العالم العربيمقالات

منعطف في الأزمة السورية

 


25/4/2017
عبدالرحمن مهابادي کاتب ومحلل سياسي

 

 

أثار القصف الکيماوي الاجرامي الأسدي علی خان شيخون وقتل الأطفال والمدنيين الأبرياء، ردود أفعال شديدة في المجتمع الدولي. وأکد رکس تيلرسون وزير الخارجية الأمريکي:« من الواضح لنا أن حکم عائلة الأسد يقترب من النهاية ولا دور للأسد آو عائلته في مستقبل الحکم السوري».
زيارة وزير الخارجية الآمريکي لروسيا وتصريحاته بعد اجتماع وزراء خارجية مجموعة السبع في توسکانا الإيطالية قبل سفره متوجها إلی موسکو تبين أن الأزمة السورية بعد قصف أهم قاعدة عسکرية للأسد قد دخلت نقطة عطف جدية وجديدة تغلق طريق العودة الی السابق. وکان تيلرسون قد قال قبل توجه الی موسکو « نأمل أن تخلص الحکومة الروسية إلی أنها ربطت نفسها بتحالف مع شريک غير جدير بالثقة؛ متمثلاً في بشار الأسد»، مبيناً أن «تحالفات روسيا مع الأسد وإيران وحزب الله لا تخدم مصلحتها، ويجب عليها التحالف مع أمريکا وآخرين».
فهذه التصريحات المدعومة من قبل مجموعة السبع ودعم قوي من الحزبين الجمهوري والديمقراطي الأمريکيين وکذلک الدول العربية والضربة العسکرية الأمريکية مسنود باسناد سياسي قوي جعل النظام الايراني وکل من يدافع عن جرائم الأسد في عزلة.
روسيا وبعد الضربة الأمريکية أنکرت القصف الکيماوي الذي قام به النظام الأسدي، واعتبرت الضربة الأمريکية غير مقبولة وکان بوتين قد أعلن في وقت سابق أنه لا يلتقي بوزير الخارجية الآمريکي. بينما التقی به لمدة ساعتين وجدد الاتفاق الجوي مع أمريکا بخصوص الطيران في سماء سوريا.
واذا أمعنا النظر في هذا الملف فنری أن من أهم النتائج لهذا التحول هو عزلة النظام الايراني وتزايد الشرخ بين ايران وروسيا. تأکيد الرئيس الأمريکي وکبار السلطات في ادارة ترامب بأن علی الأسد أن يرحل، يبين مواجهة شديدة بين المجتمع الدولي والنظام الحاکم في ايران الذي تورط في مستنقع سوريا وسط تقارير نشرتها منظمة مجاهدي خلق الايرانية المعارضة في وسائل الاعلام تثبت ضلوع الحرس الثوري في القصف الکيماوي علی خان شيخون.
لذلک الواقع الرئيسي للأزمة في سوريا هو أن الوضع الحالي للأزمة أصبح دون رجعة وأن هناک اجماعا للمجتمع الدولي علی رحيل الأسد، وهذا ناقوس خطر جدي علی النظام الحاکم في ايران الذي تلقاه قبل الآخرين. وأبدی الحرس الثوري في مواقعه قلقه من هذه التحولات وکتب ان القصف الصاروخي الأمريکي علی سوريا يشکل نقطة عطف لم يکن يتوقعه النظام وأکد أن طرد النظام الايراني من سوريا هو من أهم الأهداف الستراتيجية في العهد الجديد الذي بدأ ضد النظام.
ومن نقاط الضعف للنظام المتطرف الحاکم في ايران هو أن کلا الجناحين في النظام يوافقان علی التدخل في سوريا ودعم بشار الأسد. واتصل روحاني رئيس النظام هاتفيا ببشار الأسد بعد القصف الصاروخي الامريکي لقاعدة الشعيرات وأدان الضربة وأعلن دعمه للأسد. کما أعلن قادة النظام الايراني وقادة الحرس الثوري أنهم لو لا يقاتلون في سوريا فعليهم أن يقاتلوا في طهران والمحافظات الأخری مع الشعب الايراني. 
لقد بلغ الدور الحيوي لسوريا في مصير النظام الايراني ودعم النظام الشامل للطاغية في سوريا الی نقطة تحول تتطلب قطع أذرع النظام الايراني في دول المنطقة وطرد قوات النظام الايراني من سوريا والعراق وتصنيف الحرس في قوائم الارهاب باعتبارهما الخطوات الأولية في حل جذري للأزمات التي حلت بالمنطقة وکذلک لمعالجة الأزمة السورية.
النهاية 

زر الذهاب إلى الأعلى