العالم العربي

بعد فوزه بالأوسکار.. الخوذ البيضاء: لسنا سعداء بما نقوم به!+ فيديو

 
 
27/2/2017
 
کوفئت “الخوذ البيضاء”؛ الدفاع المدني الناشط في مناطق سيطرة فصائل المعارضة السورية، مساء الأحد 26 فبراير/شباط، عبر نيل فيلم وثائقي بعنوان “The white Helmets” يتناول عملها المحفوف بالمخاطر سعياً لإنقاذ المدنيين من ضحايا النزاع في سوريا بجائزة أوسکار لأفضل فيلم وثائقي قصير.
ورغم حصول اثنين من فريق المنظمة علی تأشيرات دخول الولايات المتحدة، إلا أنهما لم يتمکنا من الحضور خشية التعرض لصعوبات في إجراءات المطار، خاصة بعد أزمة قرار الرئيس الأميرکي دونالد ترامب في حظر دخول المواطنين من 7 دول ذات أغلبية إسلامية، فضلاً عن عدم صلاحية جواز سفر أحد مصوريها، تلا مخرج الفيلم أورلاندو فون إينسيدل، کلمة قصيرة لرئيس “الخوذ البيضاء” رائد صالح.
 
وجاء في الکلمة “نحن ممتنون لأن الفيلم ألقی الضوء علی عملنا، لقد أنقذنا أکثر من 82 ألف مدني. أدعو الجميع إلی العمل من أجل الحياة، من أجل وقف نزيف الدم في سوريا ومناطق أخری في العالم”.
وفي بيان منفصل، قال صالح “لسنا سعداء بما نقوم به. نحن نمقت الواقع الذي نعيش فيه. ما نريده ليس الدعم للاستمرار ولکن الدعم لإنهاء هذا العمل” آملاً أن “يدفع الفيلم وهذا الاهتمام العالم إلی التحرک لوقف إراقة الدماء في سوريا”.
وأهدی خالد الخطيب، وهو المسعف الذي التقط مشاهد الفيلم، الجائزة إلی “متطوعي الخوذ البيضاء وجميع العاملين حول العالم من أجل السلام”.
بدأت المنظمة العمل في العام 2013 بعد تصاعد حدة النزاع الدامي الذي بدأ بحرکة احتجاج سلمية في آذار/مارس 2011 قمعها النظام بالقوة. وتسبب النزاع بمقتل أکثر من 310 آلاف شخص ونزوح وتشريد أکثر من نصف السکان داخل البلاد وخارجها، بحسب وکالة رويترز.
ومنذ 2014، بات متطوعو المنظمة يعرفون باسم “الخوذ البيضاء” نسبة إلی الخوذ التي يضعونها علی رؤوسهم.
وکان متطوعو المنظمة قبل اندلاع النزاع خبازين، وأطباء، ونجارين وطلاباً، لکنهم اختاروا الانضمام إلی صفوف الدفاع المدني، مخصصين وقتهم لتعقب الغارات والبراميل المتفجرة بهدف إنقاذ الضحايا.
بدأوا يعرفون بفضل أشرطة الفيديو المؤثرة التي تناقلتها شبکات التواصل الاجتماعي وهي تظهرهم يهرعون بعد حدوث عملية قصف لانتشال الناجين ولا سيما الأطفال من تحت رکام الأبنية المهدمة، وقد قتل 142 منهم منذ إنشاء المنظمة.
ولکن في بلد يشهد انقسامات حادة وحرباً مدمرة، تتعرض المنظمة لانتقادات خصوصاً من الموالين للرئيس السوري بشار الأسد. ويتهمها البعض بأنها أداة في أيدي المانحين الدوليين والحکومات الداعمة للمعارضة السورية. ويذهب آخرون إلی القول إن مقاتلين وحتی جهاديين ينضوون في صفوفها.
لکن الکثيرين ينظرون إلی عناصر الدفاع المدني علی أنهم “أبطال حقيقيون” من الواقع، هاجسهم الأول والأخير إنقاذ الضحايا.
 
تم ترشيحهم لجائزة نوبل للسلام، لکنهم لم يفوزوا. غير أن عناصر الدفاع المدني البالغ عددهم نحو ثلاثة آلاف متطوع بينهم 78 امرأة، حصلوا علی إشادة عالمية بتضحياتهم بعدما تصدرت صورهم وسائل الإعلام حول العالم وهم يبحثون عن عالقين تحت أنقاض الأبنية أو يحملون أطفالاً مخضبين بالدماء إلی المشافي.
وفي أيلول/سبتمبر 2016 اختارتهم المنظمة السويدية الخاصة “رايت لايفليهود” لمنحهم جائزتها السنوية لحقوق الإنسان التي تعد بمثابة “نوبل بديلة”، مشيدة “بشجاعتهم الاستثنائية وتعاطفهم والتزامهم الإنساني لإنقاذ المدنيين من الدمار الذي تسببه الحرب الأهلية”.
علی موقعها الإلکتروني، تقول المنظمة أن شعار متطوعيها هو “ومن أحياها فکأنما أحيا الناس جميعاً” المقتبسة من الآية القرآنية “منْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ، فَکَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا وَمَنْ أَحْيَاهَا فَکَأَنَّمَا أَحْيَا النَّاسَ جَمِيعًا”. وتشدد في الوقت ذاته علی أن متطوعيها يخاطرون بحياتهم “لمساعدة أي شخص بحاجة للمساعدة بغض النظر عن انتمائه الديني أو السياسي”.
وشدد مدير الدفاع المدني رائد الصالح في حوار مع وکالة فرانس برس في واشنطن في 28 أيلول/سبتمبر علی حياد المنظمة. وقال “نحن مستقلون، حياديون وغير منحازين. لسنا مرتبطين بأي جهة سياسية أو مجموعة مسلحة”.
وأضاف صالح “نحن في خدمة الضحايا ومن مسؤوليتنا وواجبنا العمل من أجل الضحايا”.
وتلقی عدد من المتطوعين تدريبات في الخارج، قبل أن يعودوا إلی سوريا لتدريب زملائهم علی تقنيات البحث والإنقاذ.
وللمجموعة 120 مرکزاً تتوزع علی ثماني محافظات سورية، وتحديداً في المناطق التي تسيطر عليها الفصائل المعارضة والمقاتلة.
وتتلقی المنظمة تمويلاً من عدد من الحکومات بينها بريطانيا وهولندا والدنمارک وألمانيا واليابان والولايات المتحدة، کما تصلها تبرعات فردية لشراء المعدات والتجهيزات وبينها الخوذ البيضاء التي تبلغ کلفة کل واحدة منها 144,64 دولاراً.
 
زر الذهاب إلى الأعلى