حديث اليوم

الدعاوي المتبادلة بين الجناحين في الصراع علی الانتخابات والمشکلة الرئيسة؟

 


مع احتدام الصراع علی الانتخابات، تکثفت النشاطات الدعائية للأطراف الرئيسة في الصراع بشکل لافت. روحاني يتکلم کل يوم وفي بعض الأيام مرتين في يوم واحد! في المقابل «رئيسي» کذلک يدلي بحديث في کل يوم ويجري مقابلات ويصدر رسالة مفتوحة. کما ان خامنئي الذي لزمت الصمت لمدة، أطل برأسه يوم الاربعاء 19 ابريل وأدلی بکلمات ترتبط بمسرحية الانتخابات مباشرة أو غير مباشرة.
ويضع خامنئي و«رئيسي» وعناصر آخرون من هذا الجناح الأصبع علی الوضع الاقتصادي المتدهور والوضع المعيشي للمواطنين ويقولون بتعابير مختلفة أنه يجب أن تأتي حکومة يصفونها بالثورية لکي تعالج هذه المعضلات ومن الواضح أنهم يقصدون مرشحيهم.
کما وفي المقابل يتشدق روحاني في أقواله «هناک البعض يريدون اختزال الحياة في الاقتصاد بينما يجب أن تکون هناک برامج للثقافة والحرية ويجب تطرح حاجات المجتمع».
في کلمات ودعايات الطرفين هناک جانب صحيح علی الظاهر وکذلک جانب کاذب وتضليل. الجانب الصحيح في دعايات جناح خامنئي هو الاعتراف بالافلاس الاقتصادي والظروف المعيشية المأساوية للمواطنين والطبقات الفقيرة کما في دعايات جناح روحاني الوجه الصائب هو الاعتراف بالضغوط الاجتماعية وقمعهم بذرائع مختلفة من جانب النظام. الاعترافات التي قلما تطرح عادة في ظروف اعتيادية وهذا هو الجانب الذي يربح الشعب الإيراني في هذا الصراع ويتبين الی حد ما کيف تعامل هؤلاء النهابون والمجرمون الحاکمون مع أبناء شعبنا طيلة هذه السنوات؟
ولکن الوجه الکاذب والمبطن بالدجل في دعاوي الجناحين هوما يدعون بأنهم قادرون علی تحسين الوضع اذا ما فازوا في الانتخابات! خامنئي وجناحه يذرفون دموع التماسيح علی الوضع المعيشي الحرج الذي يمر بالمواطنين کأنّهم ليسوا من کانوا يحکمون البلاد وهم جاءوا من خارج النظام وليس لديهم أي دور في خلق الوضع المأساوي للبلاد. وکأنّ هذا الوضع الاقتصادي البائس کله حصيلة عمل 4 سنوات من حکومة روحاني وکان الوضع قبله علی ما يرام! بينما لم ولن يعملوا لا في النظر ولا في العمل سوی النهب والاختلاس وفي أوسع حالته المنفلتة وممارسة القمع والإعدام بأبشع حالة وقسوة.  
روحاني وشلته وعلی النمط ذاته، يتکلمون کأنّهم جاءوا من خارج النظام! وکأنّ روحاني لم يکن حسب قوله الرجل الأمني رقم واحد في هذا النظام و کان علی طول عمر النظام يعمل في أعلی المناصب صاحبة القرار في جميع جرائم وغدر النظام ولعب الدور الأول فيها من الإعدامات والمجازر حيث کان يقول علنا يجب تنفيذ الإعدامات في الأماکن العامة! کما وفي ولايته قد أيّد الإعدامات تحت عنوان تنفيذ حکم القانون أو آحکام الهية… وفي قمع النساء هو کان أول من فرض الحجاب وأول من أصدر حسب ما أکده في مذکراته تعميما وأمر منع دخول النساء الموظفات السافرات الی الوزارات والدوائر وفصل العديد منهن بذنب سوء الحجاب… 

والآن ينأی بنفسه ويترفع ويقول «لا يجوز وضع قيود ومحدودية بحکم قضائي واصدار أوامر!»
ولکن الکذبة والتضليل الأکبر ليس هذه الدعاوي المکشوفة. بل الباطل والکذب الکبير الذي هو القاسم المشترک للجناحين وکل زمر النظام وحاشيته هو کأنّ الحل يخرج من داخل النظام! وکأنّ هذا الجناح هو أقل سوءا من الجناح الآخر! وکأنّ الشعب الإيراني مضطر الی اختيار هذه الزمرة أو تلک وعلی کل حال فهو مخير بين السيء والأسوأ! اذن تعالوا لنختار السيء حتی لا يسلط الأسوأ!
ولکن الشعب الإيراني قد جرّب هذا النظام بکل أشکاله وزمره ويعلم جيدا لا فرق بين ما يسمی بالاصلاحيين وما يسمی بالاصوليين. ويصف الشعب هؤلاء بالمفسدين ويقول «الکلب الآصفر کالکلب الأحمر».
ان الصراع بين زمر النظام المافياوية ليس بشأن الحلول الاقتصادية أو الخيارات الاجتماعية والثقافية. وانما يدور حول حصتهم من السلطة والنهب وأن الاقتصاد والثقافة ليست الا مجرد ذريعة! الحقيقة التي لابد أن لا نتعب من تکرارها هي أن المسألة الجوهرية في إيران هي الديکتاتورية الحاکمة. التناقض الرئيس للمجتمع الإيراني هو التناقض بين حق الشعب للسلطة وبين دکتاتورية ولاية الفقيه. ان تقديم أي حل لمسائل ومعضلات إيران الاجتماعية والاقتصادية يمکن تصوره بعد معالجة هذا التناقض. ولذلک ورد في الدعوة التي أطلقها جيش التحرير الوطني الإيراني لمقاطعة الانتخابات، وصف حکم الملالي الغير مشروع بأنه أم الفساد للفقر والغلاء والبطالة والقمع. وجاء في الدعوة «الحرية والانتخابات الحرة علی أساس حق الشعب في الحکم ولا ولاية الفقيه هو علاج ولاية الفقيه وهذا ما لايرضخه النظام له أبدا».
لذلک طالما الاستبداد المطلق لولاية الفقيه علی الحکم، يتجه الوضع في کل المجالات نحو الأسوأ ويبقی الحل الوحيد في نفي هذا النظام وتحقيق الحرية والديمقراطية.

زر الذهاب إلى الأعلى