أخبار إيرانمقالات

فترة مظلمة بإنتظار طهران

 


دنيا الوطن
20/2/2017
 
بقلم:حسيب الصالحي

 

عندما إضطر الخميني في عام 1988 مضطرا علی الموافقة علی وقف إطلاق النار و إنهاء حرب الثمانية أعوام مع العراق، أعلن بأن موافقته کان بمثابة تجرعه لکأس السم، فإنه لم يلبث طويلا حيث توفي في عام 1989 ، ومعاودة إستخدام مصطلح کأس السم مع خليفته”خامنئي”، علی أثر المفاوضات النووية التي مورست ضغوط کبيرة علی النظام الايراني و خصوصا بعد أن تجاوز الاتفاق النووي المعلن بين إيران و الدول الکبری خطوطه الحمر التي أعلنها، فإن هناک من ينتظر إعادة نفس السيناريو الذي جری للخميني مع خامنئي لکن بفارق أن الاخير لايمتلک کاريزما کالتي کان الاول يمتلکها.
الاتفاق النووي الذي رأی العديد من المختصون بالشأن الايراني، إنه أشبه بوضع إيران تحت وصاية دولية لمدة تزيد علی خمسة عشر عاما، والذي وصفوه أيضا بأنه بداية دخول النظام الديني المتطرف في نفق مظلم طويل، فإن النظام وکما شهد العالم قد واجه آثار و تداعيات هذا الاتفاق الذي وعلی الرغم من کل التحفظات المختلفة بشأنه، لکنه مع ذلک يضع طهران علی مسار لايمکنها الفکاک منه کما فعلت في عام 2004، مع الاتفاق النووي مع وفد الترويکا الاوربية.
الاتفاق النووي الذي عاد مجددا الی الاضواء عندما بدأت الادارة الامريکية الجديدة الاعراب عن تحفاظتها بشأنه و کذلک تشديد العقوبات الاقتصادية الامريکية و الغربية علی إيران، يضع النظام في إيران أمام موقف و وضع صعب لکن وفي نفس الوقت فإن المراقبون و المحللون السياسيون يرون أن طهران و علی أثر التطورات الاخيرة و تراجع دورها في سوريا بشکل خاص مع تشديد العقوبات ضدها، فإنها بادرت لأمرين هما:
الاول ـ إستمرار النهج الاستبدادي القمعي في الداخل بمعنی إستمرار مصادرة حقوق الانسان و المرأة في إيران.
الثاني ـ إستمرار تصدير التطرف الديني لبلدان المنطقة مع التأکيد علی مضاعفته.
مانريد قوله و التأکيد عليه هنا، هو أن التطرف الديني الذي يعبث بأمن و إستقرار المنطقة و يشوه العقول و النفوس و يفسد التعايش السلمي بين مکونات الشعب الواحد، يجب إعتباره أيضا سما زعافا يصيب من يأخذ به و يجعله نهجا له، وهو تماما کالغازات السامة، ذلک إن من يؤمن بالتطرف الاسلامي فمعنی ذلک إنه يعتبر کل من لايکون مثله بمثابة عدو له و بالتالي فهو هدف مباح و بإمکانه القضاء عليه، تماما کما کان الحال في القرون الوسطی في اوربا أيام سطوة الکنيسة و سيطرتها علی الشعوب و النظم الملکية، وإن مايفعله تنظيم داعش و النصرة و أحرار الشام و جيش الاسلام و الميليشيات الشيعية، هو نفس ماکان المتطرفون في القرون الوسطی بأوربا يفعلونه.
سم التطرف الديني و الذي يصر خامنئي علی مضاعفته لشعوب المنطقة، يجب إعتبارها أيضا جريمة ضد الانسانية لأن مايتسبب عنه کارثي و دموي، وان مايحدث الان في العراق و سوريا و لبنان و اليمن وماينتظر أيضا حدوثه في مناطق أخری، لايجب أبدا إعتبارها جريمة ضد مجهول وان خامنئي عندما يصرح جهاری بتأکيده علی تصدير سم التطرف الاسلامي فإنه ليس هنالک من فرق بينه و بين زعيم داعش أبوبکر البغدادي ويجب أن تتم معاملته وفق نفس الاعتبار.

زر الذهاب إلى الأعلى