أخبار إيرانمقالات

السير بإتجاه المجهول

 


کتابات
15/3/2017

 

بقلم: محمد المياحي
 


لاتبدو الاوضاع في إيران علی مايرام خصوصا بعد الاحداث و التطورات المتباينة علی صعيد إيران و المنطقة و العالم، ذلک إنه وبعد أن شهدت العقود الماضية فرصا و أحداثا”ذهبية” إستغلها نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية علی أحسن مايکون، فإن هذه المرحلة التي يقبل عليها هذا النظام يمکن وصفها عکس کل المراحل الاخری التي مر بها هذا النظام علی الاصعدة التي أشرنا إليها.
داخليا، الاوضاع الاقتصادية و الاجتماعية و السياسية بل وحتی الفکرية للنظام تواجه مئات المشاکل و الازمات و تعيش حالة من التخبط لايوجد لها منذ أن تأسس هذا النظام، حيث إن تفاقم الازمة الاقتصادية للنظام و وصولها الی طريق مسدود دفعت بقادة و مسؤولي النظام الی الادلاء بإعترافات غير مسبوقة عن الاوضاع الاقتصادية و المعيشية المتردية و ذلک من أجل إمتصاص النقمة الشعبية التي تتصاعد يوما بعد يوم، فقد صار الفقر و الجوع و البطالة ثلاثة ظواهر تفرض نفسها علی المشهد الايراني بإعتراف قادة و مسؤولي النظام نفسهم، والذي يضع النظام أکثر في موقف حرج هو إن ذلک يأتي بعد الاتفاق النووي الذي طالما سعی النظام لتهدئة خاطر الشعب به و الإيحاء له بأن التوصل الی الاتفاق النووي سينهي کافة مشاکله و أزماته الحادة، لکن الذي حدث و جری و تماما کما توقعته و حذرت منه المقاومة الايرانية، فإن هذا النظام قد قام بصرف الاموال الايرانية المجمدة لمغامراته و مخططاته المشبوهة.
الاوضاع الداخلية تسير نحو المزيد و المزيد من الصعوبة و التعقيد ولاسيما بعد أن فقد النظام رفسنجاني، عراب التهدئة و خداع المجتمع الدولي و التمويه عليه، ولم يعد هناک من بوسعه أن يلعب کما کان هو يلعب و يراوغ المجتمع الدولي، و عوضا عن رفسنجاني نری إن من سوء طالع النظام أن ينبري أحمدي نجاد أو”مجنون طهران”، کما يتم وصفه داخليا، الی الادلاء بتصريحات و مواقف متشددة يدافع فيها عن النظام و يتهدد و يتوعد روحاني و جناحه، في حين إن جناح روحاني أيضا يعيش حالة من التخبط و الضياع بعد أن صار مکشوفا أمام العالم و أفتضحت کذب و زيف دعاوي الاصلاح و الاعتدال، والاهم من ذلک، إن دور و مکانة المقاومة الايرانية يزداد يوما بعد يوم و أکبر دليل علی ذلک، إن کل ماقد دعت إليه المقاومة الايرانية صد هذا النظام، صار المراقبون يلمسون جنوح المجتمع الدولي بإتجاه العمل به ضد النظام.
إقليميا، فإن الرفض العربي و الاسلامي يتصاعد يوما بعد يوم ضد التدخلات السافرة لهذا النظام و سعيه المفرط من أجل إستغلال دول المنطقة من أجل تنفيذ مخططاته المشبوهة مع ملاحظة إن خسائره الروحية و المادية من جراء التدخلات قد باتت تلقي بظلالها السلبية علی مجمل الاوضاع، وإن الذي يميز هذا الرفض هو إنه ليس رسميا فقط وانما شعبيا أيضا، فقد صار مؤکدا للشارعين العربي و الاسلامي کذب و دجل نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية من حيث زعمه بالعمل من أجل مصلحة و وحدة المسلمين وإنه يقود أسوء الادوار لزرع الانقسامات و الاختلافات في العالمين العربي و الاسلامي.
دوليا، فإن الدعوات باتت تتصاعد من أجل إدراج الحرس الثوري الايراني، ذراع القمع و القتل ضد الشعب الايراني و وسيلة النظام لتفعيل التدخلات و تصدير التطرف الديني و الارهاب الی دول المنطقة و العالم، الی جانب الميليشيات العميلة التابعة له في دول المنطقة، ضمن قائمة الارهاب الدولية، وهي دعوة صارت تتخذ طابع الجدية أکثر فأکثر، وفي کل الاحوال يبدو إن النظام مقبل علی واحد من أسوء مراحله التي لم يعد يملک خلالها الاوراق و المؤهلات التي تساعده علی تخطيها.

زر الذهاب إلى الأعلى