أخبار إيرانمقالات

الفضاء المجازي وأزمة عدم المصداقية!

 

 

لا أحد يعلم بالضبط کم يمتلک نظام الملالي قنوات تلفزيونية داخلية وخارجية وفضائية أو عادية أو کم له عدد الصحف والمواقع والتلغرام وغيرها من المواقع في الفضاء المجازي وغير المجازي ولکن هل حقا استطاع بکل هذه الامکانيات أن يکسب الثقة؟ 
خلال هذه الأيام اضافة الی الملالي الحکوميين الکبار فان الملالي الصغار يعکسون خوف نظام ولاية الفقيه من نشاطات الفضائيات والفضاء المجازي. منهم المدعو الملا محمد رضا خواجوي حيث حذر في حوار مع «قم برس» من وصول جيل الشباب الی المعلومات الحرة عبر الموبايل وقال: بامتلاک هاتف نقال وهو آبسط امکانية يمکن الوصول الی القرية العالمية للحصول علی أخر الأخبار والمعلومات السرية وهذا بحد ذاته يستدعي تحذيرا للمعنيين بالشؤون الثقافية حتی يقوموا بتوعية المواطنين لاسيما جيل الشباب بما يلائمهم من خلال اعداد برامج ثقافية نزيهة.
هناک ملا آخر يدعی «زماني» من مکتب ممثليه الولي الفقيه في محافظة کهکيلويه وبوير احمد حيث أبدی ذعره وخوفه من أن أطباق (ديشات) الفضائيات والفضاء المجازي غزت الخيام السود للعشائر ويقول: من الضروري أن لا نغفل الشؤون الثقافية والعقائدية للوسط العشائري لأن الفضاء المجازي والأطباق قد حطت رحالها في الخيام السود للعشائر.
وأما الملا «حميد شهرياري» الذي يتولی منصب مساعد الاحصاء والتقنية المعلوماتية للسلطة القضائية فقد التمس عاجزا أمام نفوذ تلغرام من الشرطة الدولية وقال «لا يمکننا أن نفرض السيطرة علی العالم وعلينا فقط تولي المسؤولية للحفاظ علی حدود بلدنا». و«نتابع عبر الشرطة الدولية التعامل مع قناة تلغرام».
وحقا ما سبب کل هذا الخوف والهلع الذي يساور نظام الملالي من الفضائيات؟ 
الواقع أن النظام يمتلک جيشا جرارا من وسائل الاعلام سواء عبر الانترنت أو غيره وفضائيات ومحطات التلفزيون ولکنها لا يلقی اقبالا من قبل المواطنين ولا يستطيع کسب ثقة الناس الذين يقبلون بشکل واسع رغم کل حملات الاقتحام والمداهمة برامج الفضائيات والأخبار والتحاليل من مصادر المعارضة للنظام وهذا أمر خطير للغاية علی النظام.
وهاجمت احدی الصحف التابعة للنظام باسم «وطن امروز» في مقال تحت عنوان «أزمة عدم المصداقية للمصدر»، الفضاء المجازي وتقول  ان الفضاء المجازي قد تجاوز المعايير لصحة المصدر والمبادئ الأساسية للخبر وأصبح مليئا بالاشاعات ومسائل غير موثقة.
طبعا عندما لا تثق الجماهير حسب اعتراف وسائل الاعلام الرسمية وشبه الرسمية التي تسيء استغلال الميزانية والامکانات العامة فمن الطبيعي أن يختار المواطنون الفضاء المجازي والفضائيات. وهم يرجحونها مع کل مکامن الضعف والنقص الموجودة فيها علی وسائل الاعلام الحکومية  لأن هذه الوسائل تکشف عن طبيعة وهوية النظام  وتميط اللثام عما يجري خلف الکواليس من أعمال اجرامية لهذا النظام. وخلال انهيار مبنی بلاسکو تلقی الناس الأخبار والمقابلات والتقارير الصحيحة من الفضائيات والفضاء المجازي. وحاول عناصر النظام من خلال اطلاق تناقضات أن يلملموا المسألة الا أن العاملين السابقين للاطفائية أبرزوا في الفضاء المجازي تقصير مؤسسة المستضعفين والبلدية وادارة الأزمة للنظام. وهذه الأمور کلها يعد لنظام يريد توسيع نطاق الخناق أمرا مزعجا.   

زر الذهاب إلى الأعلى