أخبار إيرانمقالات

ثقوب کبيرة في عباءة المرشد الأعلی الايراني

 


السياسة الکويتية
12/2/2017
 
بقلم:نزار جاف 


الجعجعة والصخب الاعلامي الذي عمدت إليها وسائل إعلام الجمهورية الاسلامية الايرانيـة منذ دخول الرئيس دونالد ترامب البيت الابيض وشروعها بإطلاق الصواريخ والقيام بمناورات ذکرتني بمقولة شهيرة لشکسبير هي: «الاوعية الفارغة تصنع أعلی الاصوات».

مع کل الاوضاع والمتغيرات الجارية في إيران والمنطقة والعالم، فإنه لايزال هناک من ينظر الی الجمهورية الاسلامية الايرانية ومرشدها الاعلی»الذي هو هذه الجمهورية من ألفها الی يائها» علی إنه الند الذي بإمکانه مواجهة کل التحديات والابحار بمرکب هذه الجمهورية المرهقة والمحاصرة بمئات المشکلات والازمات المستعصية الی بر الامان، لکن إبحار هذا المرکب يتم في يم عات ومن دون إسطرلاب هذا المرکب»رفسنجاني» وهو مايزيد من إحتمالات عدم تمکن هذا المرکب من أن يشق عباب هذا اليم بسلام.

الحقيقة الاهم التي فاتت ذلک البعض هو إن المرشد الاعلی الحالي الذي وجد نفسه فجأة متربعا علی مقعد الخميني لم يتمکن أبدا من أن يملأ الفراغ الکبير الذي ترکه سلفه، خصوصا مع إفتقاده للکاريزما التي کان الخميني يتمتع بها وهذا ماجعله ضعيفا أمام الرياح العاتية التي تعصف بجمهورية الخميني وتهددها بالسقوط، خصوصا إن خامنئي الذي تطايرت هيبته بعنف في إنتفاضة الشعب الايراني العام 2009، بحيث ظهر وجمهوريته المنهکة في حالة إعياء کاد الشعب الايراني أن يقضي عليهما بالضربة الفنية القاضية لولا تلک السياسة الغبية والحمقاء لأوباما التي أنقذت النظام کله من إنهيار حتمي وهو مايمکن إعتباره خطأ أميرکيا يضاف الی سجل الاخطاء الاميرکية الشنيعة.

طهران و ملاليها الذين کانوا يعيشون في خضم دوامة عاتية سعی رفسنجاني بکل جهده من أجل التغطية علی عيوب الجمهورية وعدم کفاءة وإقتدار مرشدها الاعلی بإطلاق لعبة الاعتدال والاصلاح والتي ساهمت وبقوة في خداع رهط کبير من دول المنطقة والعالم وعلی رأسها الولايات المتحدة الاميرکية التي وصل بها الغباء في عهد الرئيس الـ «بلاي بوي» کلينتون الی إدراج منظمة «مجاهدي خلق» أهم وأقوی فصيل إيراني معارض ضد جمهورية الخميني في قائمة الارهاب من أجل إرضاء تيار الاعتدال والصلاح أيام الرئيس محمد خاتمي، اليوم، وبعد أن ذهب رفسنجاني الی قبره في ظل عاصفة من الشکوک بشأن وفاته المفاجئة، ذلک إن العالم الذي کان ينتظر وفاة المرشد المريض وجد نفسه أمام وفاة مفاجئة لرفسنجاني، فإن هذه الجمهورية بدأت الامواج العاتية تعصف بها ذات اليمين وذات الشمال وإن الثقوب التي بدأت تزداد إتساعا ليس في مرکب الجمهورية فقط وانما في عباءة المرشد ذاته خصوصا بعد أن بدأت الفضائح التي تزکم الانوف تطال الحاشية المقربة منه والتي کان آخرها و ليس أخيرها فضيحة قارئ القرآن الخاص به!

عهد ترامب الذي بدأ إيرانيا برسالة موجهة له من جانب 23 سياسيا أميرکيا تسلمها بنفسه، طالبوه فيها بتغيير السياسة الاميرکية المتبعة ازاء إيران و فتح الحوار مع المجلس الوطني للمقاومة الايرانية، قد جاء بعد فترة قصيرة نسبيا من عملية نقل 3000 معارض إيراني من أعضاء منظمة مجاهدي خلق من العراق الی ألبانيا، والذين کانت طهران تتربص بهم وتسعی لتصفيتهم بمختلف الطرق، والتي يمکن إعتبارها واحدة من أکبر الانتکاسات السياسية لقادة الجمهورية الاسلامية الايرانية ولاسيما لشخص المرشد الاعلی للجمهورية، يجعل من الجمهورية ومرشدها الاعلی في موقف ووضع لايحسدان عليه بالمرة، وکأن المقاومة الايرانية تريد أن تثبت ليس لطهران فقط انما للعالم کله إنها ند وبديل لجمهورية الخميني وإنها ترد في عهد ترامب الصاع صاعين للخامنئي علی ماقام به من خلال خاتمي ضدها في عهد کلينتون.

الاوعية الفارغة تصنع أعلی الاصوات، ويبدو أن المرشد الاعلی وحاشيته التي تعيش حالة اضطراب وتوتر علی خلفية المواقف الاميرکية من إيران، هم أقرب ما يکونوان من خلال صواريخهم ومناوراتهم الی دون کيشوت الالفية الثالثة بعد الميلاد ذلک أن اليوم ليس کالامس وإن ترامب هو غير أوباما ومن الصعب جدا التغطية علی الثقوب الکبيرة في عباءة المرشد الاعلی.
کاتب وصحافي عراقي

زر الذهاب إلى الأعلى