تقارير

مناورات “الأسد المتأهب”.. هل تحمل رسالة تحذير لنظام الأسد؟

 


27/4/2017
تقرير أعده موقع الخليج أونلاين


دائماً ما تثير مناورات “الأسد المتأهب” التي تجري في الأردن، وتعد أضخم المناورات من حيث المشارکة النوعية للقوات المسلحة العربية والعالمية، التصريحات والتکهنات بشأن التوقيت والمکان، ويبرز التساؤل الدائم: ماذا بعد؟ ولا سيما أن التمرين يأتي کل عام في ظل ما تشهده المنطقة من أحداثٍ ساخنة، وکأنها تقف علی فوهة برکان ينتظر ساعة الانفجار.
وما کان لتلک المناورات أن تحظی بکل هذا الاهتمام الإقليمي والدولي لولا الصراع الدائر والمستمر بسوريا منذ العام 2011.
– عمل روتيني أم عسکري؟
ويبقی التضارب في التکهنات قائماً بين من يری في المناورات عملاً روتينياً لا يخرج عن کونه تمريناً لإکساب الجيوش المشارکة مزيداً من “القوة القتالية”، وبين من يری فيها تحضيراً لعملٍ عسکريٍ مرتقب يستهدف النظام السوري أو إيران.
بحسب مراقبين وخبراء عسکريين تحدثوا لـ “الخليج أونلاين” فإن عملية الأسد المتأهب التي من المقرر أن تبدأ بين السابع والثامن عشر من مايو/أيار المقبل، تختلف عن سابقاتها بالنظر إلی المستجدات علی الساحة الإقليمية، ولا سيما الخطر المحدق بالحدود الأردنية من الشمال، وتمرکز عدد لا بأس به من عناصر “تنظيم الدولة” بالقرب من الحدود، بعد خسارتهم مناطق کانوا قد سيطروا عليها في السابق في کلٍّ من مدينتي الرقة السورية، والموصل العراقية.
– قوة رد فعل سريع
وبحسب المعلومات التي حصل عليها “الخليج أونلاين” فإن مطبخ القرار الأردني يسعی إلی تفعيل قوة رد الفعل السريع الأردنية المشترکة التي ستبدأ مع نهاية مناورات الأسد المتأهب لتکون علی أتم الاستعداد لأي اختبار حقيقي، خاصةً أن عمان أعلنت بشکلٍ واضحٍ أنها لن تقف مکتوفة الأيدي إزاء ما يحصل خلف حدودها الشمالية والشرقية، وهنا يُقصد تحشيد الجماعات التي توصف بـ”الإرهابية”.
وأعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية، في بيان نشر علی موقعها الإلکتروني، أن “القوات المسلحة الأردنية تنفذ بالتعاون مع الجانب الأمريکي، وبمشارکة 23 دولة، التمرين المشترک “الأسد المتأهب 2017″، الذي يهدف إلی “تعزيز علاقات التعاون بين القوات المسلحة في الدول المشارکة، وتطوير قدراتها الدفاعية، والتدريب علی عمليات التخطيط الاستراتيجي، والتنفيذ في بيئة عمليات مشترکة، إضافة إلی رفع جاهزية القوات المشارکة وتطوير القدرات الوطنية في إدارة الأزمات المختلفة في مواجهة التهديدات غير التقليدية”.
وقال العاهل الأردني الملک عبد الله الثاني، اليوم الأربعاء: إنه “لا حاجة لتدخل جيشنا في سوريا”، وإن بلاده لن تسمح للتطورات علی الساحة السورية بتهديد الأردن، وذلک خلال لقاء مع وزراء إعلام سابقين ومديري الإعلام الرسمي ورؤساء تحرير صحف محلية.
– عمليات نوعية خاصة
بدوره أکد المحلل العسکري والاستراتيجي هشام خريسات، أن القوات المشارکة في مناورات الأسد المتأهب ترتکز علی وحدات “القوات الخاصة”، والتي تهدف من خلال تدريباتها علی عمليات القوات الخاصة الروتينية أسوة بعملية الأسد المتأهب السابقة التي أقيمت في الأردن.
وقال خريسات، في تصريحٍ لـ “الخليج أونلاين”: “أعتقد أن التدخل في سوريا سيکون في حال سقوط النظام فقط، والهدف منه سينصب علی “تأمين” الأسلحة الکيماوية لمنع وقوعها في أيدي الجماعات المتشددة”.
وتحدثت أوساط دبلوماسية غربية عن إجراءات عسکرية وأمنية احترازية غير مسبوقة علی طول الحدود السورية مع الأردن و”إسرائيل”، تجري حالياً، وذلک بعد توسع کتيبة خالد بن الوليد الموالية لتنظيم “داعش” علی حوض نهر اليرموک.
– الأسد يتهم “الأسد المتأهب”
في حين لم يتردد رئيس النظام السوري بشار الأسد في توجيه الاتهام علناً للأردن بالاستعداد لدخول بلاده عسکرياً، وهي التصريحات التي تأتي قبل وقتٍ قصير علی بدء مناورات الأسد المتأهب.
وبينما تتحدث السلطات الأردنية عن تجميع قوات ضمن الموسم السابع من مناورات “الأسد المتأهب”، تشير الأوساط السورية لمشاريع تتجه لدخول قوات مشترکة لجنوب سوريا برعاية الرئيس الأمريکي دونالد ترامب، ودعم من بريطانيا.
– تحرکات واحتياطات خلف الحدود
ويأتي هذا في ظل تحرکات عسکرية وميدانية غير اعتيادية لتنظيم داعش وجبهة النصرة بالقرب من الحدود مع الأردن، يقابلها احتياطات أمنية أردنية احترازية مکثفة علی الجانب الآخر من الحدود.
التحوط الأردني وصل إلی درجة التقدير بنقل مناورات الأسد المتأهب لمنطقة الشمال، مع وجود عسکريين أمريکيين وبريطانيين في تلک المنطقة.
وبعيداً عن اللغة الدبلوماسية التي دائماً ما يؤکدها الأردن الرسمي، فإن مناورات الأسد المتأهب والتي بدأت مع بدايات الربيع العربي، تهدف- بحسب مطلعين- إلی توجيه عدة رسائل لدول المنطقة، وخصوصاً إلی النظام السوري في مقتضاها قدرة الولايات المتحدة الأمريکية والتي تساندها علی المستوی العسکري 23 دولة، علی التدخل في أي وقت في حال رأت ضرورة إلی ذلک

 

زر الذهاب إلى الأعلى