أخبار إيرانمقالات

جاء زمن القصاص

 


دنيا الوطن
26/3/2017
 
بقلم:ليلی محمود رضا


لکل فعل رد فعل، ولکل جهد جدي يبذل باسلوب و منهج عقلاني، نتيجة إيجابية من دون أدنی شک، وان نضال و مقاومة و صمود و مواجهة ضارية مستمرة من جانب الشعب الايراني و المقاومة الايرانية ضد نظام الاستبداد الديني القائم في طهران منذ أکثر من 37 عاما، قد بدأت تظهر ثماره ليقرع ناقوس الرحيل لهذا النظام غير مأسوفا عليه.
السياسات المختلفة التي تبناها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية منذ قيامه، تسببت و تتسبب في إلحاق أضرار کبيرة و فادحة ليس بالشعب الايراني لوحده فقط وانما بشعوب المنطقة أيضا ولاسيما من خلال السعي لزرع أسباب الفرقة و الاختلاف و المواجهة بين مکونات شعوب المنطقة، وقبل ذلک فإن الشعب الايراني الذي وصل به الحال الی أسوء مايکون و صار أغلبية منه يعاني من الفقر المدقع و المجاعة و الحرمان، وهذه الاوضاع السلبية قد قامت بنقلها المقاومة الايرانية بأمانة الی المجتمع الدولي و أکدت بأن هذا النظام يشکل خطرا کبيرا علی الجميع و هو يواصل و بإستمرار إنتهاکاته الفظيعة في مجال حقوق الانسان في إيران دون أن يکترث للمجتمع الدولي.
ماقام و يقوم به هذا النظام من تدخلات مريبة و مشبوهة في الشؤون الداخلية لدول المنطقة، و الذي يلقي بظلاله بشدة علی السلام و الامن و الاستقرار في المنطقة، يمثل نموذجا حيا من الروح الشريرة لهذا النظام و سعيه المستمر في سبيل فرض هيمنته علی المنطقة کي يضمن بقائه و استمراره، أثر و يؤثر سلبا علی الاوضاع المختلفة للشعب الايراني ولاسيما أوضاعه الاقتصادية و المعيشية التي وصلت الی أدنی مستوی لها منذ تأسيس هذا النظام، وإن إعتراف مسؤولي النظام من أن هناک 45 مليون مواطن إيراني لايجدون قوت يومهم، کاف لوحده لإدانة النظام رغم إن الرقم الحقيقي أکبر من هذا الرقم بکثير، لکن وفي نفس الوقت فإن ذلک بمثابة إعتراف بحجم الکارثة في إيران.
هذا النظام الذي تمادی کثيرا علی مختلف الاصعدة ولاسيما من حيث قمعه لشعب و تدخلاته المشبوهة في المنطقة و التي إستخدم فيها الحرس الثوري کأداة من أجل تنفيذ مخططاته، فإن الدعوة الی تصنيف الحرس الثوري ضمن قائمة المنظمات الارهابية من جانب العديد من المحافل الدولية، هي في الحقيقة تأکيد علی صحة و مصداقية النهج الذي سارت و تسير عليه المقاومة الايرانية و التي کانت أول من دعا الی إدراج الحرس الثوري ضمن قائمة الارهاب خصوصا بعد أن أثبتت تورطه في الکثير من النشاطات الارهابية في المنطقة و العالم، کما إن مشروع القرار الذي أعده نواب أمريکيون من أجل إدانة قيام نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية بمجزرة صيف 1988، والتي راح ضحيتها 30 ألف سجين سياسي و محاسبة مرتکبيه، هو الآخر يجسد مطلبا شعبيا إيرانيا دعت إليه المقاومة الايرانية بإستمرار منذ وقوع المجزرة و لحد يومنا هذا، وخلاصة الامر، فإن الذي يبدو أن زمن إرتکاب الجرائم و المجازر و الانتهاکات من جانب النظام في إيران قد وصل الی نهايته وإن زمن القصاص و الاقتصاص من هذا النظام علی کل ماقد إرتکبه قد بدء.

زر الذهاب إلى الأعلى