أخبار إيران

بيان تأسيس لجنة التضامن العربي الأسلامي مع المقاومة الإيرانية

 
29/4/2017
 
في العام 2009 وبعد ما تعرّضت مدينة أشرف لأولی مجزرة بيد العاملين للنظام الإيراني وعلی أرضية تقاعس أميرکا من العهد الذي قطعته مع سکّان المدينة، أسّسنا «اللجنة العربية الإسلامية للدفاع عن سکّان أشرف». منذ ذلک الوقت أقامت اللجنة اتصالات دائمة، وأصدرت بيانات، و بعثت برسائل إلی المؤسسات و الشخصيات الدولية، وأجرت لقاءات متعددة، وعقدت إجتماعات و مظاهرات و… قامت بنشاطات واسعة مع مجموعات أخری من الخبراء و الأصدقاء والخيّرين في الدول الغربية بهدف إيصال صوت هؤلاء المقاومين الضحايا إلی آذان العالم.
واعتماداً علی الصبر والتضحية والمقاومة والمثابرة من قبل سکّان أشرف وبفضل النشاطات التي قام بها آعضاء اللجنة وأصدقاء أشرف الآخرون وبفعل الجهود المخلصة من قيادة المقاومة الإيرانية وعلی رأسها السيدة مريم رجوي تم بنصر الله  إنقاذ أرواح الأشرفيين ونقلهم إلی أروبا مصابين مظلومين ولکن سالمين  بفضل الله ومنّه.
لقد کانت مدينة أشرف وسکانها رمزاً لقضية عظيمة مازالت حية وما زالت تستحق النصر من أجل تحقيق أهدافها کاملة. إنها قضية کل المجتمعات العربية والإسلامية تلک الشعوب التي تعاني، لا من نقائصها الذاتية فحسب، بل وتحمل في نفس الوقت تکلفة مخلّفات ممارسات القوی الغربية الاستعمارية.
ونقيضاً لذلک کانت أشرف رمزاً لحياة حرّة ديمقراطية مسالمة وملتقی لجميع الطوائف والأديان وخاصة للشيعة والسنة وکان مؤيَداً بملايين من أبناء الشعب العراقي. فکانت رمزاً للتسامح والإخاء ورمزاً للبناء والحضارة. في الواقع کان أشرف في کيانه رمزاً للقضايا العادلة کما کان رمزاً للحضارة الإسلامية العصرية المستقبلية. وهذه القيم يجب أن تکون دائماً ماثلة أمامنا. لذلک نحن نريد مواصلة نشاطنا باتجاه هذه القيم ولوأد جميع الفتن التي تحدق بنا من أنفسنا ومن الغرب.
و اليوم نری ملايين القتلی والجرحی من العرب والمسلمين وعشرات الملايين من المشرّدين وغياب السلام والأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط. وقد تجاوزت الأزمات العميقة حدود المنطقة لتجعل من معظم شعوب العالمين العربي والإسلامي ضحية الإرهاب النابع منها.
ومن خلال إلقاء نظرة إلی أحداث العقود الأربعة الماضية نجد، إضافة إلی الممارسات الغربية الهدامة، إن يد النظام الإيراني کانت وراء الحروب والإرهاب و زعزعة الاستقرار.
إن « الجيو سياسية » في الشرق الإوسط لها باطن و ظاهر. فأما ظاهرها فهو صراع إيديولوجي حاد بين ثورة مزعومة إسلامية مثالية والبطل العالمي للسلم والأمن العالمي، وبزعمه بطل  نشر العدل والحرية والديموقراطية في العالم.
و أما باطنها فهي تنافس إستراتيجي شرس بين قوتين، بين الغرب من جهة، الذي منذ الحرب العالمية الثانية، أنشأ الهيکل الأمني الشرق الأوسطي علی أساس مفهوم «الحفاظ علی مصالحه الحيوية».
و من جهة ثانية، بين نظام يدعي الإسلام ويتصرف بصفة مضادّة مطلقا للقيم الإسلامية الأساسية، نظام کتب علی نفسه في الدستور «تصدير الثورة»، دکتاتورية دينية لا تتردد في استخدام الدين وتشويهه من أجل تحقيق أغراضها التوسعية ولا تسأم في ظل شراکة ضمنية مع الغربيين أن تساهم في عمليات تخريبية تسببت في مئات الآلاف من القتلی والجرحی وملايين المشرّدين في العراق، وما يقارب مليون قتيل في سوريا وتشريد أکثر من نصف سکّان البلد، واختطاف السلطة اللبنانية بيد حزب الله، والانقلاب علی الحکومة الشرعية في اليمن، وموجة سوداء من عمليات إرهابية في البحرين والسعودية والأردن وغيرها.
إن نظام إيران يکسب ديناميکيته للبقاء وفرض نفسه داخليا وخارجيا عبر زعزعة جميع الدول العربية والإسلامية.
وکل ذلک إضافة علی الممارسات الإستبدادية التي ارتکبت بحق أبناء الشعب الإيراني والتي تشکّل في قسم منها إعدام مائة وعشرين ألف سجين سياسي، بينهم مجزرة أکثر من ثلاثين ألف سجين خلال بضعة أشهر في العام 1988، وجرّ ما لا يقلّ عن مليون شخص إلی المقتل في الحرب مع العراق.
وأما التنظيمات المتوحّشة من أمثال داعش والقاعدة کانت علی علاقة حميمة مع نظام طهران وتعمل بتأييده ودعمه، أو في الوقت نفسه کانت حصيلة الجرائم التي ارتکبها ضد أهل السنة من خلال وکلائه خاصة في العراق و سوريا.
ومن خلال نظرة عميقة لهذه الأحداث المؤلمة نری من وراء ستار سياسة المهادنة والمسايرة- Apeasement- أن دول الغرب وخاصة الولايات المتحدة الأميرکية متواطئة مع سلطات طهران.
وبالعودة إلی أشرف نعرف أن إدارة أوباما هي التي فتحت  المجال للملالي للقيام بالمجازر ضد سکان المخيم.
کما أن هذه الوتيرة ممتدة في التاريخ الحديث بدءاً بالتواطؤ بين أميرکا والملالي والشاه في إسقاط حکم الدکتور محمد مصدق، مروراً بأن خميني کان علی صلة دائمة مع الأطراف الغربية منذ عهد الشاه، ووصولاً إلی أن الولايات المتحدة وضعت المقاومة الإيرانية في قائمة الإرهاب وقصفت قواعد المقاومة في العراق وجرّدت المقاتلين من أسلحتهم وبذلک مهّدت الأرضية أمام طهران للقضاء عليهم.
کما أن عدم الرضا الموجود لدی الشعوب العربية والإسلامية واستياء الشعوب للغرب وأميرکا يستغله نظام طهران ضد هذه الشعوب ومصالحها والعبث بمصائرها.
في المقابل نحن علی يقين وإيمان بتضامن کفاح المقاومة الإيرانية مع کفاح الشعوب العربية والإسلامية حيث أن نظام ولاية الفقيه يتدخل في شؤون هذه البلدان بهدف التوسّع وفرض نفسه علی کل العرب والمسلمين. ومن هنا نعتقد بالترابط والعلاقة الوثيقة بين المقاومة الإيرانية والشعب الإيراني من جهة والشعوب التي تناضل من أجل تخليص أنفسهم من جهة أخری، وأن نضال المقاومة الإيرانية لاتصبّ فقط لصالح الشعب الإيراني بل لجميع الشعوب العربية والإسلامية.
إن قوات الحرس الثورة الإيراني والميليشيات التابعة لنظام ولاية الفقيه هما العامل التنفيذي للقمع والمجازر والحروب الطائفية في عموم أرجاء المنطقة، فالطريق الوحيد للسلام والاستقرار والهدوء
يمرّ من خلال طرد القوات التابعة لنظام الملالي من جميع بلدان المنطقة، الأمر الذي أکدت عليه ونادت من أجله المقاومة الإيرانية منذ أمد بعيد.
والمقاومة الإيرانية أعلنت مرّات عدة أن الحلّ لن يکون في شنّ حرب خارجية ولن يکون في انتهاج سياسة المسايرة والمهادنة مع هذا النظام. طريق الحلّ لإنهاء هذا النظام سيکون بيد الشعب الإيراني ومقاومته. الشعب الإيراني لايريد هذا النظام، والأزمات الداخلية، کما يقول زعماء النظام نفسه، بلغت ذروتها وفي حالة تنذر بالانفجار. واستخلصت دول المنطقة إلی نتيجة مفادها عدم إمکانية المساومة والمسايرة مع نظام طهران، وجميع المزاعم بشأن الإصلاح والاعتدال داخل النظام ليست سوی حيلة وخدعة.
في هذه الظروف نحن نعلن بأن «اللجنة العربية الإسلامية من أجل الدفاع عن سکّان أشرف» تحوّلت إلی  «لجنة التضامن العربي الأسلامي مع المقاومة الإيرانية».
ومن خلال الإعلان عن تأسيس هذه اللجنة الجديدة نناشد وندعو جميع الأخوات والإخوة في الدول العربية والإسلامية علی جميع المستويات الحکومية والشعبية والمجتمع المدني إلی الانضمام إلينا لدعم الشعب الإيراني والمقاومة الإيرانية ونصرتها من أجل إقرار السلام والاستقرار والأمن والعدل  في المنطقة.

 
المؤسسون
1. سيد أحمد غزالي رئيس حکومة الجزائر الأسبق
2. السيد کمال مرجان الوزير السابق للدفاع والخارجية في تونس
3. الشيخ د. تيسير التميمي قاضي قضاة فلسطين سابقاً وإمام مسجد الخليل
4. السيدة حورية مشهور وزيرة حقوق الإنسان في اليمن سابقاً
5. السيد صالح القلاب وزير الإعلام الأردني السابق
6. الدکتورة تغريد الحجلي وزيرة الثقافة وشؤون الأسرة في الحکومة المؤقتة السورية
7. السيد ميشل کيلو کاتب سياسي وشخصية قيادية في المعارضة السورية
8. السيدة نجيمة طاي طاي الوزيرة السابقة لمحو الأمية في المغرب
9. الدکتور انور مالک کاتب وصحفي والعضو السابق لبعثة الجامعة العربية في سوريا
10. الدکتور بسام علي العموش وزير وسفير أردني سابق
11. الدکتور رياض ياسين وزير الخارجية السابق في اليمن والسفير الحالي في فرنسا
12. المحامي هيثم المالح رئيس اللجنة القانونية في الائتلاف الوطني للقوی والمعارضة السورية
زر الذهاب إلى الأعلى