أخبار إيران

ماهي التطلعات في تفاقم العزلة ضد النظام الإيراني؟

 

 

طوق الحصار والعزلة يضيقان علی رقبة الملالي، لکن ما مدی أثر هذه العزلة علی النظام الإيراني؟ وما هي التوقعات لهذا التوسع؟
الحقيقة أنه يتمثل الحصار والضغوط فعلا بفرض العقوبات علی الأفراد والکيانات التابعة للنظام الإيراني. حيث صرح خبير في تلفزيون النظام الحکومي في « 25 آذار» حول فرض عقوبات جديدة قائلا: أن الغربيين لهم ثلاث طرق للقيام ضد النظام وهي، فرض العزلة، القيام بعمل عسکري صالح، وکذلک فرض العقوبات. وقال: العامل الأکثر تأثيراً في هذه الحلول الثلاثة  کانت هي العقوبات.
وکتبت «دا هيل» مجلة “الکونغرس الأمريکي”: بالرغم من انه تم التوقيع علی «الإتفاق النووي» مع النظام الإيراني، لا انه يملک أي تأثير علی التجارة مع هذا النظام.  وهي نفس المشکلة التي يطلق عليها النظام “الاتفاق علی الورق فقط”، وقال خامنئي عن الأخير بانه «مجرد ضرر» لماذا؟ لأنه قد تم تنفيذ إجراءات عملية محددة بشأن العقوبات المتخذة، وإن لم تکن عمليا لما کان بحاجة إلی أن شخصا علی مستوی خامنئي يأتي ويتخذ هکذا مواقف مرارا وتکرارا مع تعبيرات مختلفة، بشأن هذه المسألة.
وبصرف النظرعن العقوبات التي هي اتخاذ إجراءات عملية، ولکن في خصوص المواقف والتحذيرات الموجهة للنظام ينبغي أن يقال إن هذه السياسة ليست ارتجالية وأن هکذا أمور لا يمکن أن تظهر فجأة في عالم السياسة بل لها خلفياتها. أي لکل خطوة عملية مراحلها وخطواتها التمهيدية. حتی العقوبات التي تحولت الی خطوات عملية ومادية، وقبل أن تنفذ بعدة سنوات، کنا نشهد مواقف وتحذيرات مختلفة بهذا الخصوص، إلا بعد فترة من الوقت أدت التحذيرات الی اجراءات وفرض عقوبات عملية. وعلی أثرها وصل النظام إلی الاختناق الاقتصادي وحسب قول النظام: هم راضخون لقبول المفاوضات – أي تجرع کأس السم – «علی رکبتيهم الدموية». والآن العديد من التحذيرات ومواقف الدول، في الحقيقة ، هي ليست الاّ إعداد لاتخاذ الإجراءات العملية المقبلة. فعلی سبيل المثال، عندما اعتقلت البحرين خلية إرهابية وأعلنت رسميا أنهم تدربوا في إيران، بمعنی إعداد سياسي – قانوني للخطوات العملية القادمة.

خصوصا أننا لا نواجه حالة واحدة فقط، بل هناک موجة من المواقف ضد النظام من قبل الدول، منها: ترکيا والبحرين والمملکة العربية السعودية والسودان وأمريکا وبريطانيا. والآن ربما يداهمنا تساؤل : لماذا لم تؤد هکذا مواقف شهدنا من قبل و لفتره طويلة الی خطوات عملية؟
وردا علی ذلک، يجب أن يقال، نعم، صحيح، لکون سياسة إدارة أوباما کانت مبنية علی أساس مبدأ المهادنة مع النظام الإيراني. لذلک، أوباما کان عقبة لتبلور هذه التحذيرات. کما في ۲۷ آذار/ مارس تم إدراج مقال في موقع «الدبلوماسية الإيرانية» الحکومي ، جاء فيه : «الإدارة الأمريکية الجديدة ، وصفت استراتيجية أوباما … بأنها کانت مبنية علی أساس الإنسحاب من الأزمة والنزاع … ولکن تخلت الأخيرة عن تلک السياسية، وعادت مرة أخری إلی مرحلة المنافسة والتحدي مع إيران».
وبطبيعة الحال هذا الوضع يعکس زيادة الإضرابات والتحذيرات والمواقف ضد النظام الإيراني.
لذلک وقبل يومين، تحدث الملا «همدانی نوري» قائلا: العالم الذي نعيش فيه هو عالمٌ مفعم بالأحداث العظيمة والکبری ضد [النظام].
وبطبيعة الحال فإن النظام يحاول إظهار رد فعل مناسب وفي نفس السياق تم بث خبر في 26 آذار/ مارس يحدد فيه إطار وقدرة النظام علی المناورة کاستجابة منه لتحدي أمريکا. وأعلنت وزارة خارجية النظام ردا علی العقوبات الجديدة المعلنة رسميا أنها فرضت عقوبات علی 15 فردا وکيانا من الولايات المتحدة! بالطبع هذا الخبر مثير للسخرية!!! ومن الطريف انه قد سخرمنه الموقع الرسمي «للباسيج» – قوات التعبئة للنظام – في عدده الصادرفي 27 آذار/ مارس لأنه من الواضح جداً أن الاقتصاد الأمريکي ليست بحاجة الی النظام الإيراني حتی تؤثر عليه عقوبات الملالي!
لکن في المقابل يعاني النظام من ضعف شديد ومن ضغوط اقتصادية هائلة، لهذا سيکون أدنی بصيص أمل في المجال الاقتصادي أمرا حيويا بالنسبة له. فبمجرد ان تهبط إيران طائرة بعد سنوات عديدة من الغياب يتعالی الضجيج والضوضاء فرحا من قبل النظام، واعترف المسؤولون بعظمة لسانهم أن ردة الفعل المبالغ فيها هذه تشکل فضيحة والجميع سيدرک کم نحن بائسون.
وذلک يدل علی أن النظام الإيراني ليس لديه من حل سوی مواجهة التحديات والقبول بالمخاطر أو أن يرضخ الی “تنازلات لا نهاية لها” أي تجرع کؤوس السم المسلسلة والمتتالية.

زر الذهاب إلى الأعلى