العالم العربيمقالات

من هو العميل قاسم الاعرجي – وزير الداخلية العراقي الجديد؟

 

11/2/2017

صافي الياسري
 

روج البعض خبرا مفبرکا حول اعتقال قاسم الاعرجي وزير الداخلية الجديد مفاده انه امر باعتقال شقيقه بسبب تدخله في  تعيينات الوزارة ،والحقيقة ان الخبر عار عن الصحة وکل ما يراد منه تلميع الاعرجي وغض الطرف عما باعه شقيقه من مناصب في الوزارة  تقول الکاتبة ايليا جزائري فاضحة ارشيف الاعرجي :
في حديثه لقناة “السومرية الفضائية”، دعا العام الماضي إلی نصب تمثال لقائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في العراق.. صاحب هذه الدعوة هو النائب العراقي “قاسم محمد جلال الأعرجي” الذي تولی الاثنين حقيبة الداخلية في العراق، بعد أن وافق البرلمان علی تعيينه وهو يعتبر أحد قادة ميليشيا “منظمة بدر” المدعومة إيرانياً.
لقاسم الأعرجي شخصية مثيرة للجدل في الوسط العراقي، فهناک العديد من التساؤلات التي تطرح حول سيرته الذاتية. فمن هو وزير الداخلية العراقي الجديد؟
هو جندي في الجيش العراقي أسرته إيران
حسب السيرة الذاتية التي نشرها الأعرجي نفسه علی حسابه في موقع “فيسبوک” وتناقلتها المواقع العراقية، يبلغ من العمر حوالي 53 عاما وقد وُلد في محافظة واسط وتحديداً قضاء الکوت، ومتزوج ولديه أربعة أبناء. وقد درس في المرحلة الابتدائية في المدرسة الغربية وأنهی الإعدادية في مدرسة الکوت للبنين وحصل علی بکالوريوس في المحاسبة من جامعة “آية الله مطهري” في إيران وبکالوريوس “العلوم الإسلامية” من “کلية الإمام الکاظم للدراسات المسائية” في إيران أيضا.
وتقول السيرة الذاتية إن الأعرجي انتقل إلی إيران بعد عدة أعوام من الثورة الإيرانية وانضم إلی ميليشيا “فيلق بدر” في إيران وانخرط في التدريب هناک لمواجهة القوات العراقية التي کان يترأسها الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين حيث کانت فترة الحرب العراقية-الإيرانية التي استمرت 8 سنوات.
ولکن حول انتقال الأعرجي إلی إيران ومن ثم انخراطه في “فيلق بدر”، هناک رواية أخری تقول إنه کان من منتسبي الجيش العراقي في حقبة صدام حسين وشارک في الحرب ضد إيران وأسرته القوات الإيرانية وأعلن ولاءه للنظام الإيراني في الأسر. وهذا ما تأکدت منه “العربية.نت” في اتصال بمصدر مطلع في وزارة الداخلية العراقية.
وفي التفاصيل، اشترک قاسم الأعرجي عام 1984 في القتال ضد القوات الإيرانية بقاطع بنجوين ووقع في الأسر الإيراني هناک وکان عمره  19 سنة، وتم اقتياده إلی معسکر الأسر ويسمی معسکر “برندک”، وبعدها تم ضمه مع مجموعة من حوالي 700 أسير إلی معسکر الأسر الکبير “کهريزک” ومن ثم انضم إلی مجموعة تدعی “التوابين” حيث التحق بميلشيا “فيلق البدر” الموالية للنظام الإيراني.
وکانت الحکومة الإيرانية تطبق تعاملاً خاصاً مع الأسری العراقيين، إذ تعرض عليهم التبرؤ من نظام صدام وإعلان الولاء للنظام الإيراني، ومن کان يعارض ذلک يبقی في السجن في حين أن من يوافق يتمتع بامتيازات خاصة، ويتم ضمه إلی مليشيات خاصة تقاتل القوات العراقية، وتشارک في عمليات استخبارية ضد النظام العراقي السابق.
الأعرجي في “فيلق بدر”
تنتشر معلومات کثيرة حول الأعرجي ونوع نشاطه في “فيلق بدر” في إيران لکن لم يتم التأکد منها. أما المؤکد فهو أن الأعرجي وبعد إعلان ولائه للنظام الإيراني نُقل إلی معسکر للتدريب تابع للحرس الثوري.
وکان حينها يعتبر “فيلق بدر” تابعاً لما يسمی “المجلس الأعلی للثورة الإسلامية في العراق” الذي أسسته إيران بضم عدد من الأحزاب والشخصيات المعارضة العراقية وکان محمود هاشمي شاهرودي الذي أصبح بعد سنوات رئيساً للسلطة القضائية في إيران أول رئيس للمجلس ومن ثم تولی الرئاسة محمد باقر الحکيم إلی حين وفاته وأصبحت الرئاسة موروثة في آل الحکيم. وبعد سقوط النظام العراقي في العام 2003، غير المجلس اسمه إلی “المجلس الإسلامي العراقي” وأصبح فيلق بدر “منظمة” تشارک في العمل السياسي في العراق رغم کونها مجموعة ميليشياوية.
وعودةً إلی الأعرجي، ارتبط هذا الأخير خلال نشاطه في إيران بقوات التعبئة التابعة للحرس الثوري و”فيلق القدس”الذراع الخارجي للحرس بقيادة قاسم سليماني. وکقادة الميليشيات الشيعية العراقية الموالية لإيران، ومنهم هادي العامري أمين عام “منظمة بدر”، تربط الأعرجي علاقة صداقة بسليماني.
وشارک الأعرجي في العمليات العسکرية ضد القوات العراقية في الحرب، وبعد الحرب انخرط في العمل الاستخباراتي ضد النظام العراقي السابق.
قاسم الأعرجي في السجن الأميرکي
بعد سقوط نظام الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين، انتقل قاسم الأعرجي إلی العراق. ويبدو أنه استمر بعمله في إطار الميليشيات حيث اعتقلته القوات الأميرکية مرتين.
ووصل الأعرجي إلی العاصمة بغداد قادماً من محافظة السليمانية بتاريخ 11 إبريل/نيسان عام 2003، وتم اعتقاله من قبل القوات الأميرکية بعد عدة أيام بتاريخ 17 إبريل/نيسان في مدينة الکاظمية ونقلته إلی معتقل بوکا، قبل أن يطلق سراحه بتاريخ 13 يوليو/تموز عام 2003.
واعتقلت القوات الأميرکية الأعرجي مرة ثانية بتاريخ 17 يناير/کانون الثاني عام 2007 وجری تصنيفه بحسب اللائحة الأميرکية المعمول بها في السجون الأميرکية KAW130 کإرهابي خطير. وأطلقت سراحه بعد 26 شهراً من الاعتقال بعد إدراج اسمه في تقريراستخباري أميرکي تضمن أسماء “المتعاونين والإيجابيين”.
قاسم الأعرجي والعمل السياسي
وفي العراق، إضافةً إلی کونه من قادة الميليشيات التابعة لـ”منظمة بدر”، قرر الترشح کنائب للبرلمان العراقي في دورته الثالثة (الحالية)، وهو عضو في البرلمان عن محافظة واسط وأحد أعضاء لجنة الأمن والدفاع في البرلمان وأيضا رئيسا لـ”کتلة بدر” بالبرلمان.
ويعتبر الأعرجي أحد أشد المدافعين عن السياسات الإيرانية والحشد الشعبي، وأثبت هذا في تصريحاته حيث أکد مرارا علی أن “لولا إيران” لسقطت بغداد بيد داعش، حسب زعمه، مؤکداً علی دور ميليشيات الحشد الشعبي المدعومة إيرانياً ومهاجماً منتقديها.
وصوت البرلمان العراقي، خلال جلسته الاثنين 30 يناير/کانون الثاني الحالي لصالح قاسم الأعرجي وزيرا للداخلية بعد أن رشحته “کتلة بدر” في البرلمان وتبنی الائتلاف الوطني العراقي هذا الترشيح.
والسؤال الان هل من يسجل ارشيفه خيانته لوطنه والقتال ضده يمکن ان يکون نزيها ؟؟
ويشغل الأعرجي منصب وزير الداخلية بدلاً من محمد الغبان، الذي استقال بعد انفجار شاحنة ملغومة في وسط بغداد في يوليو/تموز الماضي أدت إلی مقتل المئات.

زر الذهاب إلى الأعلى