أخبار إيرانمقالات

تضييع الوقت مع إيران

 

السياسة الکويتيه
16/2/2017
 
بقلم: د.حمود الحطاب



إيران لاتفکر بطريقة مصلحية أبداً ولا تفکر بطريقة براغماسية، أو قولوا إن شئتم براغماتية. وسموها کما تشاؤون. وأقول لکم وبشکل جِدِّي: وهي أيضاً لا تفکر حتی بطريقة مکيافيلية کما تفعل السياسة الغربية في کثير من الأحيان. ومن هنا فالبحث معها في قضايا مشترکة بهدف الوصول لعلاقات متوازنة مسألة مستحيلة. والکلام ليس علی عواهنة حين أقول إنها مستحيلة.

الساسة الإيرانيون لايرون حلولا وسطا للمشکلات بينهم وبين جيرانهم، ولو کان الأمر کذلک لانتهت المشکلات مع ايران منذ عقود. إيران تنطلق سياستها من مفاهيم مجالس المعممين المتطرفين المغلقة أفکارهم علی خصوصيات تمخيخهم الايديولوجي. فهم لايرون لأحد رأيا. ايران لاتفکر بالاستماع لرأي الآخر فالمسألة ليست خلافات رأي تنتهي بالتفاهم لا ..ومن يظن أن ايران تتفاهم من خلال اجتماعاتها مع الآخرين فهو واهم کل الوهم وهو خادع لنفسه وللآخرين ودون أن يشعر. إيران تنطلق في حلبة المنطقة من منطق واحد لاغير فافهموها وعوها: ايران تنطلق من ايديولوجية تأديب الشعوب والدول التي حولها بالسياط والصولجان، وهي تری أن الدول الخليجية والعربية غير مؤهلة حضاريا بمعنی أنها دول متطفلة حضاريا لامبدأ لها وهي تعتقد واهمة تماما إنها تملک الحضارة وطيلسانها وتتصور أنها الوصية علی المنطقة, ولکنها تعيش الوهم الکبير « يا عيني علی» دون کيخوته» في الرواية الإسبانية فهو يعيش وهم الفارس الجوال الذي يدافع عن الآخرين ولم يستطع أحد تخليصه من أوهامه التي أخضع لها “سنشو” خادمه الساذج الذي منَّاه کيخوته بأنه سيعطيه جزيرة ليحکمها.
ووالله إن إيران لتعيش هذا الوهم الجنوني لهذه الحکاية التي ليست عبثا روائيا. وتنسی ايران أنه لولا الفتوحات الإسلامية والمعاني والمفاهيم التي نقلتها لها الحضارة الإسلامية لکانت وإلی الان تعيش تخلف الحالة المجوسية وعبادة النار التي تراها بزعمها حضارة ؛فمتی ما أفاقت إيران من هذه الأوهام المريضة سيکون هناک مجال للتفکير في جدوی الحوار معها سياسيا؛ وهي ستفيق من أحلامها المريضة عندما يفيق دون کيخوته وسنشو من أوهام العظمة القاتلة. ثانيا -وهذا مهم للغاية- فإيران مع غفوتها وأوهامها لاتستطيع العيش أبدا ودون اثارة أزمات وحروب حولها لأنها لو عاشت دون ذلک فإنها ستنتهي داخليا فإيران تعاني من أزمات داخلية حادة ومتفجرة ؛ ومتی ما هدأت الأمور حولها خارجيا فإن براکين الأوضاع الداخلية ضدها ستنفجر. وهذا کل حکاية ايران وأزماتها الخارجية إذا أحسنَّا فهمها وفهم أوضاعها الداخلية .فلاتأملوا من إيران حالة طبيعية في التعامل مع الآخرين فهذه مسلماتها ومنطلقاتها. وسلموا لي علی الغلبان دون کيخوته ووصيفه سنشو.
کاتب کويتي

زر الذهاب إلى الأعلى