أخبار إيرانمقالات

ما سبب هذا المستوی من الخوف من مجاهدي خلق؟

 

يکثر النظام الايراني الحديث هذه الأيام في اعلامه واعداده الأفلام ونقل ذکريات وکتابة مقالات حول خطر مجاهدي خلق ساعيا تبيين هذا الخطر لعناصره. فهل هم وصلوا الی حل للخلاص من هذا الخطر؟
اذا القينا نظرة علی جوهر نشر هذه الذکريات واعداد الأفلام أو کتابة المقالات فنستشف مضمونا واحدا يتلخص في أن مشکلة مجاهدي خلق بالنسبة لنظام الملالي ما هي الا الجريمة والابادة التي ارتکبها بحقهم. ترون هذه الحقيقة في فلم أعده النظام مؤخرا باسم «قصة النهار» حيث يصرح بوجوب قتل مجاهدي خلق والسبب واضح لأن النظام غير قادر علی مواجهة مجاهدي خلق سياسيا فيتحلل بسرعة. ترون أن المواطنين ولاسيما الشباب في أجواء حرة ينجذبون الی مجاهدي خلق. لقد تحدث الجلاد هاشمي نجاد أحد عناصر وزارة المخابرات الاسبوع الماضي عن تجربة مطبقة بعد الثورة حيث تمکن مجاهدو خلق خلال عامين ونصف العام في النضال السياسي من جذب سريع لأکثر شرائح المجتمع وعيا بسبب الطموحات الداعية الی الحرية رغم کل المحدوديات والقيود والمضايقات عليهم وفي الوقت الذي کان خميني حيا ولم يعرفه الناس بعد هويته الحقيقية.
لم تکن حالات القمع للقوی المعارضة في العالم قليلة علی يد الأنظمة الديکتاتورية والفاشستية ولکن ليست هناک حالة مماثلة لا مروية ولا منقولة ولا مسموعة لما جرت علی مجاهدي خلق من حيث شدة القمع والقتل. جرائم ارتکبها النظام في الثمانينات داخل السجون ومجزرة عام 1988 وبعدها. يا تری لماذا يکن النظام هذا المدی من الحقد والشحناء والبغضاء ضد مجاهدي خلق؟ کيف يمکن تفسير هذا الحقد؟
للاجابة علی هذا السؤال من المفضل بداية الاشارة الی ذکريات للملا المجرم «مبشري» من جلادي مجزرة السجناء السياسيين 1988 حيث نشرتها وسائل الاعلام التابعة للنظام مؤخرا وهو يقول «في احدی المرات اني حضرت لدی السيد منتظري وقلت ”يا سيد! هؤلاء يأتون ويشکلون تنظيما حتی داخل السجن ويثيرون الفوضی“ فأجاب: ”لا بأس، وهذه المسألة کانت في عهد الشاه أيضا! ”اذا کانت الحالة في عهد الشاه فان الشاه کان مسلطا وکان العالم معه، بينما هؤلاء لم يکن لديهم شيئا في عهد الشاه… ولکن الآن يستولون علی النظام».
من الواضح أنه يتحدث عن استيلاء مجاهدي خلق علی النظام، وحقيقة لو کانت تلک الأجواء تستمر عاما آخر حيث کانت الحرية موجودة ولو بنسبة واحدة بالمئة، لکانت الأوضاع تختلف. وفي مکان آخر يقول هذا الملا «لم يمنح المجال حتی يأتي ”لاجوردي“ ويتحدث عن مجاهدي خلق ويقول ان عناصر منهم قد تابوا و”أنا اقترحت عليه  وقلت … الآن هناک ضغوط وصخب بأن السجون مزدحمة، فتعال لنجلس معا ونفکر في الأمر… کان هناک البعض… ممن کانوا يقدمون مساعدات مالية والرز والزيت وغيرها للمنظمة وکانوا کبار العمر ولم يکونوا صالحين لعناصر عملياتية.. تعال لنفصل هؤلاء الرجال والنساء الطاعين سنا وهؤلاء الذين کانوا رابطين أو اطلقوا هتافات بسبب حماسهم ونفصلهم ونفرج عنهم بکفالات منعا من ضلوعهم في تنظيمات في السجن. أجاب ”لاجوردي“ «هؤلاء يذهبون الی خارج السجن ويشکلون خطرا علينا ونحن لا نعود نستطيع لملمتهم». ويؤکد مبشري کيف خميني قد أصدر توجيهات لقتل مجاهدي خلق ونفذه وتابع يقول «کنا نحضر عند الامام وهو کان يرفع معنوياتنا. يا للعجب سماحته کان يقول ”انکم في الواقع لستم قضاة. القاضي هو رب العالمين وهو الذي أصدر حکمهم وأنتم تشخصون المصداقية“. وأضاف ”حذار أن تتراجعوا أمام هؤلاء“ ونحن کنا نستمد معنوياتنا من الإمام» (وکالة أنباء فارس الحکومية 15 فبراير).
تلاحظون الی أي مستوی کان شخص خميني يخاف من مجاهدي خلق وکيف کان يؤلب عناصره وجلاديه علی قتل المجاهدين صغيرا وکبيرا وحتی أبعد نصيرهم… وکيف کان يحرضهم علی رجال ونساء طاعنين في السن ممن قد ساعدوا مجاهدي خلق أو المراهقين والتلاميذ الذين قرأوا مجرد بيان لمجاهدي خلق. لماذا؟ لأن لاجوردي لم يکن يری الندم والتوبة في وجه أي واحد من عناصر مجاهدي خلق وکان يری الحل الوحيد في قتلهم وابادتهم. لذلک کل هذه الجرائم وهذه التشويهات والتشنيعات وحملات اطلاق الأکاذيب السافرة ضد مجاهدي خلق ما هي الا امتدادا لذلک الخوف وهذا ما يشعر به خامنئي من القوة الخطيرة التي تهدد باسقاطه. 

زر الذهاب إلى الأعلى