العالم العربي

بنک معلومات لجمع الأدلة عن جرائم الحرب بسوريا

 
10/3/2017
تعمل الأمم المتحدة علی جمع آلاف الوثائق الرسمية التي نقلها سوريون خاطروا بأرواحهم إلی خارج بلادهم في بنک معلومات يضم أدلة علی ارتکاب جرائم حرب في سوريا.
وفي هذا الصدد، اجتمع في مدينة لاهاي أمس الخميس أکثر من 150 خبيرا ودبلوماسيا، إضافة إلی ممثلين عن منظمات غير حکومية ومدعين عامين في عدد من الدول، ووجهوا نداء لدعم “الآلية الدولية المحايدة والمستقلة لسوريا”، وهي عبارة عن بنک معلومات أنشأته الجمعية العامة للأمم المتحدة في ديسمبر/کانون الأول الماضي لمواکبة التحقيقات والملاحقات الجارية ضد مرتکبي جرائم حرب في سوريا.
وقال وزير خارجية هولندا بيرت کوندرز، الذي دعا إلی عقد هذا الاجتماع حول بنک المعلومات، إن هناک ملايين الصفحات وکميات هائلة من المعلومات المخزنة إلکترونيا، هي عبارة عن أدلة وشهادات جمعها محققون وتحتاج للجمع والتنظيم والتحليل.
وأضاف الوزير الهولندي أن بنک المعلومات سيتيح إعداد ملفات موثقة “بحق مرتکبي أسوأ الجرائم التي يمکن تخيلها” في هذه الحرب التي أوقعت حتی الآن أکثر من ثلاثمئة ألف قتيل، وتسببت في نزوح وهجرة ملايين السوريين.
وأکد أن هذه الوثائق تم جمعها ونقلها من سوريا بواسطة “أبطال مقاومين” کانوا “يدرکون أن أعمالهم لن تعيد الحياة إلی أي ضحية، إلا أنهم کانوا واثقين من أن العدالة لا بد أن تأخذ مجراها يوما”، وفق تعبير المسؤول الهولندي.
 
وزير خارجية هولندا بيرت کوندرز
 
وقال الوزير الهولندي إن ضابطا في الشرطة العسکرية السورية تمکن من الفرار من بلاده بعد أن أخفی في جواربه وحدة تخزين (يو إس بي) تتضمن 28 ألف صورة لجثث أشخاص قتلوا في سجون نظام بشار الأسد.
وأفاد بأن موظفا سوريا ألصق علی جسده نحو ألف صفحة تمکن من إخراجها من سوريا، وهي تضم صورا عن أوامر صادرة عن سلطات عليا تدعو إلی استخدام العنف الأعمی، في وقت تمکن فيه محققون من إخراج أدلة کثيرة عن ارتکاب جرائم حرب، عبر الکثير من حواجز النظام، وأحيانا في سلال من الموز.
وأوضح کوندرز أن إنشاء بنک المعلومات بحاجة إلی 13 مليون دولار خلال العام الأول وحده، داعيا المشارکين في الاجتماع في لاهاي إلی تقديم المساهمات المالية والمساعدات والخبرات.
وقال وزير الخارجية الهولندي إنه يريد أن يری کل المسؤولين عن جرائم الحرب يقدمون إلی القضاء في لاهاي، حيث مقر العديد من المؤسسات القضائية الدولية، وبينها المحکمة الجنائية الدولية، أو يقدمون إلی القضاء في البلدان التي انتقلوا إليها بعد مغادرتهم سوريا.
وقام سوري يُعرف باسم “قيصر” بنقل 55 ألف صورة مرعبة لجثث أشخاص تعرضوا للتعذيب في سجون النظام.
ونقل کوندرز عن ستيفن راب السفير الأميرکي السابق المکلف بجرائم الحرب قوله “عندما تحين ساعة العدالة سيکون لدينا من الأدلة أکثر مما کان لنا في أي مکان آخر منذ محاکمات نورمبرغ” للنازيين بعيد الحرب العالمية الثانية.
زر الذهاب إلى الأعلى