العالم العربيمقالات

عودة الحصان الايراني الخاسر للأضواء

 


وکالة سولابرس
12/5/2017
 
بقلم:کوثر العزاوي

الاوضاع في العديد من بلدان العالمين العربي و الاسلامي، تتجه بصورة أو بأخری نحو الفوضی و العبث و الفلتان الامني، خصوصا عندما نجد بأن الاختلاف و التناحر بين مختلف الاطراف و الاطياف و القوی العامة لشعوب عديدة من المنطقة، قد وصل الی ذروته مما قد ينذر بحصول تداعيات غير محمودة العواقب.
الاوضاع في مصر و دول المغرب العربي، ماعدا ليبيا، إتجهت بشکل او بآخر نحو التهدئة و صارت تحت السيطرة تماما، لکنها في دول المشرق العربي وعلی وجه الخصوص العراق و سوريا، أبعد ماتکون عن السيطرة و تتجه للتعقيد و المزيد من التأزم، وعلی الرغم من المحاولات الدولية و الاقليمية الجارية من أجل تهدئة الاوضاع و تسويتها في دمشق و بغداد و اليمن الی حد ما، لکن ليس هنالک من بإمکانه التفاؤل بحسم الامور إيجابيا خلال الفترة الحالية، بل وان هناک من يتشائم أکثر فيطرح توقعا يغرق في التشاؤم و الضبابية.
القضية التي تدفع بالاوضاع في العراق و سوريا و اليمن نحو حافة الخطر، هي الظلال الطائفية المهيمنة عليها، تلک الظلال التي باتت معروف و واضحة تماما وليس بالامکان إنکارها، ولاسيما وبعد أن صار الخطاب الديني ذو المضمون الطائفي يطغي علی الخطاب السياسي في العراق و سوريا و اليمن، وعلی الرغم من أن النظام الايراني يصر علی ان لادور له بشأن مايجري في العراق و سوريا و اليمن من تصيد بإتجاه الحرب الاهلية او الطائفية، غير أن مختلف الادلة و القرائن تکذب طهران و تثبت بأنه وراء معظم التطورات السلبية و انه لوحده من يدفع بالاوضاع نحو المفترق الطائفي.
مايحدث بالموصل في خضم الحرب ضد داعش، فإن هناک تعاونا و تنسيقا مريبا بين رئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالکي و الذي مر العراق خلال 8 أعوام من ولايتين متتاليتين له بأسوء ظروف و أوضاع من جراء تعاظم النفوذ و الهيمة الايرانية، وبين النظام الايراني من أجل تهيأة الاوضاع و الظروف في الموصل بإتجاه يخدم أجندة و مصالح هذا النظام، وإن العمل من أجل فتح طريق يربط النظام الايراني بالنظام السوري عبر الموصل و کذلک العمل من أجل حملة تطهير طائفي ضد سکان الموصل تماما کما جری مع سکان محافظة ديالی التي تم تحريرها من سيطرة داعش.
الضغط و الدفع بإتجاه الاحتقان الطائفي، هي سياسة إعتمدها المالکي خلال أعوام حکمه و عمل في هداها وان لم يعلنها و يبدو إنه يطل من جديد للعمل بنفس السياق، ولايمکن لأحد أن يصدق بأن المالکي يلتزم هکذا نهج ذو بعد طائفي من دون مشورة او تفاهم او تنسيق مع طهران، بل وان هناک من يعتقد بأن الامر برمته عبارة عن تنفيذ مخطط للنظام الايراني لأغراض و أهداف تخدم کلها صالحهم، لأن هذا النظام يعيش و يستمر علی إختلاق الفوضی و الفتن و المواجهات کي يتسنی له إستغلال النتائج و التداعيات الناجمة عنها، ومن هنا فإن وکما أکدت السيدة مريم رجوي، “لايمکن أن يستتب السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة مع بقاء و إستمرار نظام الملالي”، ومع إن نوري المالکي مجرد حصان إيراني خاسر و مکشوف فإنه سيبقی مجرد دمية أو قطعة شطرنج يحرکها النظام الايراني کيفما يريد وهو في کل الاحوال ورقة محروقة ويبدو إن طهران تريد إسخدامه لآخر مرة ولکن المهم و الاخطر هو النظام الايراني الذي هو بيت الداء و أساس البلاء ومن دون التصدي له له فإنه سيخلق العديد من الوجوه العميلة الاخری نظير المالکي!

زر الذهاب إلى الأعلى