أخبار إيرانمقالات

لامجال لتحمل المزيد من مغامرات الملالي

 

 

الحوار المتمدن
30/1/2017
 

بقلم:فلاح هادي الجنابي


الاجواء المتوترة السائدة في طهران علی خلفية الاستعدادات الجارية لإنتخابات الرئاسة في شهر مايس/أيار القادم، توحي بحالة من القلق و التوجس لدی مختلف الاطراف و الاجنحة التي يتشکل منها نظام ولاية الفقيه.
وفاة رفسنجاني التي سبقت هذه الانتخابات، و ماقيل و يقال عن الدور المزمع للملا حسن روحاني و عزمه علی المضي قدما في إصلاحه المزعوم و التصريحات و المواقف المنطلقة من جناح المرشد الاعلی للنظام الملا خامنئي، تؤکد بأن التوتر قد يفضي الی حالة من التشنج و الاحتقان السياسي غير العادي الذي من المنتظر جدا أن يؤدي الی نوع من التصادم و المواجهة بين الجانبين، والجديد في الامر أن کل طرف يمتلک اوراقه و نقاط القوة و الضعف الخاصة به و بغريمه، وهي المرة الاولی التي تحدث فيها هکذا مواجهة بين طرفين کانا الی الامس بمثابة غريمين لامناص من تحالفهما، مع ملاحظة حقيقة أن جناح روحاني قد بات أضعف مايکون لکن ولأسباب تکتيکية و إنتهازية قد يضطر نظام الملالي الی إعادة تنصيب روحاني من أجل إستغلاله للتمويه علی المنطقة و العالم و إنقاذ النظام من ورطته و مأزقه الحالي.
تخوف التيارين من بعضهما و تصاعد حدة المواجهة بينهما يعود اساسا الی إحساسهما بحالة من الرعب من التطورات الجديدة علی صعيد دخول الشعب الايراني و المقاومة الايرانية الی المعادلة الحالية و عدم بقائهما بموقف المنتظر او المترقب السلبي، ذلک أن الکيل قد طفح بالشعب تماما مثلما أن الظروف المختلفة قد باتت مهيأة بشکل او بآخر للمقاومة الايرانية کي يبادر الی تفعيل برنامجه السياسي العام لإسقاط نظام الملالي و إقامة نظام سياسي يکفل کل شروط و مرتکزات نظام سياسي يوفر الحرية و يعترف بمبادئ حقوق الانسان و المرأة و يرفض القمع و الاضطهاد، وهذا التهديد يمثل بالنسبة للتيارين او الجناحين ساردي الذکر، بمنتهی الجدية وهما يعلمان جيدا بأن المقاومة الايرانية التي عبرت و تخطت مختلف الحواجز و العقبات الکأداء التي تم وضعها أمامها من قبل النظام الايراني، بأنها”أي المقاومة الايرانية”، سوف لن تقف مکتوفة الايدي بعد أن توفرت الشروط و الظروف الذاتية و الموضوعية للتغيير في إيران وهي ستبادر بالانقضاض مع الشعب علی النظام في الوقت و اللحظة المناسبة، ولذلک فإن الجناحين يعملان بکل مالديهما من جهد و طاقة من أجل الحيلولة دون ذلک و وضع العراقيل مجددا أمامها.

الاوضاع الوخيمة في طهران بشکل خاص و في أرجاء إيران بشکل عام، لم تعد تتحمل المغامرات الطائشة للنظام و لم تعد تتحمل أيضا المزيد من الکذب و التمويه و الضحک علی الذقون، وان تململ الشعب و سخطه و غضبه من جانب، وحالة الاستعداد و الترقب من جانب المقاومة الايرانية و نشاطاتها و تحرکاتها السياسية المستمرة علی مختلف الاصعدة، تؤکد بأن أجراس التغيير ستقرع عن قريب في طهران.

زر الذهاب إلى الأعلى