أخبار العالممقالات

الطرفان الخاسران

 

 

وکالة سولا برس
17/3/2017
 

بقلم: نجاح الزهراوي


عندما بدأت الاوضاع في سوريا بالسير نحو إسقاط نظام بشار الاسد و بعد أن کثرت المراهنات و التوقعات من إن الجولة القادمة التي ستعقب سقوط بشار الاسد ستکون في طهران،
ألقی نظام الجمهورية الايرانية بثقله في الصراع الدائر في سوريا لصالح النظام، ولم يکتف بتدخله فقط وانما ورط أذرعه و الجماعات التابعة له في العراق و لبنان و اليمن و حتی في أفغانستان و باکستان في الشأن السوري، والذي صار واضحا للجميع بإن طهران لاتتعامل مع مصير نظام الاسد کأمر خارجي وانما کجزء لايتجزء من الامن القومي الايراني، ويکفي أن نشير الی تصريحات لقادة و مسؤولين إيرانيين أکدوا بإن الحرس الثوري يقاتل في سوريا کي لايقاتل في داخل إيران.
تنظيم داعش المتطرف الذي أکدت مختلف الادلة و المؤشرات بأن نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية و النظام السوري و نوري المالکي أيام کان رئيسا للوزراء، کانوا خلف بروزها و جعلها طرفا أساسيا في سوريا و العراق، وإن هذا البروز قد ساهم و بصورة واضحة في تخفيف الضغط الی أبعد حد عن النظام السوري من جهة و عن النظام الايراني نفسه أيضا، ولهذا يمکن القول و بکل ثقة من إنهما المستفيدان الاکبران من هذا التنظيم الارهابي.
الخسائر الروحية و المادية الفادحة التي تکبدها و يتکبدها الشعب السوري علی أثر التدخل الايراني و إزدياد الازمة السورية صعوبة و تعقيدا بفعل آثارها و تداعياتها الاقليمية و الدولية، وماترکه هذا التدخل من تأثيرات عميقة في داخل إيران بحيث جعل الفقر و المجاعة و الادمان و حتی حالات البغاء و بيع الاطفال و أعضاء الجسد، مظاهر تفرض نفسها علی المشهد الايراني المأساوي، لکن الغريب إن طهران لازالت تراهن بقوة علی هذا التدخل و تصر عليه بشدة بحيث إنها بادرت لإستقدام الروس و الاستنجاد بهم أملا في القضاء علی ثورة الشعب السوري، والحقيقة إنها قد أوقعت نفسها في مأزق بحيث صارت مثل ذلک الذي إستقرت شفرة حادة في بلعومه فلا هو بقادر علی إخراجها ولابقادر علی بلعها، ناهيک عن أن طهران قد جعلت أيضا من نفسها خصما عنيدا و کريها للشعب السوري.
لکن هذا الاصرار الايراني الغريب علی استمرار تدخله في سوريا، وفي نفس الوقت هذا النشاط و التحرک الملفت للنظر لتنظيم داعش الارهابي و إستمراره بالتصعيد، له مايفسره، وإن ماقد صرحت به زعيمة المعارضة الايرانية مريم رجوي بهذا الصدد يضع النقاط علی الاحرف و يملأ الفراغات بالاجوبة الشافية عندما قالت بشأن الاصرار الايراني علی عدم تنحية بشار الاسد، من أن” هناک طرفان يخسران کثيرا من تنحية بشار الأسد: داعش التي تفقد بيئتها الحياتية والطرف الآخر هو الملالي الذين تنهار جبهتهم الاقليمية.”.

زر الذهاب إلى الأعلى