أخبار إيرانمقالات

قد تکون منعطفا

 


دنيا الوطن
16/5/2017


بقلم: غيداء العالم

 

قد نقع في خطأ کبير عندما نعتقد بإن الانتخابات الايرانية المنتظرة في 19 من هذا الشهر، هي شبيهة بالانتخابات السابقة و إمتداد لها، ذلک إن الاوضاع و الظروف الحالية في إيران تختلف إختلافا جذريا عن المراحل السابقة، إذ إن الازمات و المشاکل المختلفة التي تعصف بالبلاد عصفا قد جعلت الشعب الايراني من جراءحالة السخط و الغضب التي تعتمره أشبه مايکون ببرميل بارود قد ينفجر بوجه النظام في أية لحظة بالاضافة الی تغيير غير مسبوق في المواقف الدولية و الاقليمية ضد نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية.
الجناحان الرئيسيان في نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و اللذان يدرکان جيدا مدی خطورة و حساسية المرحلة الحالية و ماتعنيه هذه الانتخابات بالنسبة لکليهما، يدفعهما جبرا للعمل من أجل الاستحواذ علی حصة الاسد فيها، وإن جناح روحاني الذي کان وراء التوقيع علی الاتفاق النووي، يريد أن يستخدم هذا الاتفاق کرأس حربة للنيل من جناح المرشد و حصره في زاوية ضيقة، فيما يعمل جناح المرشد الاعلی و في ظل هيمنته علی أهم المرافق و القطاعات و المؤسسات الهامة في إيران من أجل توظيف کل ذلک في المواجهة الحاسمة ضد غريمه و الإيقاع به و يبدو إن هناک ثمة تحرک إعلامي بتوجيه من المرشد الاعلی للنظام بهذا الاتجاه.
الانتخابات القادمة و التي تواجه رفضا شعبيا إيرانيا غير مسبوقا بالاضافة الی حضور قوي لمنظمة مجاهدي خلق من خلال شبکاتها الاجتماعية العاملة في داخل إيران و التي تقوم بنشاطات سياسية في سائر أرجاء إيران حيث تغزو منشوراتها الشوارع و الساحات العامة و الازقة و مختلف الاماکن في المدن الايرانية الی جانب شعاراتها المکتوبة او الملصقة علی الجدران و الاعمدة و الاماکن الاخری و تدعو الی عدم المشارکة في الانتخابات و رفضها لکونها لاتعبر عن الشعب الايراني إطلاقا، ومن هنا فإن السلطات الايرانية تتخوف کثيرا من هذه الانتخابات التي من الممکن لها فيما لو حدث أي طارئ أن تصبح بداية تغيير إستثنائي في الاوضاع في إيران بحيث لايبقی للنظام من أثر.
الانتخابات القادمة في إيران، تشکل منعطفا غير عاديا في سياق الاحداث و التطورات الجارية بهذا البلد، خصوصا وان کل الامور و الاوضاع تسير نحو المزيد من التأزم بحيث يمکن تصوير الاوضاع في إيران و بصورة عامة وکإن البلاد علی فوهة برکان أو في إنتظار عاصفة علی أحسن تقدير، ولهذا السبب فإن المراقبين للوضع الايراني، يتفهمون تصاعد الصراع و المنافسة بين الجناحين الرئيسيين و وصولها الی حد المواجهة الحاسمة.

زر الذهاب إلى الأعلى