تقارير

أحزاب شيعية تدعم “حزب الله”.. النظام الايراني تخترق مصر عبر السياسة

 

تقرير اعاده موقع الخليج أونلاين
 17/4/2017


تحاول إيران دون ملل، اختراق الساحة المصرية عبر وسائل وأدوات متنوعة، يأتي علی رأسها تکوين واجهات وأحزاب سياسية تمثلها في البلاد التي باتت تحظی بأهمية کبيرة، في خضم سياسات مصرية غير متوازنة تجاه عدد من القضايا العربية والدولية.
آخر هذه التحرکات نفذها الناشط الشيعي المصري وليد عرفات، من العاصمة السورية دمشق، بإعلانه تأسيس حزب شيعي مصري جديد تحت اسم “حزب الحق المصري”، لکنّ الحزب يحمل الطابع العلماني، حيث رفض عرفات الذي شارک في مؤتمر لدعم “حزب الله” اللبناني في دمشق أن يکون الحزب ذا طابع شيعي.
وأکد أنّ الحزب سيکون ليبرالياً ويدافع عن حقوق الأقليات، من ضمنهم الشيعة، وأنّ الحزب يدعم دخول مصر فيما يسمی محور المقاومة والممانعة الذي تقوده طهران واستلهام مبادئ الثورات العالمية، ومن ضمنها الثورة الإيرانية، حسب وصفه.
الشيعة في مصر کانت لهم محاولات عديدة لتأسيس أحزاب شيعية في الداخل المصري؛ کان أبرزها محاولات القيادي الشيعي أحمد راسم النفيس والتي تکللت بفشله في الحصول علی التواقيع المطلوبة لتأسيس حزبه الجديد واتّهم إثرها “النفيس”، الذي يعمل أستاذاً مساعداً في جامعة المنصورة، قادة الشيعة بخذلانه، حيث يصفه البعض بأنّه الأب الروحي أو الزعيم الشيعي الأبرز علی مستوی مصر.
واجهات أخری حاضرة تجاهر بتشيعها في مصر؛ أهمها المجلس الأعلی لرعاية آل البيت ويرأسه محمد الدريني، والذي أعلنه في مؤتمر بالصعيد الأعلی نهاية التسعينات من القرن الماضي کإطار للسادة الأشراف، حيث يتخذ هذا المجلس من نصرة أتباع نهج آل البيت إطاراً عاماً لتمرير المذهب الشيعي علی عامة الناس؛ إذ يصنف هذا المجلس بمثابة الکيان الجاذب للشيعة، ويطالب بتحويل الأزهر إلی جامعة شيعية.

محاولات قائمة
وفي هذا السياق، يؤکدّ رئيس ائتلاف الصحب والآل بمصر، الشيخ وليد إسماعيل، في تصريحات خاصة لـ”الخليج أونلاين”، بأنّ المحاولات لا تزال قائمة من قِبل شخصيات محسوبة علی إيران، لتکوين وإنشاء أحزاب سياسية تمثل الشيعة داخل مصر.
ويشير إلی أن هذه هي المحاولة الثانية لتکوين أحزاب أو واجهات سياسية تابعة لشيعة مصر، حيث سبقها محاولة سابقة من قِبل ناشطين شيعيين، لکنّها باءت بالفشل؛ وذلک لأنّ أي حزب يقوم علی بُعد ديني وطائفي يتم رفضه مباشرة من قِبل اللجنة المختصة، مشيراً إلی أنّ وليد عرفات جمع مؤخراً التوکيلات الکافية لأجل تقديمها إلی لجنة شؤون الأحزاب السياسية بمصر، حيث وقّع الأعضاء المؤسسون للحزب وصدَّقوا علی تکوين الحزب.
ويؤکدّ إسماعيل أنّه تمّ تدشين تجمّع وليد عرفات بدمشق، منوهاً إلی أنّ عرفات أعلن أنّ حزبه الجديد سيکون ذا طابع علماني-ليبرالي، کغطاء وتمويه حتی لا يتم رفض حزبه من قِبل السلطات المصرية ومن لجنة شؤون الأحزاب السياسية بمصر.
وشدد علی أنّ السلطات الأمنية في مصر لن تسمح بتمرير الموضوع حتی لو کان الحزب مستوفياً الشروط والمبادئ والبنود العامة کافة لتکوين الأحزاب، وهذا يعود بطبيعة الحال إلی علمها بتحرکات وليد عرفات، الذي يعمل علی تنفيذ أجندات خارجية تعمل علی الإخلال بالأمن والنسيج الاجتماعي المصري، بحسب إسماعيل.
ويری إسماعيل أنّ التمويل المالي لحزب الحق غير معروف المصدر حتی هذه اللحظة، مؤکداً أنّ إيران تسعی إلی استغلال القوميين العرب السابقين لدعم التوجهات والتحرکات السياسية الإيرانية في المنطقة، “حيث من الممکن أن يکون الدعم من تحت الطاولة وغير ظاهر للعيان”، مشيراً إلی أنّ إيران تسعی مؤخراً إلی دعم الجمعيات والمؤسسات الأهلية غير الظاهرة للمجتمع علی أنّها شيعية، ومن خلالها تنشر التشيع.
واجهات شيعية متنوعة
کما يعتبر حزب “التحرير” المصري إحدی الواجهات السياسية الشيعية في مصر. وتمّ إنشاؤه عقب ثورة 25 يناير/کانون الثاني، وتقدّم بتأسيسه أحمد راسم النفيس، لکنّه تمّ رفض أوراق تأسيسه من لجنة الأحزاب السياسية استناداً إلی عدم استيفائه الشروط المقررة قانونياً، حيث أثار طلب تأسيس الحزب حالة من الجدل في الشارع السياسي والديني المصري حول دوره في نشر التشيع ومخاوف من أن يُحدث تشکيله فتنة سنية-شيعية في مصر.
وتؤکدّ مصادر رسمية أنّ حزب “التحرير” الشيعي يرتبط مالياً بإيران، حيث أعلن “النفيس” عن الحزب عقب زيارة له إلی طهران استمرت 10 أيام؛ إذ يحتفظ الحزب بعلاقات جيدة مع المؤسسات الايرانية، ودوائر صنع القرار السياسي في طهران.
مشروع الحزب أثار مجموعة من التساؤلات لدی الکثير من المراقبين والسياسيين حول هويته ودوره في نشر التشيّع، وهل من الممکن أن يعمل بالفعل علی إيقاظ الصراع المذهبي بين السُّنة والشيعة بمصر، في ظل الاحتقان السياسي في عدد کبير من الدول العربية؛ کسوريا والعراق واليمن.
نشر التشيع السياسي
وعن مثل هذا الأمر، يؤکدّ رئيس تحرير “شبکة أخبار العرب”، عامر عبد المنعم، في حديث لـ”الخليج أونلاين”، أنّ الحکومة الإيرانية تستهدف عبر مشروعها في المنطقة التأثير علی النخب لنشر التشيع السياسي بالعالم العربي عامة، وعلی وجه الخصوص في مصر.
ويشير إلی أن إيران تعمل علی استقطاب النخب من المثقفين والکتّاب والصحفيين والسياسيين؛ لأجل التأثير علی الرأي العام في مصر فيما يتعلق بالمصالح والشؤون الإيرانية، والسعي للدفاع عنها، وتبرير ما تقوم به حکومة طهران من ممارسات وسلوکيات عدائية تجاه ما يجري في سوريا والعراق.
ويضيف عبدالمنعم قائلاً: “استطاعت إيران تسخير وتجييش من ينوب للدفاع عنها في مصر عبر شراء ذمم العديد من الکتّاب والصحفيين وبعض السياسيين والمثقفين، حيث يسعی هؤلاء إلی الترويج للسياسات الإيرانية والدفاع عنها وتبرير أفعالها، وکذلک الدفاع عن الحکومة العراقية والنظام السوري وبشار الأسد علی اعتبار أنّه يتعرض لمؤامرة سياسية من قِبل القوی الدولية، وکذلک القيام بتبرير ما تقوم به المليشيات الحوثية في اليمن واعتبارها أقلية مضطهدة مظلومة، متناسيةً ما يقوم به بشار الأسد والحوثيون من جرائم بحق الشعب السوري واليمني”.
ويشير عبد المنعم إلی أنّ “إيران تمول مراکز أبحاث ودراسات ومشاريع ثقافية في مصر لأجل الترويج لسياساتها”، مؤکداً أنّها في ذلک تحذو حذو أمريکا والدول الأوروبية في دعمها وتمويلها کثيراً من الجهات الثقافية والفکرية لأجل تنفيذ أجنداتها بالمنطقة وفي العالم العربي.

زر الذهاب إلى الأعلى