أخبار إيران

المعارضة الإيرانية: الديمقراطية تحت حکم الملالي «سراب»

 

 

17/5/2017

 

أحمد أبوالمجد
 
 

تمثل الانتخابات الإيرانية المقرر انعقادها الجمعة المقبل، خياراً زائفاً للشعب المضطرب، فکلا المرشحين الرئيسيين حسن روحاني وإبراهيم رئيسي مدموعين بختم الملالي في طهران، وأياً کان الفائز في الاقتراع سيبقي علی القمع الشرس للمعارضة، وزعزعة استقرار المنطقة، والإصرار علی تطوير الأسلحة النووية.
وقالت سونا سمسمي، ممثلة مجلس المقاومة الإيرانية في الولايات المتحدة، في مقال نشره موقع “ذا هيل” الأمريکي، إنه مع اقتراب الانتخابات فإن الديمقراطية في إيران ليست إلا سراب تحت سلطة الملالي.
وأشارت سمسمي إلی استطلاع رأي أخير في 15 ولاية إيرانية أجراه مرکز المجلس الأمريکي الدولي في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، خلص إلی أن 79% من العينة لا يعتقدون أن نتيجة الانتخابات في إيران ستحدث أي فرق في حياتهم، فالوجوه تتغير لکن السياسات تظل واحدة.
وأضافت أن العديد من الإيرانيين مازالوا ساخطين ومحرومين من المکاسب الاقتصادية غير المحققة، التي وعدت بها السلطات في طهران بعد رفع العقوبات النووية وامتلاء خزانات إيران بالمال.
إلا أنه طبقاً لتقديرات الاستخبارات الأمريکية وتحليلات مجموعات المعارضة الإيرانية، فإن أرباح الاتفاق النووي اختلستها الدولة لتعزيز أدوات العنف والقمع، بما في ذلک الزيادة الضخمة في ميزانية الحرس الثوري الإيراني، والنفقات الهائلة في تطوير برنامج الصواريخ البالستية، والتدخل الحالي في العراق وسوريا واليمن وغيرها.
وفي هذه الأثناء، يظل العديد من الإيرانيين متألمين برکود الأجور، وتأجيل الاستثمارات الملحة في البنية التحتية، والفساد المستشري في البلاد، ويبقی الشعب الإيراني بدون منفذ أو أمل حقيقي نحو الإصلاح، لکن الخطر الحقيقي يکمن في أن کل تحرکات الدولة تقرها سلطة لا يوجد طعن عليها في البلاد.
وأضافت سمسمي، أن الملالي في طهران رتبوا أوراقهم ويعرضون علی الشعب الحل البديل الخاص بهم، متمثلاً في الرئيس الحالي حسن روحاني، الذي لعب دوراً بارزاً في قمع ثورة 1999 ضد النظام، فضلاً عن تفاخره بالکذب علی المفتشين النووين التابعين للأمم المتحدة.
أما الخيار الثاني هو منافسه إبراهيم رئيسي المقرب من المرشد الإيراني علي خامنئي، والذي کان ضمن “لجنة الموت” التي حکمت في 1988 بإعدام 30 ألف معتقل سياسي من الرجال والنساء وحتی الأطفال، معظمهم ينتمي للمعارضة الرئيسية حرکة “مجاهدي خلق”.
وليس ذلک فحسب، حيث ورد اسم رئيسي کثيراً کخليفة لخامنئي نفسه في منصب المرشد الأعلی، خاصة أن الأخير تقدم في العمر وبات يبحث عن بديل له يبقي علی سياسات إيران المحلية والخارجية کما هي.
وقالت سمسمي، إن الشعب الإيراني ليس لديه بديل إلا مقاطعة الانتخابات والمطالبة بتغيير جوهري في النظام، خاصة أنه لا توجد معارضة إيرانية حقيقية، حيث يتواجد معظمهم في السجن أو يتم مطاردتهم أو قتلهم أو يتم إجبارهم علی المنفی.
وأکدت سمسمي، أن النظام الإيراني حالياً ضعيفاً أکثر من أي وقت مضی، بداية من الانقسامات الداخلية وفشله في محو کل المنشقين عنه في العراق والذين انتقلوا بعد ذلک إلی أوروبا، وحتی تعهد الرئيس الأمريکي دونالد ترامب بإعادة النظر في سياسة الولايات المتحدة تجاه إيران.
وتشکل کل هذه التطورات فرصة غير مسبوقة للمعارضة الإيرانية للعب دور ملحوظ في الصراع علی السيطرة مع الملالي، بينما يتم إعادة تشکيل مستقبل البلاد، والذي يمکن أن يثبت فيه الإيرانيون الساخطون أنهم قوة يمکن أن يحسب لها النظام الإيراني في المستقبل القريب.

 

زر الذهاب إلى الأعلى