أخبار إيرانمقالات

الأطفال؛ البراءة المنسحقة – إعدام الأطفال

 

 
إعدام الأطفال
تواصلا لمقالات ”الأطفال؛ البراءة المنسحقة“
هذا الجزء: إعدام الأطفال
ومن جرائم نظام الملالي العائد إلی عصور الظلام هو إعدام أطفال تحوّلوا إلی أطفال الإدمان، أطفال العمل، أطفال الأمية، أطفال الطلاق و… إثر جرائم هذا النظام.
وتعد قصة إعدام الأطفال مأساة تعمّ هذه السنوات الحالکة الأخيرة في حين صادقت کل دول العالم علی مواثيق تلزمها بعدم إعدام المجرمين المراهقين – من کانوا دون سنّ 18 حين ارتکاب الجريمة – مهما کانت الظروف.
ومن البديهي أن الجرائم تأتي نتيجة لظروف يجب إزالتها أولا إذن أکثر الناس جريمة هم رموز نظام الملالي القمعي والنهاب الذي يعتبر سببا لنکد شعب کبير.
سنّ العقوبة الجنائية في نظام ولاية الفقيه القرووسطايي
تحدّد قوانين نظام الملالي سن العقوبة الجنائية 15 سنة للبنين و9 سنوات للبنات بينما تمنع المواثيق الدولية إعدام من دون 18 سنة.
ويناقض ما يفعله النظام وما تکفله البلاد في إطار الميثاق الدولي للحقوق المدنية والسياسية وميثاق حقوق الصغار فيما يحتجز جهاز القضاء التابع للفاشية الدينية الحاکمة علی إيران الأطفال بعد تلقي حکم الإعدام في مراکز التأديب لإعدامهم لاحقا وبعد بلوغ سنّ 18 سنة.
وأعلنت منظمة العفو الدولية خلال بيان تحت عنوان ”إيران: أخر جلاد للأطفال“ أن 24 طفلا أعدموا منذ سنة 1990 إلی الآن، 11 منهم دون سنّ 18.
وأکد الملا صادق لاريجاني رئيس قضاء نظام الملالي في أکتوبر 2014 بوقاحة أن ”إعدام الصغار دون 18 يعد کذبا محضا … لا سبب للإغماض والتغاضي عن القصاص حينما إرتکب شخص بعمر 17.5 سنة جريمة والآن يمر بـ 25 سنة“.
ويتذرع الملا المجرم لاريجاني لإنکار إعدام الأطفال بأنه في محاکم نظام ولاية الفقيه إذا ارتکب شخص  دون 18 سنة جريمة توجب الإعدام فلا يجري الحکم حتی يصبح 18 سنة بينما يکمن الشاخص والمعيار من الوجهة الحقوقية في عمر الطفل حين ارتکاب الجريمة ولا عمره حين الإعدام!
وقد طالبت الجمعية العامة للأمم المتحدة وعديد من مؤسسات حقوق الإنسان في داخل وخارج إيران وحکومات متعددة، نظام ولاية الفقيه بالکف عن إعدام الصغار ما لم يجد نفعا بعد.
ويتم إصدار عديد من أحکام الإعدام لمن دون 18 سنة علی أساس إعترافهم أنفسهم بينما لا يعون بما يتمتعون به من حقوق ولا يدرکون عواقب هکذا اعترافات انتزعت معظمها تحت الضغوط وإنهم لا يعرفون أنه من شأنها أن تؤدي إلی إصدار حکم الإعدام بحقهم. کذلک قد قال البعض منهم أنه تم انتزاع الإعترافات منهم تحت التعذيب فيما يعتقد جهاز ناشط في مجال حقوق الإنسان أن نظام الملالي منذ سنة 2007 يتولی مسؤولية 73 بالمئة من إعدام الأطفال في العالم.
نماذج من إعدام الأطفال
عاطفة رجبي سهاله: إنها اعتقلت عدة مرات من قبل جهاز فاسد تماما يسمی بـ إحياء الأمر بالمعروف التابع لقوات الحرس وحکم عليها بالجلد والسجن فيما تعرضت للاغتصاب في السجن من جانب عنصر في قوات الحرس بينما کانت 16 سنة وعلی أساس شهادة الجيران إنه کانت مصابة بالاختلال العقلي وفي نهاية المطاف تم شنقها أمام الملأ بموجب حکم أصدره القاضي حاجي رضايي (رئيس عدلية نکا)
مونا محمود نجاد: وهي من البهائيات وتم إعدامها في حين لم تتجاوز 17 سنة.
لکن هذا ليس کل القضية:
أعتقلت التلميذة فاطمة مصباح 13 سنة في 16 سبتمبر 1981 وأعدمت بعد يوم من قبل قوات الحرس المجرمين.
فمن الأحری أن نلقي نظرة لرسالة وجّهها آية‌الله منتظري في تأريخ 17 سبتمبر 81 إلی خميني ليتبين عمق الکارثة:
«… إن إعدام البنات بعمر 13 و 14 سنة بذنب شدة لهجتهن دون أن يحملن سلاحا أو يشارکن مظاهرة يعدّ أمرا مؤلما ومفزعا فيما أخذت الضغوط وحالات التعزير والتعذيب القاسي ترتفع».
هذا صوت خليفة ولاية الفقية في سنة 1981 حينما لم يمل بعد عن خميني.
وبعد مرور 7 سنوات وفي 15 اغسطس 1988 أکد منتظري خلال لقاء مع لجنة الموت أنه:
أخبروني أنه کانت هناک امرأة أخوها کان في السجن فقالوا إن أخته أيضا تعتبر متهمة فذهبوا إليها وجاءوا بها فأعدموه فيما کانت الأخت مرت في المحتجز لمدة يومين سألوها أسئلة فقالت نعم إني أرغب بهم وکان عمرها 15 أو 16 سنة فقال إذ إن أخاه قد أعدم وإنها فتاة فقوموا بإعدامها أيضا وأعدموها فعلا. فهؤلاء کيف يجيبون علی الله يوم القيامة؟
فإذا تحدث السيد منتظري عن ارتفاع حالات ”التعذيب” القاسية في سنة 81 وإعدام الفتيات بعمر 15 سنة بذنب حب أخيها فالله أعلم بما نفذوه بحق التلاميذ والشباب المؤيدين لمنظمة مجاهدي خلق في فروع الإستنطاق.
وقبل ذلک بسنتين، اعترف منتظري خلال توجيه رسالة إلی خميني بانتهاک البنات التلميذات واغتصابهن في فروع الاستجواب وبجرائم أخری ارتکبتها قوات الحرس قائلا ”… أ تدرون بأنه في سجون الجمهورية الإسلامية ارتکبت جرائم لم ينفذ مثيل لها في النظام الملکي المشؤوم؟
أ تعرفون بأن عددا کبيرا قتلوا تحت التعذيب؟
أ تعرفون أنهم اضطروا بإعاقة نحو 25 فتاة بإزالة المبيض أو الرحم إثر غياب الطبيب وعدم العناية بهن؟
أ تعرفون بأنهم أعدموا في سجن شيراز فتاة صائمة فور ما أفطرت بجريمة ذنب صغير؟
أ تعرفون بأنهم اغتصبوا فتيات قسرا في بعض سجون الجمهورية الإسلامية؟
أ تعرفون باستخدام الکلمات البذئية حين استجواب الفتيات؟
الواقع أن هذا النظام يعمل علی إهلاک الحرث والنسل جسديا (بالإعدام) أو بالمخدرات أو الاستغلال و… فيعدم الأطفال إعداما صامتا.

زر الذهاب إلى الأعلى