أخبار إيرانمقالات

صراع الإنتخابات ومخاوف من خطر الإنتفاضة

 

 

من الواضح تماما کيف حوّلت عصابات النظام  في صراع الإنتخابات إستياء المواطنين بسبب الفقر والبطالة والغلاء إلی وقود للصراع في الإنتخابات. الا انه بعد مجيء الملا«رئيسي» إلی حلبة الإنتخابات زادت تحذيرات متقابلة فيما يخص نتيجة هذه الإستياءات المتراکمة علی الصراع الفئوي.
ولم يبق الا مايقارب شهر واحد حتی مسرحية الإنتخابات ويتواصل الصراع علی الإنتخابات بشدة بين الزمر. وفي هذا الإطار فتحت الزمرالحاکمة جبهات مختلفة إحداها جبهة تخص قضايا إقتصادية. وأزاح کلا الطرفين الستارعن جوانب من الحقائق لسحب البساط من  تحت أقدام بعضهم بعضاً. وهناک جبهة أخری هي تحذيرات متبادلة ناتجة عن الضغوط الدولية والإقليمية التي يتم تشديدها يوما بعد يوم  ضد بعضهم بعضاً. ويبدوأنه بمجئ الملا«رئيسي» تفتح جبهة أخری أيضا ربما تتحول إلی الجبهة الرئيسية نظرا إلی تحذيرات المتقابلة التي تطلقها کلتا الزمرتين ضد بعضهما بعضاً فيما يتعلق بخطر الإنتفاضة.
وتکاد تکون جميع معضلات النظام ومشکلاته ومآزقه التي تواجهها تبرز في صراع الإنتخابات ويطفو علی السطح الا انه ربما نستطيع ان نقول کل ما ورد أعلاه يعتبرالجبهات الرئيسية في الصراع.
وعلی وجه التحديد التحذيرات التي تتبادل بينهم بخصوص الإنتفاضة بحيث کل زمرة تتهم الزمرة المنافسة بان أعمالها وسلوکها تؤدي إلی إنتفاضة تشبه انتفاضة العام 2009 طبعا انهم يضربون عام 2009مثالا الا انه من الممکن ان نری في أعماقهم قلقهم عند تحقيق هکذا خطر لايمکن مقارنتها بالعام 2009 ويکون خطيرا جدا علی النظام .
فعلی سبيل المثال في تصريحات أدلی بها الملا روحاني يوم9 أبريل / نيسان2017 أکد:« عندما نترک الخلافات ونتعاون معا نستطيع ان نمتلک بلدا جيدا». و کان قد قال أمس أکثر وضوحا « اليوم أکثر من ذي قبل لابد ان نوحد وننتبه، لا نعرف ما أحلامهم للمنطقة والعالم علينا ولابد أن نبرمج  علی حذر ونکون مستعدين ومهيئين لمختلف الإحتمالات» وهذه کانت تحذيرات روحاني . کما أکدت وسائل الإعلام المحسوبة علی زمرته :«لا تنس عند حدوث في کل لعبة ذات قطبين و يکون احمدي نجاد في الساحة قطعا هوسيکون أحد القطبين. وقد تحولت الإنتخابات بحضور فريق احمدي نجاد إلی فلم آکشن ولا نعرف في نهايته سيکون کوميديا او ماسأويا!». وملخص کلامهم إلی الزمرة المنافسة هو اذا استخدمتم عمل الهندسة في الإنتخابات ولم تسمحوا لنا بمجيئنا فتواجهون خطرا أساسيا مقابل المضايقات العالمية وغليان غضب المواطنين.
کما حذرت الزمرة المنافسة نفس الموضوع أکثر وضوحاً إلی زمرة روحاني:« تولي المسؤولية وتحويلها قطعا يعتبر من أهم القضايا لإدارة الحکومة في النظام الإسلامي.في حال عدم توفير الظروف من أجل تحويلها عليکم ألا توتروا الأجواء ولا تخلقوا ازعاجاً للنظام وامتعاضاً في المجتمع، مثل السلوک الفتنوي في الإنتخابات عام 2009 في البلاد.
ما ارتباط  تلک القضايا بمجيء «رئيسي» إلی حلبة الإنتخابات ولماذا بمجئيه يتم تشديد النزاع؟
من الواضح أن زمرة خامنئي وبعد إدخال رئيسي إلی الحلبة تحاول أکثر لإخراجه المؤکد عن صندوق الإقتراع عن طريق هندسة الإنتخابات وستحاول زمرة روحاني للکشف عنها وإحراقها. وعلی قولهم أن ستتحول الأجواء الی اصطفاف ذي قطبين. کما أکد خامنئي و روحاني وسائر رموز النظام أن وجود القطبين يترتب عليه خطر الإنتفاضة. فلذلک بالإعلان الرسمي لحضور رئيسي في صراع  الإنتخابات کما يعربون هم أنفسهم عن قلقهم يشکل تهديد الشرخ في رأس النظام وتمهيد الأرضية للإنتفاضة.

زر الذهاب إلى الأعلى