أخبار إيرانمقالات

خصوصية المعارضة الايرانية

 

کتابات
17/2/2017
 

بقلم: علاء کامل شبيب

 

 أکثر من 37 عاما، و نظام الجمهورية الاسلامية الايرانية يبذل کل مابوسعه من أجل عزل المعارضة الايرانية النشيطة و الفعالة و المتمثلة بالمجلس الوطني للمقاومة الايرانية و خنق صوتها و عدم تمکينها من التحرک و مواصلة النشاط، وإن المعنيين بالشأن الايراني يعلمون المبالغ الطائلة التي خصصها هذا النظام من أجل القضاء علی المقاومة الايرانية وبالاخص منظمة مجاهدي خلق التي تشکل العصب الرئيسي لهذا المقاومة، لکن و علی الرغم من عدم تکافؤ الصراع و المواجهة بين هذا النظام و بين المقاومة الايرانية، لکن الاخيرة ظلت ليست صامدة و تقاوم الهجمات الشرسة للنظام وانما بدأت أيضا بهجماتها المضادة ضده و التي صار العالم يشهد قوة تأثيراتها علی النظام.
النقطة المهمة جدا التي يجب أن نشير إليها هنا، هو إن نظام في إيران عندما أراد محاصرة و تحجيم المقاومة الايرانية فإنها ردت عليه بإنطلاقتها الاقليمية و عندما جند النظام إمکانيات هائلة من أجل تحديد تحرکاته و نشاطاته إقليميا فإن المقاومة الايرانية تحرکت علی الصعيد الدولي و إکتسبت بعدا و عمقا عالميا، وهو ماأثبت بإن النضال الذي تخوضه هذه المقاومة ذو طابع خاص لايمکن أبدا لهذا النظام من السيطرة و التأثير عليه.
التجمعات السنوية للتضامن مع الشعب الايراني و المقاومة الايرانية و التي أثارت إنتباه مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية في العالم خصوصا من حيث النجاح في جمع مايزيد عن 100 ألف إيراني في مکان واحد، والتي هي في الحقيقة عبارة عن مهرجانات دولية ذات تنظيم دقيق أشادت به مختلف الاوساط السياسية و الاعلامية علی الدوام، شهد في العام الماضي تحولا و إنعطافة نوعية ملفتة للنظر عندما شهد حضورا مکثفا و علی مختلف الاصعدة و هو الامر الذي أقلق النظام کثيرا و دفعه من فرط يأسه و إحباطه لإستدعاء سفيري فرنسا و مصر في طهران و تسليمهما مذکرتي إحتجاج إعتراضا علی حضور قادة و سياسيين عديدين من البلدين فيه، هذا إذا ماوضعنا جانبا الحملة المسعورة التي أشعلتها وسائل أعلام الايرانية ضد هذا التجمع و من شارک فيه، لکن، وکما أکدت الکثير من الاوساط الاعلامية، فإن لافائدة حصل عليها النظام من وراء کل ذلک الصخب و الفوضی العقيمة التي أحدثها بل وحتی إنها کانت أشبه ماتکون بزوبعة في فنجان.

الحقيقة التي باتت تحطم أعصاب القادة و المسؤولين في طهران، هي إن المقاومة الايرانية و بالاضافة لحضورها التنظيمي و الفکري و السياسي في داخل إيران فإن لها أيضا عمق و إمتداد إقليمي، الی جانب بعد عالمي مميز أکده و بصورة خاصة جدا تجمع العام الماضي و من المنتظر و بحسب التخمينات و التوقعات أن يکون تجمع هذا العام متميزا عن الاعوام الماضية، وإنه و بعد کل هذا فإن النظام يعلم بأن المقاومة الايرانية تعمل و تسعی من أجل الاعداد للإنقضاض علی النظام في الوقت المناسب و تخليص ايران و المنطقة و العالم من شره و عدوانيته المفرطة.

زر الذهاب إلى الأعلى