أخبار إيرانمقالات

الصواريخ تطيح بالنظام و ليس تحفظه

 


دنيا الوطن
22/2/2017
 
 بقلم:کوثر العزاوي

 

في ضوء الاوضاع المستجدة علی صعيد الاوضاع في إيران ولاسيما بعد التغييرات الداخلية و الاقليمية و الدولية يمکن إعتبار أي إدعاء للقادة و المسؤولين بشأن إحتفاظ النظام بقوته و مناعته السابقة و من إنه لايزال يمسک بزمام الامور کما کان الحال معه طوال أکثر من ثلاثة عقود و نصف العقد خصوصا من حيث إستعراضه للصواريخ و المناورات العسکرية التي يظنون بأنها ستحافظ علی النظام من عواقب الدهر، بإنها نکتة سمجة تثير السخرية و الاستهزاء، لإن الاوضاع التي تحيط بالنظام منذ أکثر من عامين تکاد أن تصرخ: لايصلح العطار ماأفسده الدهر!
الحقن و الامصال المقوية التي صار نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يکاد أن يعتمد عليها کليا ولاسيما بعد”إضطراره” مجبرا بحکم الاوضاع الوخيمة التي يعاني منها الی التوقيع علی الاتفاق النووي و لحس الخطوط ال19 الحمر التي وضعها المرشد الاعلی للنظام کشروط للتوقيع علی الاتفاق، تماما کما کما فعل مع رفع شعار”الموت لأمريکا”، من جدران السفارة الامريکية السابقة نفسها و جدران العاصمة کلها، يکشف حقيقة المأزق الذي بات هذا النظام يعاني منه ولاسيما بعد تشديد العقوبات الدولية عليه و تراجع دوره علی أکثر من صعيد.
هذا النظام المتداعي علی بعضه کجدار قديم آيل للسقوط، أو کشجرة منخورة من داخلها و تنتظر رياح قوية و ليس عاصفة بالضرورة لکي تنکسر و تسقط، يمکن إعتبار الدليل و المؤشر الاکبر علی فقدانه لمناعته و إتجاهه نحو الافول و الزوال، خصوصا بعد الذي أثير خلال الاشهر الاخيرة من أحاديث و مقترحات بشأن تغيير المرشد الاعلی ولاسيما بعد أن فقد المرشد الاعلی الحالي هيبته و مکانته منذ عام 2009، عندما أحرقوا و مزقوا صوره و تم ترديد شعارات بسقوطه، وإن الذين مازالوا يراهنون عليه و علی دوره و يعولون علی نفوذه و هيمنته في المنطقة، إنما يستندون علی جدار قد ينهار في أية لحظة، ذلک إن هذا النفوذ قد صار مصدر خطر و تهديد علی النظام و ليس قوته و مناعته کما يدعون.
کراهية الشعب للنظام و سخطه و غضبه من سياساته غير الحکيمة و تصاعد کراهية الشعوب العربية و الاسلامية لدور المشبوه و تإييدهم لمقاطعته و مواجهته و وضع حد لتدخلاته السافرة، بالاضافة الی مايتم تأکيده عن دوره في تغذية التطرف الديني و الارهاب و توجيههما، جعله نظاما مشبوها و ممقوتا علی حد سواء وإن الاسباب الموجبة لفرض المزيد من العزلة عليه تتزايد يوما بعد يوم.
الدور المشبوه لهذا النظام في المنطقة بشکل خاص، والذي ألحق و يلحق أضرارا کبير بمصالح شعوب و دول المنطقة و يؤثر سلبا عليها، لم يعد هنالک من مجال و وقت لتجاهله و السکوت عليه وإن من الواجب الذي يمليه أکثر من ضرورة معاملته بالمثل، إذ وکما قام و يقوم بإستغلال الاوضاع غير الطبيعية لدول المنطقة و يستغلها من أجل تحقيق أهدافه و غاياته، فإنه لابد من عدم فسح المجال لهذا النظام و رد الصاع صاعين له، خصوصا وإن النشاطات و التحرکات و الفعاليات السياسية المتباينة للمقاومة الايرانية الفاضحة لمخططات طهران و دورها المشکوک علی مختلف الاصعدة، قد کان لها أيضا دورا مهما و بارزا في إضعاف الموقف السياسي لطهران إقليميا و دوليا، ولأن طهران تتخوف من هذه النشاطات و الفعاليات المتزايدة للمقاومة الايرانية کثيرا، فإنها تلجأ للتعتيم عليه داخليا و التقليل من أهميتها خارجيا، وإن توسيع الدور العربي فيه و تسليط الاضواء إعلاميا عليه، يعتبر بمثابة خطوة مهمة في الاتجاه الصحيح، ويجب أن تتذکر دول المنطقة و العالم من إن هذا النظام الذي يترنح الان بفعل الاوضاع الوخيمة التي تحاصره من کل جانب، هو في موقف من ينتظر الضربة القاضية لکي يسقطه أرضا، وإن هکذا ضربة لن يتم تسديدها إلا من جانب الشعب الايراني و مقاومته الوطنية.

زر الذهاب إلى الأعلى