أخبار إيرانمقالات

مجاهدي خلق وملالي طهران و الغول الامني

 

الحوار المتمدن
30/3/2017
 

بقلم:فلاح هادي الجنابي

 

في الوقت الذي يملأ نظام الملالي في إيران الدنيا ضجيجا بمزاعمه بشأن الاهتمام بالمستضعفين و المحرومين کما يطلق في أدبياته علی الطبقات المسحوقة في الشعب الايراني،
فإن الذي قام و يقوم به هذا النظام و طوال 38 عاما من عمره الموبوء بالمشاکل و الازمات، هو إضافة المزيد و المزيد من الاثقال علی کاهل هذه الطبقات المسحوقة و التي وبإعتراف قادة النظام فإن 45 مليونا منهم لايجدون شيئا ليسدون به رمقهم، في هذا الوقت بالذات، ومع إستفحال الازمة الاقتصادية للنظام، فإنه يعلن و بکل صلافة عن تخصيص ميزانية ضخمة ضمن خطته التنموية السادسة التي بدأت من 21 مارس/آذار2017، وذلک تحت بند مشروع مواجهة الحرب الناعمة و”الدفاع السايبري”و”زيادة الحماية الامنية و الالکترونية”.

هذا النظام الاستبدادي الذي يعيش کأي نظام دکتاتوري وهم الامن و المؤامرة، يمنح معظم إهتمامه لتعزيز قدراته العسکرية و القمعية لإعتقاده من إنه السبيل و الطريق الوحيد للمحافظة علی نفسه و ضمان إستمراره، وهو يری في تحسين الاوضاع المعيشية للشعب الايراني بمثابة تهديد جدي لأمنه، فهو يعمل کل مابوسعه من أجل جعل هذا الشعب يجعل کل تفکيره في لقمة العيش و کيفية تدبير معيشته، وهو يتصور بأن إفقار و تجويع الشعب من شأنه أن ينسيه الکفاح من أجل الحرية و الديمقراطية، لکن و کما نری و نلاحظ فإنه و طوال الاعوام الماضية لم تتوقف النشاطات و التحرکات الاحتجاجية الرافضة للنظام في سائر أرجاء إيران بل وإنه تزداد و تتضاعف عاما بعد عام.

الملاحظة التي من المهم جدا وضعها أمامنا، هي إن مايصرفه هذا النظام علی القضايا الامنية و القمعية من أجل المحافظة علی نفسه لو إنه قام بصرف أقل من ربعه علی تحسين الاوضاع المعيشية للشعب الايراني، فإنها ستتحسن بصورة جذرية، کما إن هذا النظام ينأی أيضا بنفسه عن معالجة المشاکل التي أوجدها من خلال سياساته المشبوهة في البيئة الايرانية وبهذا السياق فإنه لم يقم بتخصيص أية ميزانية لمعالجة جفاف بحيرة أرومية.
الملفت للنظر في هذه الميزانية الجديدة وکما جاء في بنودها، إنها تعمل علی تطوير و تعزيز إمکانيات الحرب الالکترونية والدفاع السايبري ورفع الجاهزية من أجل التصدي للحرب الناعمة في مجالات مختلفة مع منح الأولوية للمراقبة المکثفة لأنشطة الإنترنت وشبکات التواصل الاجتماعي، وهو مايعني مضاعفة التنصت و التجسس علی الشعب الايراني ألکترونيا و إضافة المزيد من القمع علی القمع الذي يواجهه، وإن وجه خوف و رعب النظام الاساسي هو من التواصل بين الشعب الايراني و منظمة مجاهدي خلق التي تقود النضال من أجل الحرية و الديمقراطية، رغم إن التواصل بين الشعب الايراني و منظمة مجاهدي خلق لم ينقطع طوال الاعوام الماضية خصوصا وإن الاحداث و التطورات وخصوصا إنتفاضة عام 2009، قد أثبتت قوة و عمق العلاقة التي تربط بين الشعب الايراني و منظمة مجاهدي خلق.

زر الذهاب إلى الأعلى