العالم العربي

تدخلات النظام الإيراني في اليمن يتيح فرصة لتعميق العلاقات بين أمريکا ودول الخليج


 28/4/2017

 

بعد أن سعت لفترة طويلة لأن تنأی بنفسها عن الحرب في اليمن يبدو أن الولايات المتحدة بقيادة ترامب تتفق مع دول الخليج علی نحو متزايد في النظر إلی الصراع باعتباره تدخلًا إيرانيًا.

حين استقبل وزير الدفاع الأمريکي جيمس ماتيس، وزير الخارجية السعودي في وزارة الدفاع (البنتاغون) الشهر الماضي بادره بالمزاح عن تلک المرة “التي حاول الإيرانيون قتله فيها”.
کان لإشارة ماتيس إلی محاولة أُحبطت في عام 2011 ، دلالة تنبئ بالکثير عن مدی التوافق في وجهات النظر بين إدارة الرئيس دونالد ترامب ودول الخليج العربي بشأن تهديد النظام الإيراني، وهو تحول يمهد الطريق علی ما يبدو لمزيد من المشارکة الأمريکية في اليمن علی وجه الخصوص.
وبعد أن سعت لفترة طويلة لأن تنأی بنفسها عن الحرب في اليمن يبدو أن الولايات المتحدة بقيادة ترامب تتفق مع دول الخليج علی نحو متزايد في النظر إلی الصراع باعتباره تدخلا إيرانيا وإن کانت واشنطن تعطي أولوية لمعرکة موازية ضد تنظيم القاعدة.
وتجري مناقشات مفصلة داخل إدارة ترامب ستتيح المزيد من المساعدة لدول الخليج التي تقاتل ميليشيا الحوثي المتحالفة مع النظام الايراني، ويقول مسؤولون إن هذا يمکن أن يشمل توسعة نطاق معلومات المخابرات التي تقدمها واشنطن.
وفي السعودية قبل أيام قارن ماتيس دعم طهران للحوثيين بدعمها لحزب الله اللبناني الشيعي وهو موقف تتبناه السعودية ودول الخليج التي تری صلات بين الجماعتين.
وقال ماتيس للصحفيين في الرياض: “أينما تنظر إذا کانت هناک اضطرابات بالمنطقة تجد إيران.”
والتعاون بين الولايات المتحدة ودول الخليج في تزايد بالفعل في مجال مکافحة تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتصدر أولويات واشنطن باليمن.
ويری مسؤولون أمريکيون أن الحرب في اليمن عقبة في طريق شن حملة عسکرية مستمرة علی المتشددين وأنها تمثل تهديدا لمضيق باب المندب الذي يتمتع بأهمية إستراتيجية کبيرة.
إيران تقحم نفسها في اليمن
بالنسبة للکثير من المراقبين في الولايات المتحدة ودول الخليج فإن النظام الإيراني له دور واضح في ارتفاع مستوی المقاتلين الحوثيين في اليمن.
وأطلقت الولايات المتحدة صواريخ کروز علی أهداف للحوثيين العام الماضي بعد أن تعرضت سفينة حربية أمريکية لإطلاق نار قبالة ساحل اليمن، واصطدم قارب يعمل بجهاز للتحکم عن بعد محمل بالمتفجرات بفرقاطة سعودية في الـ 30 من يناير/ کانون الأول في أول هجوم معروف بقارب غير مأهول.
وقال الأميرال کيفن دونجان قائد القوات البحرية التابعة للقيادة المرکزية الأمريکية: “لم يکن لهذه الأسلحة وجود… قبل الحرب، لم يکن هناک قارب ملغوم في قائمة الجرد اليمنية.”
وأضاف أن الصواريخ الباليستية التي أطلقت علی السعودية مداها هو عدة أضعاف مدی الصواريخ التي کان يملکها اليمنيون قبل تفجر الصراع.
وقال إنه حين تکون هناک جماعة “تملک أسلحة دولة قومية يمکنها الوصول إلی المنطقة الملاحية فإن هذا يثير اهتمامي.”
وقارن مسؤول إماراتي کبير بين الحوثيين وحزب الله وقال إن تزايد النفوذ الإيراني ساعد في حمايتهم من الضغوط للدخول في محادثات سياسية.
ونقلت وکالة رويترز عن المسؤول قوله “نری مرکبات جوية غير مأهولة وصواريخ مضادة للدبابات ومضادة للسفن بالإضافة إلی ألغام أرضية وبحرية.”
وعبر ماتيس عن تأييده لحل سياسي للصراع، لکن مسؤولين أمريکيين قالوا أيضا إن الضغط العسکري الذي يمارسه التحالف بقيادة السعودية يمکن أن يساعد في تهيئة الظروف للتوصل إلی حل عن طريق التفاوض.
لکن الحکومة اليمنية والتحالف يعدان لهجوم محتمل علی ميناء الحديدة الذي يدخل منه نحو 80 % من واردات الغذاء لليمن، إذ يقولان إن الحوثيين يستخدمونه لتهريب الأسلحة والذخيرة.
ولم يستبعد مسؤولو الإدارة الأمريکية أن تقدم الولايات المتحدة مساعدة إذا مضی التحالف في تلک الخطوة، إلا أن  مسؤولين أمريکيين قالوا إن واشنطن لا تدرس شن ضربات علی أهداف للحوثيين أو نشر قوات برية.

زر الذهاب إلى الأعلى