج والسفن الأجنبية وتحديدا الغربية، خصوصا أن معظم العمليات لم تحقق أهدافها وکانت أضرارها محدودة.
آخرون يرون أن استهداف السفن والبوارج التي تبحر في مياه البحر الأحمر، محاولة لاستدعاء أطراف دولية في الصراع القائم في اليمن، وتحديدا إيران وروسيا، والأولی أعلنت، مؤخرا، عن إرسال عدد من بوارجها الحربية إلی المياه الدولية في باب المندب، الذي خسرته بعد أن سيطر عليه التحالف، عقب طرد الميليشيات الانقلابية منه.
ويذهب المراقبون إلی الاعتقاد بأن الهدف من استدعاء أطراف دولية ليس أکثر من محاولة لخلط الأوراق وإطالة أمد الصراع العسکري في اليمن، لکنهم، في الوقت ذاته، يحذرون من هذه التصرفات التي وصفوها بـ«الطائشة» علی الجوانب الإنسانية ومضاعفة معاناة اليمنيين المتفاقمة، للعام الثالث علی التوالي، جراء الانقلاب، إلی جانب أن المراقبين يعتقدون مثل هذه التصرفات، وبالقدر الذي تشکله من خطورة علی أمن الملاحة الدولية وعلی حياة اليمنيين، فإنها تُصعّب التوصل لحل سياسي في اليمن، وتضع أمامه کثيرا من العراقيل المستدامة، وتشعب المقترحات القائمة للحلول السياسية وتوزعها علی کثير من اللاعبين الدوليين، بهدف تمييع القضية الأساسية، وهي الانقلاب والآثار المترتبة عليه.
وبالعودة إلی قضية استهداف السفن والبوارج الحربية في المياه الإقليمية اليمنية أو المياه الدولية قبالة سواحل الحديدة، فإن وليد القديمي، وکيل أول محافظة الحديدة، يری أن مثل هذه الحوادث لم تکن لتحدث لولا سيطرة الميليشيات علی «بوابة اليمن للبحر الأحمر، محافظة الحديدة ومينائها والساحل الغربي، عموما». ويؤکد القديمي لـ«الشرق الأوسط»، أن وجود ميليشيات الحوثي وصالح، في الحديدة «أصبح يهدد الممر الدولي، لا سيما السفن العملاقة المارة خصوصا حاملات النفط، وقد سبق التنويه منا أن الميليشيات تستهدف السفن والبوارج علی الممر الدولي من أجل فرض السيطرة وتمکين إيران في المنطقة، لذا فإننا ندعو قوات التحالف والأمم المتحدة إلی سرعة تحرير محافظة الحديدة من أيادي الميليشيات لتأمين الممر الدولي وبوابة اليمن علی البحر الأحمر، وأيضا تأمين إيصال المعونات الغذائية والدوائية لأبناء الوطن».
وبحسب المعلومات، فقد کثفت قيادات حوثية بارزة، خلال الأشهر الماضية، زياراتها إلی محافظة الحديدة، ويؤکد القديمي أن الزيارة لم تکن للاستجمام أو للاطلاع علی أحوال المواطنين، أو للغرض الذي أعلن عنه، وهو توزيع قوارب للصيادين البسطاء من أبناء الحديدة، وإنما، حسب القديمي، کانت «بهدف توزيع قوارب علی أنها للصيادين وما هي إلا لتنفيذ مهام عسکرية، تحت إشراف خبراء إيرانيين ومن (حزب الله) اللبناني». ويقرأ المسؤول الحکومي القديمي التطورات الجارية في البحر الأحمر بأنها تشير إلی «دلائل خطرة جدا وتهدد المجتمع الدولي کافة». ويصف تصرفات الميليشيات بـ«الأعمال الإرهابية»، ثم يؤکد أن «المطلوب لتجنيب الملاحة الدولية، هذه الأعمال، تحرير ميناء الحديدة والساحل الغربي، عموما».

زر الذهاب إلى الأعلى