العالم العربي

السوريون العالقون بين الجزائر والمغرب يروون معاناتهم

 

 30/4/2017

لليلة الـ13 يفترش عشرات اللاجئين السوريين الصحراء المغاربية، عالقين بين فکي الحدود الجزائرية المغربية، وسط تقاذف للمسؤوليات دون ما يحفظ کرامتهم إلا بعض المساعدات، التي تصلهم من سکان مدينة فکيک المغربية الحدودية.
“العربية.نت” تمکنت من التواصل مع أحد اللاجئين السوريين العالقين هناک، الذي روی تفاصيل قصة عبورهم من الأراضي الجزائرية صوب المغرب، بعد أن شابها غموض الاتهامات المتبادلة بين الجارين المغاربيين.
بينهم 14 طفلاً
أبو إياد المحاصر في الصحراء في ظروف إنسانية صعبة، علی بعد 500 متر تقريباً من مدينة فکيک المغربية، مع 40 سوريا آخرين بينهم 14 طفلاً و12 سيدة إضافة إلی 3 من کبار السن، قال إن معظمهم قصد المغرب للالتحاق بعائلاتهم المقيمة في المملکة منذ فترة، نافياً لـ”العربية.نت” مسألة طردهم من الأراضي الجزائرية، إذ أکد أنهم خرجوا قاصدين المغرب للاستقرار مع ذويهم المتواجدين في المملکة وليس لجعلها معبراً لأوروبا.
وعند سؤاله عن دور السلطات الجزائرية، أوضح أبو إياد أنهم لم يطلبوا إعادتهم إلی الجزائر، وأنهم يأملون رغم المعاناة التي لحقت بهم في دخول المغرب للالتحاق بذويهم الذين سبق أن دخلوا إلی المملکة منذ بضع سنوات بطريقة غير شرعية، وتم استقبالهم حينها وتسوية أوضاعهم بمنحهم إقامات رسمية، مشيراً إلی أن إقامتهم في الجزائر التي دخلوها أيضاً عن طريق التهريب من ليبيا ، دامت لأشهر فقط، ولم تکن بغرض الاستقرار بل اتخذوها کأرض عبور إلی المغرب، نظراً لصعوبة الحصول علی تأشيرة قانونية لدخول المملکة.

 

 

 

 

 
 

 

 
 
من حرب إلی حصار
حصار الصحراء هذا الذي بدأ في 17 من أبريل الجاري، هو آخر الفصول الدرامية لرحلة طويلة وشاقة بدأت من بلادهم التي تعصف بها ويلات الحرب، مروراً بالسودان وليبيا والجزائر، لترمي بهم في مصير لم يتوقعوه، يقول أبو إياد بحسرة: “خاب أملنا.”
من جهته، قال بهاء وهو ابن أحد اللاجئين العالقين عبر الحدود الجزائرية المغربية، والمقيم حاليا في المغرب، إنهم حاولوا بکل الطرق القانونية تسهيل دخول بقية أفراد عائلتهم إلی المغرب، لکن دون جدوی، نظراً للشروط التي لا يمکن للاجئ تلبيتها وبلده في حالة حرب، علی حد وصفه.
وأوضح لـ”العربية.نت” أنهم لم يتمکنوا من القدوم إلی الجزائر أيضا بشکل مباشر، نظرا لفرضها تأشيرة علی السوريين منذ بداية 2015، فما کان منهم إلا أن خرجوا من لبنان جوا متجهين إلی السودان، حيث لا تفرض شروط ولا قيود علی دخول السوريين، وبعد بقائهم فترة وجيزة هناک غادروا جوا إلی ليبيا بوساطة من أحد الأشخاص.
وأردف قائلا: “بعد بقائهم في ليبيا لمدة أسبوع تقريباً، دخلوا إلی الأراضي الجزائرية بمساعدة مهرب. وبعد وصولهم إلی منطقة “برج أبو عريج”، قاموا بالشکاية علی أنفسهم لدی السلطات الجزائرية، وذلک لتسوية وضعهم من الناحية القانونية”.
وتابع: “بعد فترة، توجهوا نحو مدينة مغنية الحدودية مع المغرب، بغية لم شملهم مع أسرهم المقيمة هناک، لکن جميع محاولاتهم علی مدی 40 يوماً للدخول باءت بالفشل. فما کان منهم إلا أن توجهوا إلی ولاية “بشار” في الجنوب الجزائري للعبور منها نحو الأراضي المغربية من جهة “فجيج”، اعتقادا منهم أنها أقل تشديدا من منطقة مغنية-وجدة”.
وأضاف بهاء: “خرجوا من ولاية بشار بتاريخ 17/04/2017 عند الساعة العاشرة ليلا بمفردهم، بعدما تخلی عنهم أحد المهربين، فمشوا سيرا علی الأقدام حتی حدود الساعة الرابعة فجراً، معتمدين في سيرهم علی تقنية GPS، ليصلوا إلی مشارف “فجيج” المغربية التي دخلوها فعلا، غير أن السلطات المغربية أوقفتهم، واحتجزت جوازات سفرهم، وفي اليوم التالي تمت إعادتها إليهم، وطلب منهم أن يعودوا أدراجهم إلی الجزائر. فرفضوا وأصروا علی أن يدخلوا المغرب للالتحاق بعائلاتهم، لکن السلطات المغربية أعادتهم إلی الحدود الجزائرية، فيما لم تسمح لهم السلطات الجزائرية هي الأخری بدخول أراضيها”.
 

 

 

 
 
 
معاناة تتفاقم
وبين حدود تتقاذفهم ککرة ثلج في صحراء قاحلة، تتفاقم معاناة هؤلاء اللاجئين المقسمين إلی مجموعتين، حيث تتواجد مجموعة أخری مکونة من 18 شخصا تقريبا في نقطة أخری من الخط الحدودي.
وقد دقوا أيضا أبواب منظمات دولية لم تلتفت إلهم حتی الآن، بحسب ما أفاد به أحد اللاجئين السوريين العالقين، الذي بعث بفيديو مناشدة عبر “العربية نت”.
وفيما يشتد الطوق الأمني من حولهم يحاول أهالي فکيک مد يد العون لهم، وتزويدهم ببعض المساعدات، خاصة أن إحدی اللاجئات أنجبت طفلة في العراء. کما يحاول بعض الناشطين المغاربة إيصال معاناتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
إلی ذلک، أطلق ناشطون جزائريون بدورهم وسم #الجزائر_حضن_لسوريا_وفلسطين تضامناً مع اللاجئين العالقين في ظروف غير إنسانية. في انتظار أن تغلّب کفة الإنسانية قبل أن تزهق أرواح العشرات بين “حدود الأشقاء”.

 

 

زر الذهاب إلى الأعلى