العالم العربي

التليغراف: خبير عسکري يکشف ترسانة الأسد الکيماوية

 

15/4/2017

 

 

تؤکد الحکومة السورية مرارا وتکرارا أنها لا تمتلک أسلحة کيماوية، إلا أن رئيس أبحاث الأسلحة الکيماوية السابق في سوريا، العميد زاهر الساکت، کان له رأي آخر بتأکيده علی أن بشار الأسد يخزن مئات الأطنان من هذه الأسلحة الفتاکة.
وتحدث الساکت، الذي انشق في عام 2013، لصحيفة “التليغراف” البريطانية قائلا إن الأسد نجح في خداع مفتشي الأمم المتحدة، الذين أرسلوا لتدمير الأسلحة الکيماوية في سوريا بموجب اتفاق تم التفاوض عليه بين الولايات المتحدة وروسيا، بعد مقتل مئات الأشخاص في هجوم غاز السارين في ضواحي العاصمة دمشق عام 2014.
وجنب الاتفاق آنذاک سوريا من ضربات عسکرية کانت متوقعة، في حين سارعت إدارة الرئيس الأميرکي السابق باراک أوباما بإعلانها التخلص بنسبة 100 في المائة من مخزون الأسلحة الکيماوية لدی دمشق.
وقال الساکت إن “دمشق اعترفت بامتلاکها 1300 طن فقط من الأسلحة الکيماوية، لکننا کنا نعرف في الواقع أنها تضاعفت ضعف ذلک (…) کان لديهم ما لا يقل عن 2000 طن علی الأقل”.
من جانبه، قال القائد السابق لوحدة الأسلحة الکيماوية التابعة للجيش البريطاني، هاميش دي بريتون غوردون، الذی يقدم الآن المشورة للمنظمات غير الحکومية السورية، إن الکمية التي أعلن عنها الساکت تعد أعلی من تقديراته الخاصة، لکنه وصفها بأنها “معقولة”.
ويعتقد رئيس أبحاث الأسلحة الکيماوية السابق في سوريا أن المخزونات غير المعلنة تشمل مئات الأطنان من غاز السارين، وقنابل يمکن ملؤها بمواد کيماوية قاتلة، ورؤوس حربية کيماوية لصواريخ سکود.
وأشار الساکت إلی أنه منذ عام 2013، تم نقل أطنان من المواد الکيماوية إلی الجبال المحصنة خارج حمص، وإلی مدينة جبلة الساحلية بالقرب من طرطوس، حيث توجد أکبر قاعدة عسکرية.
وعن استراتيجية دمشق في استخدام الأسلحة الکيماوية، أوضح الساکت أن دمشق قامت بخلط غازات مختلفة مثل السارين والغاز المسيل للدموع، من أجل إيجاد مزيد من الأعراض، التي من شأنها أن تجعل من الصعب تحديد نوعية السلاح الکيماوي المستخدم.
وعن هذا أشار غوردون إلی أنه “تم استخدام السارين القديم أو السارين الذي کان مختلطا وأعد قبل سنوات، في هجوم خان شيخون بإدلب الذي خلف 86 قتيلا”.
غير أن المحققين البريطانيين لدی منظمة حظر الأسلحة الکيماوية أعلنوا، الخميس الماضي، أن عينات ضحايا هجوم خان شيخون أصبحت إيجابية بالنسبة للسارين، وهو عامل عصبي لا يعرفه المتمردون.
ولفت العميد الساکت إلی أن الجيش السوري لم يصنع المزيد من غاز الأعصاب منذ عام 2014، وقال: “إنهم لا يحتاجون إلی أي شيء آخر، بل لديهم کل ما يحتاجونه بالفعل”.
واعترف الساکت خلال حواره مع الصحيفة البريطانية أنه قبل انشقاقه أمر شخصيا من قبل قائده الجنرال علي حسن عمار بتنفيذ 3 هجمات کيماوية، وکان أولها في أکتوبر 2012 في مدينة الشيخ مسکين، وفي ديسمبر 2012 علی مقربة من الحراک، وفي يناير 2013 في بصر الحرير، حيث کانت المظاهرات تجري ضد الأسد في محافظة درعا.

زر الذهاب إلى الأعلى