أخبار إيران

ديلي کالر: مع قرب زوال «داعش».. الحرس الثوري الإيراني «وحش الإرهاب»

 

موقع ديلي کالر الامريکي
2017/4/14

 

بقلم: الدکتور محمد أمين

 

قال کبير الباحثين في مؤسسة دراسات الشرق الأوسط في باريس إن الحرس الثوري الإيراني بات مصدر الخطر الأکبر في منطقة الشرق الأوسط، مع قرب زوال تنظيم “داعش” الإرهابي.
وأضاف الدکتور محمد أمين، في مقال بموقع “ديلي کالر” الأمريکي، الذي يديره تاکر کارلسون، الذي عمل مستشارا لنائب الرئيس الأمريکي الأسبق ديک تشيني: “بما أن الأعمدة الرئيسية لتنظيم داعش تتساقط مثل أوراق الدومينو، وتهديد الخلافة ينخفض تدريجيًا، فإن الوحش الأکثر إثارة للخوف، وهو الحرس الثوري الإيرانيالتابع للنظام الإيراني، يبرز في المشهد بمنطقة الشرق الأوسط”.
ووصف الحرس الثوري الإيراني بأنه “وحش الإرهاب” الذي يتخذ صورة الوحش الأسطوري “ليفياثان”، وهو کائن بحري خرافي له رأس تنين وجسد أفعی ويرد ذکره مرات عدة في الکتاب المقدس، ويشار إلی أنه يملک قوة مطلقة لا يمکن السيطرة عليها.
وأوضح أن الحرس الثوري الإيراني، وهو ليفياثان الإرهاب، يمتلک الموارد المالية والعسکرية التي تتجاوز أحلام “داعش”، وبات منتشرا الآن في الشرق الأوسط، لافتا إلی أن “مخالبه تمتد إلی ما وراء الحدود الجغرافية لإيران”، وبينما احتل تنظيم “داعش” أجزاء من سوريا وشمال العراق، بات للميليشيات الشيعية التابعة للحرس الثوري الإيراني حضور واسع في کل بلد تقريبا بالمنطقة”.
وکشف کبير الباحثين بمؤسسة دراسات الشرق الأوسط في باريس أن الحرس الثوري الإيراني حاضر بقوة في  العراق، من خلال سيطرته علی منظمة بدر، وحرکة النجباء، وعصائب أهل الحق، وکتائب حزب الله، وکتائب الإمام علي، وسرايا الخراساني، وکتائب سيد الشهداء، لواء أبو فضل، لواء ذو الفقار، وحرکات العبدال، وهناک العديد من الفروع الصغيرة الأخری.
کما أن الحرس الثوري الإيراني يسيطر علی أنصار الله (الحوثيين) في اليمن، حزب الله في لبنان -الذي شن هجمات إرهابية عديدة في المنطقة وحول العالم- تيار الأمل الإسلامي في البحرين، والجهاد الإسلامي وحرکة الصابرين في فلسطين، والحرس الثوري الإسلامي في مصر، وحزب الله الکويتي، وکتائب الفاطميون في أفغانستان، وکتائب زينبيون في باکستان.
وقال کبير الباحثين: “هذه هي مخالب الحرس الثوري الإيراني الذي يدق قلبه في طهران، وجزء کبير من عائدات النفط التي حصل عليها النظام الإيراني تمول هذه الميليشيات باستمرار، مع عواقب وخيمة علی المنطقة وأمن الدول الغربية”.
وأوضح أن نسبة کبيرة من تمويل هذه الميليشيات تأتي من عائدات مشاريع تجارية يديرها المرشد الأعلی الإيراني علي خامنئي، وتعاونيات الحرس الثوري الإيراني، ومؤسسة الإمام الخميني للإغاثة، وجمعية الباسيج التعاونية للحرس الثوري الإيراني، وحصة من ميزانية الحکومة.
وکشفت المعارضة الإيرانية الرئيسية المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية قائمة تضم 31 ألفا و690 عراقيا يعملون کمرتزقة مع الحرس الثوري الإيراني، ويحصلون علی رواتبهم من إيران.
وفي العام الماضي، قال مسؤولون عسکريون أمريکيون إن ما يقرب من 100 ألف من الميليشيات الشيعية المدعومة من إيران تقاتل الآن علی الأرض في العراق، مما يثير المخاوف من أنه في حال هزيمة “داعش”، لا يمکن استبدالها إلا بقوة أخری مناهضة للولايات المتحدة تؤدي إلی مزيد من العنف الطائفي في المنطقة.
لفت کبير الباحثين بمؤسسة دراسات الشرق الأوسط إلی أن الحرس الثوري الإيراني حاضر أيضا بقوة في اليمن، حيث يتحمل الجزء الأکبر من تمويل الحوثيين الذين شنوا حربا دموية ضد الحکومة المرکزية، کما وفر النظام الإيراني ترسانة الصواريخ الباليستية للطائرات الحربية والطائرات المسلحة بدون طيار للمتمردين الحوثيين، الذين يستخدمون سلاحا جديدا يثير المخاوف من الهجمات البحرية علی الشحنات العسکرية والتجارية في المنطقة. وصرح مسؤول في وزارة الدفاع الأمريکية لصحيفة “واشنطن تايمز” الشهر الماضي بأن “هذا السلاح عبارة عن قارب صغير مصمم من قبل إيران ومزود بالمتفجرات”.
في البحرين، يری مسؤولون من “الولايات المتحدة ومحللون أوروبيون الآن تهديدا متزايد الخطورة يتمثل في إنشاء خلايا مسلحة تمولها إيران”.
ويتلقی حزب الله اللبناني، وفقا لأمينه الحالي حسن نصر الله، کل أمواله وأسلحته من إيران. وفي 8 أکتوبر 2013، نقلت صحيفة “لو فيجارو” الفرنسية عن مصادر لبنانية أن إيران قدمت لحزب الله 30 مليار دولار علی مدی السنوات الـ 30 الماضية.
وبالمثل، يقدر المحللون أن الدعم المالي السنوي الذي تقدمه طهران لعشرات الميليشيات الشيعية في العراق يصل إلی 1.5 مليار دولار، وما يتراوح بين 1.5 إلی 2.5 مليار دولار للحوثيين في اليمن، و1.5 مليار دولار لحزب الله اللبناني، 150 مليون دولار للفاطميون في أفغانستان (الذي يقاتلون أيضا في سوريا)، ونصف مليار دولار أخری للميليشيات داخل دول الخليج.
وحسب بعض التقديرات، ينفق الحرس الثوري ما يقرب من 8 مليارات دولار علی الميليشيات والمرتزقة في المنطقة، باستثناء سوريا.
وحذر کبير الباحثين في مؤسسة دراسات الشرق الأوسط في باريس، الدکتور محمد أمين، من أنه ما لم يتم طرد النظام الإيراني، والحرس الثوري، وعدد لا يحصی من الميليشيات المتطرفة من بلدان المنطقة، فإن العنف سوف يغرق الشرق الأوسط، مع ما يترتب علی ذلک من آثار کارثية علی العالم. وقال: “سيظل ليفياثان الإرهاب علی قيد الحياة من خلال التوسع المستمر والتمدد في الشرق الأوسط، ولن يموت إلا إذا تم حصره داخل حدود إيران”.
وأضاف: “کخطوة أولی أساسية في هذا الاتجاه، ينبغي لإدارة الرئيس الأمريکي دونالد ترامب أن تصنف الحرس الثوري الإسلامي کمنظمة إرهابية”، محذرا من أن الفشل في اتخاذ هذه الخطوة لن يؤدي إلا إلی تشجيع النظام الإيراني علی ممارساته الإرهابية.

زر الذهاب إلى الأعلى