أخبار إيرانمقالات

تصحيح أخطاء الماضي علی إيران؟

 


السياسة الکويتية
1/5/2017


روبرت توريسيللي

 

منذ أقل من خمسة أعوام، وإدارة الولايات المتحدة الاميرکية تعمل من أجل تصحيح عبثية تعيينها، کذبا وزورا حرکة المقاومة الايرانية ومنظمة “مجاهدي خلق” علی أنها منظمة إرهابية. شهد العام الماضي معلما جديدا في تصحيح السياسة الاميرکية عندما قامت وزارة الخارجية الاميرکية بتنظيم نقل 3000 من أعضاء منظمة “مجاهدي خلق” الايرانية من قاعدة أميرکية سابقة في معسکر “ليبرتي” في العراق الی أماکن جديدة في ألبانيا.
هذا التغيير الملحوظ في السياسة تجاه إيران کان لصالح الاصوات المؤيدة للديمقراطية السياسية التي تفضل تحسين العلاقة مع الغرب، جاء من إدارة أوباما التي اعتبرت سياسات إيران تصالحية. مع الانتقال الی إدارة ترامب، فإن هناک سياسة أکثر حزما تجاه إيران، فمن المهم أن ندرک الدور المحتمل للمقاومة الإيرانية. وجوهر هذا النقاش هو:ما إذا کانت مبادرة أوباما بنقل “مجاهدي خلق” إلی ألبانيا تعزز من قدرة منظمة “مجاهدي خلق” للحفاظ علی دور ناشط اوتنتقص منها.
إعادة توطين الالاف من الناشطين من ذوي الخبرة في تحرير ايران، وتوفير المئات من المنازل الجديدة لهم، لابد أن تکون لها علاقة قوية بالسيدة رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من ائتلاف المجلس الوطني للمقاومة الايرانية في اتخاذ القرار التاريخي للنقل والعمل مع وزارة الخارجية لتنفيذ الخطة في حين الاعتبار الأول لها ما ينقذ الناس من التهديد المستمر من الهجمات الصاروخية والاغتيالات. والظروف التي تهدد الحياة التي تفرضها القوات الموالية للجمهورية الاسلامية، لذلک کان لهذا التحرک مزايا ستراتيجية، ضمان نقل أعضاء المقاومة الی مکان آمن لکي يبقوا متحدين مع بعضهم بدلا من ان تفرقهم في جميع أنحاء العالم، والأهم من ذلک، حفظ الحرکة وأملها لإيران حرة، مع قوی متباينة من مجاهدي خلق الإيرانية موحدة وآمنة ومنظمة في تلک المنازل الجديدة في ألبانيا، فالحرکة لديها قوة جديدة، کي تعود إلی الهجوم السياسي.
الولايات المتحدة لديها مبرر للفخر بمساهمتها في إدارة ترامب حاليا في دعم قوي ومستمر في الکونغرس للمقاومة الايرانية. منظمة مجاهدي خلق” هي الان آمنة لکي ترکز علی الهدف النهائي من خلال الاستفادة من شبکاتها من المؤيدين داخل إيران من أجل لعب دورها التأريخي في قيادة التحرر في إيران وترتيب علاقة جديدة مع الديمقراطيات الغربية.
ليس من غير المألوف ريادة التحرر الوطني من مواقع آمنة بعيدة، فهناک في التأريخ المعاصر أمثلة علی ذلک، فديغول نظم تحرير فرنسا من لندن وتمکنت أکينومن العمل من نيويورک لاسقاط دکتاتورية مارکوس في الفلبين ، ومانديلا عمل من أجل إنهاء التفرقة العنصرية من روبن آيلاندا فالمهم هوأن يکون لک مکان لکي تحارب.
کان واحدا من أهم إسهامات منظمة “مجاهدي خلق” الايرانية قدرتها علی الحصول علی معلومات حول أنشطة إيران غير المشروعة. شبکاتها الاجتماعية داخل إيران کانت عاملا في الاعلان عن معلومات بخصوص برامج لتدريب الارهابيين من جانب الحرس الثوري والشبکات المالية المتنامية له، وقبل أعوام کشفت منظمة مجاهدي خلق عن وجود منشآت تخصيب نووية سرية في إيران.
في حين أن جمع المعلومات من داخل إيران قد يعتمد في الاساس علی الذکاء البشري، فإن منظمة “مجاهدي خلق” الايرانية لديها قدرة أکبر في التأقلم مع تکتيکات أکثر تطورا في الخارج. وکل عام توسع المنظمة التحرک العالمي لتنظيم حرکة جماهيرية ورفع الامل في إيران باتجاه حياة جديدة وغد أفضل بعد سقوط النظام. إتقان وحرفية أعضاء المنظمة جعلت من کل جهاز کومبيوتر في يد أحد أنصار منظمة “مجاهدي خلق” الايرانية في لوس أنجلس، لندن، باريس أوتيرانا جزءا من الخطوط الامامية في النضال من أجل تحرير إيران.
تعتبر اليوم منظمة “مجاهدي خلق” الصوت الوحيد من أجل الوصول الی الجماهير اليائسة في إيران، والتي بحاجة لسماع أن هناک أملاً في مستقبل أفضل، وإنها ورثتها من إحدی الحضارات الکبری في العالم، وليس هناک مايدعولکي تترک التاريخ خلفها.
إخلاء معسکر “ليبرتي” أضاف 3000 صوت أکثر للملايين الذين يعملون من أجل مستقبل ديمقراطي لإيران والثقة بالمقاومة الايرانية في الوصول الی أعماق إيران وحث الناس من أجل البحث عن دور لهم، فالطلاب ينظمون احتجاجات من أجل المطالبة بالحرية والعمال يناضلون ضد استغلال الحرس الثوري في تحقيق أرباح علی حساب ضمانهم، والجنود يرفضون استخدام السلاح ضد هؤلاء الناس.
إنقاذ وإعادة توطين أعضاء المقاومة الايرانية يوفر فرصة جديدة لمنظمة “مجاهدي خلق” الايرانية والولايات المتحدة لکي تتخذ موقفا دفاعيا واعادة الجهود من أجل الحرية لإيران، والان قد حان الوقت لإدارة ترامب لکي تنسی أملا کاذبا في التعايش مع هذا النظام الاستبدادي والانضمام الی الکفاح من أجل إيران جديدة.

السيناتور السابق في مجلس الشيوخ الأميرکي

زر الذهاب إلى الأعلى