أخبار إيرانمقالات

قطع أذرع النظام الايراني من دول المنطقة أمر ضروري للغاية

 

بوصلة السياسات الاقليمية والدولية تتجه نحو الاتجاه الصحيح
 

5/5/2017
المحامي عبد المجيد محمد


 
نری خلال الأسابيع الأخيرة عزلة أکثر للنظام الحاکم في ايران علی الصعيدين الدولي والاقليمي حيث أصبح وضعه هشا للغاية عشية الانتخابات الرئاسية المزيفة. لقد زادت موجات الضغوط عليه للمطالبة بالکف عن التدخلات في شؤون دول المنطقة وبشکل خاص في سوريا واليمن حيث زاد أکثر مما مضی.
وفي مؤتمر القمة الثامنة والعشرين لقادة العرب في الاردن في 29 مارس الماضي أکد القادة العرب ضرورة محاربة الارهاب والسعي الفاعل لحل الأزمات التي تعصف بالمنطقة في اشارة الی دعم نظام طهران للارهاب وتدخلاته العسکرية السافرة في سوريا واليمن.
فعلی سبيل المثال. قال العميد باکبور وهو من قائد القوة البرية للحرس الثوري في مقابلة مع وکالة أنباء فيلق القدس باسم «تسنيم» نشر بتاريخ 2 أيار: «مثلما أمر السيد [خامنئي] ساعدت الجمهورية الاسلامية سوريا في کل الأبعاد وفي البعد العسکري يتم تقديم مساعدات استشارية…. الحرب لها أبعاد مختلفة أهمها الناحية البرية ونحن في هذا المجال وقفنا لدعم فيلق القدس وأرسلنا من اخواننا الذين لديهم تجارب في الحرب ومواجهات لسنوات مضت في شمال غرب وجنوب شرق البلاد ، الی سوريا کمستشارين وهم الآن متواجدون هناک وسنواصل ايفاد مستشارينا …».
وفي يوم الاثنين الأول من أيار حذر احمد ابو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية في کلمة ألقاها في دبي من تدخلات النظام الايراني انعکست في عرب نيوز:
النظام الايراني يسعی لتدمير العالم العربي. فهذا النظام يفرض سيطرته  علی 4 عواصم عربية  ولکننا لن نتخلی عن أهدافنا. لدينا قواسم مشترکة کثيرة. جامعة الدول العربية لديها طاقات کبيرة واني أسعی أن أحتفظ بوحدة الدول العربية.
وقبله کانت هناک مواقف مماثلة ضد نظام طهران علی الصعيد الدولي.
وفي مساء الخميس 20 نيسان قال الرئيس الأمريکي ترامب في مؤتمر صحفي مشترک مع رئيس الوزراء الايطالي في البيت الأبيض ردا علی أسئلة الصحفيين بشأن الاتفاق النووي مع ايران: ايران تعمل أعمالا سيئة واني قلت في وقت سابق ان الاتفاق لم يکن اتفاقا جيدا. اننا ندرس الاتفاق مع ايران لکي نری ماهي مخالفات النظام الايراني. ايران لم تکن ملتزمة بروح الاتفاق وکانت لها مخالفات.
کما وفي الوقت نفسه قالت سفيرة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة نيکي هايلي في جلسة مجلس الأمن الدولي: ايران وحزب الله تحالفتا لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. کما أنهما دافعا بکل قسوة عن بقاء بشار الأسد علی السلطة.
وأما وزير الخارجية الأمريکي تيلرسون فقد حذر يوم الاربعاء 19 ابريل ايران وقال: ايران هي الدولة الراعية للارهاب ولديها نوايا نووية توسعية واذا لا يتم لجمها فانها تسلک الطريق نفسها التي  تسلکها کوريا الشمالية وتهدد السلام والاستقرار في العالم.
وفي اشارة الی سياسة اوباما في التعامل مع ايران وکوريا الشمالية قال ان کوريا الشمالية أثبتت أن سياسة الصبر قد فشلت.
وبخصوص دعم النظام الايراني للارهاب قال: ايران لها دور في زعزعة الاستقرار في اليمن وسوريا ولها نشاطات واسعة في الهجمات السايبرية.
وعلی السياق نفسه قال وزير الدفاع الأمريکي جيم ماتيس يوم الاربعاء 19 ابريل الذي زار العربية السعودية في الشرق الأوسط أينما توجد مشکلة فنجد بصمات ايران. وبخصوص الحل في أزمة اليمن ارتهن ذلک باحباط مساعي ايران في ذلک البلد وقال ان ايران هي عامل لزعزعة الاستقرار في الشرق الأوسط. 
کما تلاحظون أن الأصابع متجهة نحو رأس الأفعی في طهران. انه اشارة صحيحة ودقيقة. الواقع أن سياسة المساومة التي انتهجتها الادارتان الأمريکيتان السابقتان علی مدی 16 عاما حيال النظام الايراني، قد حالت دون أن تتبلور السياسات الصحيحة علی الصعيد الدولي وفي المنطقة. وطبعا دفع ثمنها الباهظ الشعب الايراني والمقاومة الايرانية. ولکن عقب تغيير الادارة في أمريکا والتطورات الاقليمية، فان بدأت البوصلة تتجه نحو الاتجاه الصحيح. لأن کل الأزمات في الشرق الأوسط خلال العقود الأربعة الماضية هي ناجمة عن الأعمال والتدخلات السلطوية لنظام الملالي الحاکمين في ايران. في الانتخابات المزيفة لنظام الملالي في عام 2009 حيث رجح خامنئي محمود احمدي نجاد علی منافسه، ووضعه علی کرسي الرئاسة لدورة ثانية من خلال عملية هندسة الانتخابات، لو کانت سياسة ادارة آمريکا آنذاک تتحرک بجانب الشعب الايراني المعترض والطافح کيل صبره، لکان الوضع مختلفا عما عليه اليوم. ولما کان النظام الحاکم في طهران منفلتا وجامحا. فهذا النظام هو النظام الراعي للارهاب واستغل أکبر الاستغلال سياسات الادارتين الأمريکيتين السابقتين و وسع تدخلاته في العراق وسوريا واليمن ولبنان. وقام بمغامرات حيث تداعياتها المخربة مازالت مستمرة. لذلک يجب تصحيح الأخطاء السابقة باتخاذ سياسة مبدئية ويجب طرد نظام الملالي من دول المنطقة وتصنيف الحرس الثوري الذي هو الذراع العسکري الرئيس للولي الفقيه في هذه التدخلات السلطوية والمنتهکة للحقوق الدولية، في قوائم الارهاب حتی يستتب الهدوء والاستقرار في المنطقة. وهذا هو الحل الوحيد والحقيقي. يجب أن يقدم مجلس الأمن الدولي ملف جرائم نظام الملالي في سوريا الی محکمة الجنايات الدولية. الملف الذي قائم الآن في الأمم المتحدة وأعلنه المفوض السامي لحقوق الانسان زيد رعد الحسين يوم الأول من أيار من أنه خصصت له موازنة وتم دفع جزء منها. 

زر الذهاب إلى الأعلى