أخبار إيرانمقالات

رسالة سياسية خطيرة لطهران

 

 


دنيا الوطن
25/3/2017

 

 

بقلم:اسراء الزاملي


 لايبدو ان السياق الذي بدأ يفرض نفسه علی مجريات الاحداث و الامور بعد إنتهاء فترة ولايتي الرئيس الامريکي السابق اوباما، يبعث علی الارتياح بالنسبة لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما بعد أن بدأ العهد الرئاسي الجديد بإرسال أکثر من إنذار الی هذا النظام، وبطبيعة الحال فإن المراقب و المحلل السياسي يلمس بوضوح مدی حالة القلق و الاضطراب في الاوساط السياسية الحاکمة في طهران من جراء ذلک.
نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية الذي تمکن من التغطية علی الکثير من الجرائم و المجازر و الانتهاکات الفظيعة التي إرتکبها بحق الشعب الايراني و شعوب المنطقة و الافلات من الئبعات القانونية المترتبة عليها، وخصوصا مذبحة صيف 1988، بحق أکثر من 30 ألف سجين سياسي من أعضاء و أنصار منظمة مجاهدي خلق المعارضة، لم يعد هناک من شک بأن فرص التغطية علی الانتهاکات المختلفة و الافلات من المسائلـة القانونية المترتبة عليها باتت تتضائل أکثر من أي وقت مضی، ومن الواضح جدا ان هناک العديد من العوامل التي أدت الی ذلک وفي مقدمتها و علی رأسها الحملة السياسية الواسعة التي إضطلعت بالاشراف علی قيادتها السيدة مريم رجوي، رئيسة الجمهورية المنتخبة من جانب المقاومة الايرانية، والتي إتخذت بعدا و إتجاها مؤثرا بعد کشف التسجيل الصوتي للمنتظري و الذي أعلن فيه ضلوع قادة و مسؤولين في النظام في مذبحة صيف 1988.
مثلما کان عهد اوباما مميزا لطهران حيث إن الاحداث و التطورات کانت تسير دائما في إتجاه يخدم مصالحها، فإن عهد ترامب کما ظهر لحد الان علی العکس من ذلک تماما، فبعد الانذارات المتتالية لطهران، جاء الخبر الذي نزل نزول الصاعقة علی رأس قادة و مسؤولي نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية، إذ بحث نواب بارزون في مجلس النواب الأميرکي من کلا الحزبين الجمهوري والديمقراطي، يشمل رؤساء لجان الشؤون الخارجية، الأمن الوطني والضوابط ورئيس النواب الديمقراطيين في لجنة الشؤون الخارجية، مشروع قرار لإدانة النظام الايراني بشأن إعدام آلاف السجناء السياسيين عام 19888 من أعضاء منظمة مجاهدي خلق، وقد طالب بحسب مشروع القرار الذي حمل الرقم 188، بمحاسبة منفذي تلک المجزرة و تقديمهم للعدالة.
الملفت للنظر في مشروع القرار هدا، إنه دعا الحکومة الامريکية و حلفاء الولايات المتحدة الامريکية الی إدانة رسمية وعلنية لتلک المجزرة والضغط علی النظام الإيراني ليزود عوائل الضحايا بمعلومات تفصيلية عن القتلی ومکان دفنهم، حسب مشروع القرار.
هذا التطور المهم جدا، والذي يأتي بمثابة أکبر إنتکاسة سياسية لنظام الجمهورية الاسلامية الايرانية أمام غريمه و خصمه اللدود منظمة مجاهدي خلق، يمکن إعتباره بأنه رسالة سياسية بالغة الخطورة لهذا النظام من الممکن أن يقلب الامور کلها رأسا علی عقب ولکن علی رأس النظام الايراني.

زر الذهاب إلى الأعلى