حديث اليوم

امتداح خامنئي لرئيس وزراء السويد، لماذا ؟!

 



تفوّه خامنئي الولي الفقيه للنظام  في لقائه برئيس الوزراء السويدي يوم 11/شباط-فبراير بکلمات تبين موقفه وموقف النظام الراهن إلی حد ما . إنه وفي البداية امتدح رئيس الوزراء السويدي بأن ” حسب ما نعرف من سيادتک ، إنک أهل الإقدام و العمل “ ويکسبه بذکر تأييد الصوت الموافق لعضوية السويد في مجلس الأمن ، ومن ثم يمهد القول بأن هناک ” من المتوقع أن تعملوا علی شکل  لا تبقی الاتفاقات علی ورق“ وقدم  بعد هذا « الشباب المثقفين والنشطاء والمستعدين للعمل» العاطلين حالياً عند النظام کقوة عاملة رخيصة  قدم ملايين من الشباب الخريجين لرئيس الوزراء السويدي هدية.. وبهذا أبدی خامنئي کقائد معظم للثورة !!؟؟، نهاية إفلاسه واستجدائه لرئيس وزراء أحد البلدان الشمالية الأوربية في هذه العبارة حيث يعجز مادحو الولاية لاستهلاکه کدبلوماسية العزة والحکمة والمصلحة لـ” أمة حزب الله!!“
إن مدی التخاذل والاستجداء الذي أبداه خامنئي يظهر عندما يکرر عبارة : « إنني لم أتدخل قطّ في تفصيلات المفاوضات النووية ولن أتدخل نهائياً» کلمة خامنئي في لقائه مع المداحين في بيته (9/ آبريل –نيسان 2015) ولکنه حالياً أصبح بمستوی من الإفلاس حيث يتدخل شخصياً في أمر استجداء فرص شغلية للشباب العاطلين وبالأحری يخطف کأس التکدي من روحاني بالذات!
لکن رد رئيس وزراء السويد علی هذا الاستجداء يبين موقف النظام المتخاذل في توازن القوی أکثر ، حيث أحال الموضوع وبدون الاعتناء إلی ما قاله خامنئي بخصوص الشباب المثقفين الخريجين والعاطلين و… إلی المفاوضات حول الملفات الإقليمية وحقوق الإنسان وسوريا  وکذلک علاقة إيران مع أطراف ذات دورفاعل في المنطقة کالسعودية وملخص الکلام بعد حسم هذه المسائل (حقوق الإنسان حتی سوريا وتدخلات النظام في المنطقة وموافقة السعودية ) يعني طلبات الغرب من النظام الإيراني و… ثم يأتي دور الرهان والتفاوض حول توظيف القوة العاملة الرخيصة الإيرانية ..
لقاء علي خامنئي برئيس وزراء السويد وتبادل هذه الکلمات ، هي بوادر لاظهار تخاذل هذا النظام واستجداء قيادة الولي الفقيه !! و هذا اول الغيث .
نعم ، کان خامنئي ، الذي التزم الصمت حول مسائل النظام الرئيسية منذ 3 أشهر أي  بداية انتخاب الرئيس الأميرکي الجديد (الاتفاق النووي والعلاقة مع الولايات المتحدة والغرب ..) ظهر في الساحة 3مرات خلال أسبوع واحد وتطرق إلی هذا الموضوع وفي کل هذه المرات الثلاث، ليس لم يتجرأ ليقترب من ممارسة العرابد والارتجاز فحسب، وإنما کان متوخيا الحذر جداً سيما عندما کان يتکلم عن الرئيس الأميرکي والإدارة الأميرکية الجديدة بالذات. کما و قد سبق أن کان في لقائه بقادة القوات الجوية تحت أمره يوم 7/ شباط –فبراير و بدلاً من اتخاذ موقف حول فرض العقوبات الجديدة والرد علی تهديدات الرئيس الأميرکي الجديد ، قام بشکوی من أوباما أيضاً . والملفت أّن حسن روحاني جاء 3 مرات إلی الساحة وألقی کلمة کانت متوازية مع ما تکلم عنه خامنئي ولکن من منظر آخر. وکان من جهة يتحدی خامنئي (عندما يشير الی ” جمهورية النظام“ بوجه ” إسلاميته “ أو ” ولاية الفقيه“ حيث يقول : إن هواجسنا تحقيق کامل ” للجمهورية والإسلامية “ (في مراسيم 10شباط ) ولکن من جهة أخری ومتوازياً مع خامنئي ، يقوم باستجداء في الساحة الدولية  عندما يؤکد علی  ” السلام والأمن في المنطقة والعالم “ يتطرق إلی موضوع ” الأرضية المستعدة في إيران اقتصادياً “، حيث يطالب منهم الاستثمار في إيران (کلمة روحاني في لقائه بالسفراء الأجانب  في طهرن –قناة النظام 9 / شباط – فبراير2017 من جهة و من جهة أخری يعتبر المفاوضات النووية  معياراً مناسباً لبقية المفاوضات التي يمکن أن يؤدي إلی الاستقرار والأمن والثبات في المنطقة ( کلمة روحاني في مراسيم جائزة کتاب العام – تلفزيون النظام 7/ شباط – فبراير2017 ) .
لکن و رغم اختلاف الظاهر في کلام روحاني و خامنئي الا أن کلامهما ذات مضمون واحد إذ و رغم تبجحات ” المهمومين للولاية “ وکما يعلم الجميع ، خامنئي ملم بالأوضاع المزرية للنظام وأنه وبعد ذهاب أوباما لقد بدأت مرحلة جديدة کون ممارسة التهديد والتخويف السابقة ستترتب عليها عواقب وخيمة لايمکن تعويضها.

زر الذهاب إلى الأعلى