أخبار إيرانمقالات

عزلة النظام الايراني في «قمة الرياض» بعد مسرحية الانتخابات

 


المدائن
25/5/2017


بقلم:حسين داعي الاسلام


اعتزم خامنئي في مسرحية الانتخابات في ايران توحيد أرکان نظامه من خلال تنصيب رئيسي لمواجهة الأزمات المتزايدة داخليا ودوليا وتمهيد الأرضية لحل مشکلة خلافته مستقبلا بانتخاب رئيسي، غير أنه مني بالفشل الذريع في تحقيق طموحاته، کون العزلة ومشاعر الکراهية لدی الشعب الايراني حيال خامنئي ومرشحه المفضل بلغ حدا لم يسمح لخامنئي بفرض مرشحه علی المجتمع الايراني، لاسيما وکانت حرکة قد انطلقت قبل أشهر داخل وخارج ايران لمقاضاة رئيسي وآخرين من أعضاء لجنة الموت التي أعدمت 30 ألف سجين سياسي عام 1988 کان معظمهم أعضاء منظمة مجاهدي خلق الايرانية.
من جهة أخری ان ما جری من أعمال الکشف عن أعمال النهب والقتل من قبل الجناحين للنظام، قد ألهب الأجواء وسط نشاطات أنصار منظمة مجاهدي خلق الايرانية داخل البلاد، مما زاد من مخاوف النظام وجعل خامنئي قلقا من فتح الطريق أمام انطلاق انتفاضة شعبية علی غرار 2009 بفعل وجود شرخ في قمة النظام. لذلک اضطر الی قبول روحاني وبالتالي آصبح بذلک خامنئي ونظامه برمته عقب هذه المسرحية أضعف وأکثر وهنا.
إنّ روحاني الذي وصل الی ولاية ثانية، ورغم ادعاءاته وشعاراته ومزاعم وزير خارجيته، لا يتحمل وغير قادر علی احداث أي تغيير، بل سيواصل تصدير الارهاب الی دول المنطقة مثلما کان يفعل في ولايته الأولی ويستنزف الأرصدة المطلقة من الاتفاق النووي في الحرب في المنطقة وزيادة التمويل العسکري والأمني للنظام. وکان الحرسي دهقان وزير الدفاع في حکومة روحاني قد قال قبل اسبوعين ان فترة رئاسة روحاني کانت «أفضل فترة لتطوير البرامج الصاروخية والدفاعية للبلد کما ونوعا». وأن «التمويل الدفاعي قد زاد بنسبة ضعفين ونصف بالمقارنة بالحکومة السابقة» خلال العام الايراني 1395 (21 مارس2017) و« في العام الايراني الجديد سيزداد بنسبة 4 أضعاف مما کان عليه في الحکومة السابقة».
وکان روحاني  قد قال في وقت سابق أنه قد حصل علی امتيازات في المفاوضات النووية من الأطراف المفاوضة بورقة حضور النظام في سوريا والعراق. وأکد «لو لم تتصدی قواتنا في بغداد وسامراء والفلوجة والرمادي، ولو لم تکن مساعداتنا للحکومة السورية في دمشق وحلب، لما کانت الأجواء الأمنية متوفرة لنجري المفاوضات في حالة جيدة».
الواقع أن روحاني هو رجل عمل منذ بداية تشکيل هذا النظام في مناصب عليا في القمع واثارة الحروب وکان من الرجال الکبار أمنيا وعسکريا. وهو کان يدعو منذ البداية الی شنق المعارضين في صلوات الجمعة حسب ما استذکر منافسوه.
التحول المهم الآخر الذي تزامن مع انتخابات النظام، هو اقامة القمة العربية الاسلامية الأمريکية حيث نتج عنها تشکيل جبهة دولة واقليمية ضد النظام لأول مرة. الواقع أن سياسة المساومة التي انتهجها الغربيون وفي مقدمتهم اوباما کانت تعمل لحد الآن بصفتها العامل الرئيسي لبقاء النظام علی الحکم وهذه السياسة قد فتحت الباب علی مصراعيه أمام النظام للتدخل في دول المنطقة مما أدی الی قتل وتشريد ملايين من المدنيين في دول المنطقة لاسيما في العراق وسوريا واليمن.
وقال الرئيس الأمريکي في قمة الرياض: «أکبر ضحايا النظام الايراني هم الشعب الايراني نفسه، کما قال خادم الحرمين الشريفين الملک سلمان بکل «احترام وتقدير» تجاه الشعب الايراني: «النظام الايراني کان رأس حربة الارهاب في العالم منذ ثورة خميني».
إنّ تجربة 38 عاما مضت تثبت أن الحل الوحيد للخروج من الأزمة التي حلت بالمنطقة يکمن في تغيير نظام ولاية الفقيه في إيران وهذا يتحقق لامحالة علی يد الشعب الايراني والمقاومة الايرانية.
إنّ الشعب الايراني والمقاومة الايرانية قدموا لحد الآن 120 ألف شهيد في نضالهم ضد النظام. لذلک علی کل اولئک الذين يريدون إيران مسالمة تلعب دورا ايجابيا في جعل المنطقة منطقة آمنة ومستقرة ومزدهرة، أن تمد يد العون للشعب الايراني والمقاومة الايرانية وأن تعترف بالمقاومة الايرانية وتدعمها حتی تتحقق طموحات الشعب الايراني وجميع شعوب المنطقة أي السلام والأمن بأسقاط نظام الملالي.
إنّ المقاومة المنظمة التي بدأت نشاطاتها داخل ايران تتوسع، هي بديل منظم وقوي لادارة ايران المستقبل ومن المتوقع وبعد کل هذه المستجدات داخل وخارج ايران، أن يلقی المؤتمر السنوي للمقاومة استقبالا واسعا.
في الاجتماع الحاشد الذي سيقام في الأول من تموز 2017 في باريس، سيشارک فيه أکثر من 100 ألف من الايرانيين من عموم العالم بالاضافة الی مئات من الشخصيات البارزة من اوروبا وأمريکا ودول عربية لدعم المقاومة الايرانية.

زر الذهاب إلى الأعلى