أخبار إيرانمقالات

حکومات ليست لها تأثير

 


روز اليوسف
10/5/2017
 
بقلم:سعاد عزيز


 سؤال مهم يفرض نفسه و يجب طرحه خصوصا وإن الانتخابات الرئاسية في إيران في 19 مايو/أيار تفصلنا عنها أيام قلائل، هذا السؤال هو: ماهي مساحة التأثير التي يمتلکها الرئيس المنتخب، وهل إن بإمکانه أن يحدث تغييرا حقيقيا في مسار الاحداث في إيران؟
الرؤساء السبعة”آخرهم کان روحاني” الذين تناوبوا علی الحکم في إيران، ومع کل الشعارات السياسية و الدعوات المختلفة التي أطلقوها أثناء و بعد الانتخابات، فإنهم أکدوا و بإصرار تمسکهم بأصل نظام ولاية الفقيه المبني علی جعل السلطات کلها في يد المرشد الاعلی للجمهورية، وأعلنوا جهارا دفاعهم الکامل و غير المحدود عن النظام و تمسکهم به، وهذا يعني من إنهم راضون تماما بکونهم تحت أمرة و قيادة المرشد الاعلی للنظام، مما يعني إنهم يعلنون إلغاء و أو تهميش دورهم قبالة المرشد الاعلی.
حقيقة أن رؤساء الجمهورية الذين يتناوبون علی الحکم في إيران، ليس بإمکانهم أن يغيروا من الامر شيئا و إن الانظمة و القوانين المرعية في ظل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية صارمة جدا لأنها مبنية علی أسس دينية محددة، والاهم من ذلک أن أي من الرؤساء الذين تداولوا علی الحکم لم يطلقوا تصريحات أو مواقف بإتجاه تغيير أو تعديل هذه الاسس الدينية بما يمنح للرئيس مثلا سلطة و صلاحية أکبر من أجل تنفيذ برامجهم السياسية التي يعلنونها.
المرشحون الستة للإنتخابات الرئاسية القادمة في إيران، والمنهمکون بکيل الاتهامات لبعضهم و تراشق سهام الانتقادات، ليس هناک من بينهم من يجرؤ علی الحديث عن توسيع صلاحية الرئيس من خلال منحه سلطات أوسع و أکبر تتيح له تحقيق برامجهد و الإيفاء بوعوده للشعب، غير إن الملفت للنظر وفي هذا الوقت بالذات، أي في خضم الاستعدادات الجارية للإنتخابات الرئاسية، أطلق المرشد الاعلی للجمهورية الاسلامية تصريحات نارية کان من بينها تصريح إستثنائي أکد فيه بأن” الحکومات ليست لها تأثير”، والحکومات هذه التي يتحدث عنها المرشد الاعلی، هي تلک التي يشکلها الرؤساء المنتخبون، و إن التأکيد وعلی لسان المرشد الاعلی من أن هذه الحکومات ليست لها من تأثير، فذلک يعني بالضرورة عدم تأثير و أهمية الرؤساء المنتخبون من قبل الشعب الايراني!
عندما تکون الحکومات المنبثقة عن إختيار الرؤساء المنتخبين ليست لها من أي تأثير فإن ذلک يعني جدلا بأن هؤلاء الرؤساء ليس لهم من دور و أهمية ازاء دور و أهمية المرشد الاعلی، وهذا بحد ذاته يضع أکثر من علامة إستفهام و تعجب علی قضية إنتخاب رئيس الجمهورية في إيران و عن الدور و الصلاحيات المحددة له.

زر الذهاب إلى الأعلى