أخبار إيرانمقالات

قذيفة العوامية.. الزناد بيد طهران والحرب في الإنترنت

 

عکاظ
18/5/2017

 


 
 
 بقلم: عبد الرزاق بن عبد العزيز المرجان

 

کل عمل إرهابي أو طلقة بمنطقة الخليج تقوم بها عناصر مسلحة تابعة لطهران يتم تنفيذها في الخليج ولا يتم إطلاق النار إلا بعد استعداد إيران ومن معها لشن حملات إلکترونية ممنهجة. وکل هجمة مرکزة تجاه المملکة بسبب سياسي أو اقتصادي تکون مدعومة من إيران. فهناک أعمال إرهابية أخری غير الأعمال الإرهابية علی الأرض.

کان آخر عملياتها الإرهابية وأخطرها علی الاطلاق في 15 أبريل 2017 بإطلاق قذيفة آر بي جي من خلية العوامية/‏ القطيف علی دورية أمنية، وتزامنت الأحداث مع حملات إلکترونية مشبوهة تحريضية علی الطائفية والعنف.

فخلية العوامية استباحت الضرورات الخمس التي حرمها ديننا الحنيف، ما يستدعي ضرب رأس الأفعی في إيران، والمملکة قادرة علی التعامل معها برغم استمرار إيران في محاولات زعزعة الأمن في المنطقة الشرقية ونشر الطائفية عن طريق أذرعها الإلکترونية.

عند التمعن في الجرائم الإرهابية يتضح لنا من الأدلة والبراهين أن إيران أسست منظومة مترابطة ومتکاملة تتکون من 3 عناصر، وأهمها الاستخباراتي والإلکتروني، الأول يتمثل في تجنيد أفراد لغرض التجسس والتخابر لمصلحة إيران وتحقيق أهدافها الإرهابية. وخير برهان خلايا التجسس التي تم کشفها في الکويت (العبدلي) والمملکة (خلية التجسس).

وثبت تورط الدبلوماسيين الإيرانيين وحزب الله اللبناني في تجنيد أعضاء خلية العبدلي بإقرار المتهم الأول بتخابره مع الحرس الثوري الإيراني وحزب الله اللذين استغلا بعض المرتکزات العقائدية والمذهبية التي ينتمي إليها المتهم کما ذکرت سکاي نيوز عربية. وذکرت محکمة الجنايات الکويتية أن الحرس الثوري الإيراني طلب من أحد موظفيه الذي يختفي تحت الغطاء الدبلوماسي بسفارة إيران في الکويت ويدعی حسن زاده للاتفاق مع المتهم الأول علی جلب مفرقعات إضافية وإدخالها إلی البلاد.

وفي خلية التجسس الإيرانية في السعودية تم تجنيد 32 فردا منهم 30 سعودياً من المتواطئين، وثبت تورط الاستخبارات الإيرانية باستخدام بعثاتها الدبلوماسية لتجنيد أفراد الخلية لجمع معلومات في المجال العسکري والاقتصادي تمس الأمن الوطني. وثبت تورط أحد أعضاء الخلية بتمويل من قام بتجنيدهم في الجماعات الإرهابية بتسليمهم مبالغ فردية متفرقة لتحريضهم علی التخابر وربطهم بعناصر من المخابرات الإيرانية.

ما إن يتم تنفيذ عملية إرهابية علی الأرض والقبض عليهم إلا وتتحرک المنظومة الإلکترونية الإيرانية للدفاع عن الإرهابيين، إذ لا تنتهي الأعمال الإرهابية بمجرد القبض علی عناصرها بل تبدأ حرب أخری. وتعتمد علی استخدام المواقع الإلکترونية وحسابات التواصل الاجتماعي ويتکون ذلک من قطاعين مهمين:

ناعمة وهدفها تأليب الرأي العام الدولي ونشر ثقافة المظلومية والطائفية وتتکون من حسابات متطرفة وإدارة «هاشتاقات» ومواقع حقوق إنسان مشبوهة.

وهناک أيضا حسابات متطرفة تهدف إلی نشر ثقافة المظلومية والعنصرية والعنف الطائفي في المجتمع بهدف کسب التعاطف، ومثال ذلک حساب المحرض الطائفي في تويتر علي آل أحمد الذي ينتهج ذات النهج للخلايا الإرهابية وغيرها من الحسابات المؤيدة للأعمال الإرهابية التي تقوم بها الخلايا الإرهابية في العوامية والبحرين.

وتم رصد هاشتاقات تؤيد الأعمال الإرهابية لحي المسورة. وقبل ذلک تم رصد هاشتاق ممنهج يهدف للتشجيع علی العنصرية والعنف الطائفي ويدار من الحشد الشعبي وحزب الله، وتعمل قلة من الخونة الخليجيين لإنشاء مواقع لحقوق الإنسان تدافع عن الإرهابيين في حالة القبض عليهم من قبل السلطات الأمنية الخليجية.

تم إجراء تحليل شامل للهجمات الإلکترونية التي تعرضت لها المملکة في آخر خمس سنوات واتضح أن أهم هذه الهجمات تقف خلفها إيران، إذ إن هذه الهجمات تحتاج إلی دعم مادي کبير ومحترفين في الاختراقات وتطوير البرامج. وقد أکد ذلک تقارير استخباراتية عدة.

علی سبيل المثال في مايو 2016 انطلقت الهجمات الإلکترونية بعد نشر إعلان القمة الإسلامية في ترکيا والمتضمن تصنيف حزب الله حزبا إرهابيا ما تسبب في خروج الوفد الإيراني ذليلا. حاولت إيران خلق ميليشيات عسکرية في الخليج، ففي المملکة حاولت خلق حزب الله الحجاز وخلية العوامية وداعش والقاعدة وجبهة النصرة والحوثيين لزعزعة الاستقرار وتنفيذ عمليات إرهابية. وفي البحرين کشفت وزارة الداخلية في مملکة البحرين في مارس الماضي 2017 عن ضبط خلية إرهابية بحرينية مدعومة من إيران. وتهدف إلی قتل رجال الأمن ومهاجمة أهداف حيوية عدة في البلاد. المعطيات تؤکد أن إيران تدير العنف والإرهاب والطائفية عن بعد عبر خونة تهدف للنيل من استقرار المملکة والخليج لکنها فشلت ليقظة السلطات الأمنية والمواطنين..

* عضو الأکاديمية الأمريکية للطب الشرعي- الأدلة الرقمية

 

زر الذهاب إلى الأعلى