أخبار إيرانمقالات

دبلوماسية المکاشفة.. اجتثاث الإرهاب والطائفية.. حرباً

 

عکاظ السعودية
20/4/2017
 

بقلم: فهيم الحامد

 

تکتسب جولة وزير الدفاع الأمريکي جيمس ماتيس الشرق أوسطية التي تنطلق من السعودية اليوم (الأربعاء)،
أهمية قصوی کونها أول حراک أمريکي بعد تسلم الرئيس دونالد ترمب السلطة؛ إذ يضع ماتيس وهو جنرال متقاعد صاحب خبرة عسکرية تراکمية، القيادة السعودية والمسؤولين العرب في الدول التي سيزورها، في صورة سياسة الإدارة الجديدة، حيال عدد من الملفات الإستراتيجية، وفي مقدمتها مکافحة «داعش»، ومشارکة الدول الحليفة في المجهود العسکري والسياسي لاجتثاث التنظيم من جذوره خصوصا في العراق وسورية.
ومن المنتظر أن يشرح ماتيس رؤية واشنطن حيال آلية إنشاء مناطق آمنة في اليمن وسورية، وضرورة رحيل بشار الأسد ونظامه بعدما أيقنت إدارة ترمب أنه لا مجال للوثوق به علی الإطلاق، خصوصاً بعد مجزرة «خان شيخون» التي استخدم فيها السلاح الکيماوي لإبادة أطفال رضع، ما أدی لاستخدام الرئيس ترمب القوة العسکرية علی قاعدة «الشعيرات» الجوية.
ومن المؤکد أن يحظی الملف الإيراني بشقيه النووي والعدواني، بأولوية قصوی خلال المناقشات بين ماتيس والقيادة السعودية، والبحث المستفيض لکيفية التصدي للاعمال العدوانية للنظام الإيراني في المنطقة، ومنع تمدد الفکر الطائفي في الدول العربية، وتحجيم قدرات طهران النووية التي ساهمت الإدارة الأمريکية السابقة في تعزيزها عبر الاتفاق النووي مع الدول الکبری، والحيلولة دون تمکين طهران من دعم حواضن الإرهاب.
وبحسب مصادر أمريکية، فإن ماتيس سيسلط الضوء خلال زيارته للسعودية، علی طبيعة تعامل إدارة ترمب مع ميليشيات الحوثي وقوات المخلوع علي صالح المدعومين من نظام الملالي والحيلولة دون تمکينهم من تکريس الانقلاب علی الشرعية وإحداث حالة عدم استقرار في شبه الجزيرة العربية، بالإضافة إلی مواجهة التهديد الذي يمثله تنظيما «القاعدة وداعش»، وتعميق الدور الأمريکي في اليمن، من خلال تقديم دعم عسکري لتحالف دعم الشرعية في اليمن خصوصاً في مجال تبادل المعلومات الاستخباراتية لوقف تدفق إرسال أسلحة إيرانية للانقلابيين.
لقد أثبتت إدارة ترمب حتی الآن جديتها في التعامل مع التحديات التي تواجهها المنطقة عبر استخدام القوة العسکرية ضد نظام الأسد وضرب أضخم قنبلة غير نووية ضد أهداف «داعش» في أفغانستان، وهذا يعکس تصميم الإدارة الأمريکية الجديدة علی التعامل مع المخاطر التي تهدد الأمن العالمي، وتبقی أن تتحرک الإدارة لقطع رأس الأفعی الإيرانية التي تمثل سرطان الإرهاب في المنطقة.
وتتضمن جولة ماتيس الشرق أوسطية بالإضافة إلی السعودية، مصر وقطر وإسرائيل وجيبوتي التي سيزور خلالها القاعدة العسکرية الأمريکية عند المدخل الجنوبي للبحر الأحمر، التي تنطلق منها العمليات في اليمن والصومال.

زر الذهاب إلى الأعلى