وزيرة مغربية سابقة: المقاومة الإيرانية والسيدة «مريم رجوي» يمثلان إرادة وطموحات الشعب الإيراني

 

 

 

 

 

في حوار خاص لجريدة الجزيرة مع معالي الوزيرة السابقة «نجيمة طاي طاي» بوزارة التربية الوطنية المکلفة بمحاربة الأمية والقيادية في حزب التجمع الوطن الأحرار بالمملکة المغربية، عن العلاقة السعودية المغربية قالت: «لا بد أن يؤخذ بالاعتبار العلاقات التاريخية بين البلدين والشعبين السعودي والمغربي علی مر العصور، وکيفية التراث الحضاري للبلدين الذي يجمع الکثير من القواسم المشترکة من قيم ومبادئ وتقاليد وممارسات جمعت بين الشعبين علی أکثر من صعيد» وکما جاء في الحوار:
* کيف تقيمين العلاقات السياسية الحالية بين المملکتين (المملکة العربية السعودية والمملکة المغربية) وکذلک بين الشعبين؟ وما توقعاتک لمخرجاتها القريبة؟
– لا شک أن العلاقات السعودية المغربية تشهد حاليًا تطورًا غير مسبوق نظرًا لحرص جلالة الملک «محمد السادس» وخادم الحرمين الشريفين ملک المملکة العربية السعودية علی تطوير العلاقة بين البلدين وتعزيز التواصل الدائم بينهما، حيث إن ما يجمع بين البلدين الشقيقين تلک المواقف البناءة التي تنبني علی الاعتدال ومحاربة الإرهاب والتطرف وتعزيز التعاون المثمر مع کافة الأمم والشعوب المحبة للسلام.
* ما رأيک في تدخلات النظام الإيراني في شؤون المنطقة وخصوصًا في سوريا.. وکيف يکن مواجهاتها؟
– يؤسفني جدًا تدخل إيران في الشؤون الداخلية لبعض الدول العربية کسوريا والعراق ولبنان واليمن، فهذه التدخلات أعطت نتائج کارثية لکل دول المنطقة وأدت إلی تدمير مناطق شاسعة في کل من العراق وسوريا واليمن وقتل وإبادة مئات الآلاف من الناس وتشريد عشرات الملايين بينهم نساء وأطفالاً تحملوا کثيرًا من المعاناة، وباعتقادي من أجل التصدي لتدخلات النظام الإيراني في المنطقة يجب أن تتحالف دول المنطقة والدول العربية بأکملها وکذلک دعم إرادة الشعب الإيراني الذي يرفض تسييس الدين ويطالب بالتعامل فقط بما أملاه علينا کتاب الله وسنة رسول الله ودعم المطالبة بترسيخ الديمقراطية في إيران وربط علاقات إيرانية سلمية مع دول المنطقة دون عنف ولا إرهاب، وأنا أود أن أحيي المجهودات الجبارة التي يقوم بها المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية وعلی رأسه السيدة الرئيسة «مريم رجوي» التي تحمل لواء السلام والمحبة والمرجعية في ذلک ديننا الإسلامي السمح الذي لا يقبل أي تزييف.
* نری توحش «الأسد» تجاه شعبه واستقطاب القوة الداعمة له کروسيا، فهل تعتقدين أنها طريق عودته للرئاسة کما کان؟
– باعتقادي أن مقاومة الشعب السوري الحر أثبتت أن توحش النظام السوري وبالدعم الذي يتلقاه، ليس قادرًا علی حفظ واستمرار نظام «الأسد»، المقاومة قدمت ثمنًا باهظًا جدًا وأودت بحياة مئات الآلاف من النساء والأطفال العزل، ولکن في النهاية اضطرت روسيا إلی الجلوس خلف طاولة المفاوضات مع الفصائل المعارضة السورية. لأن استمرار هذه الحرب من أجل حلفاء «الأسد» کان بمنزلة التورط لها في هذا المستنقع مع العلم أن الخيار العسکري لن يحل الإشکال، کما ألا مستقبل «للأسد» بعد المجازر التي ارتکبها في حق الشعب السوري، وباعتقادي من أجل حل أزمة سوريا فعلی المجتمع الدولي وخصوصًا الدول العربية أن تتحرک عن طريق الأمم المتحدة لدعم الشعب السوري لعزل «الأسد» من السلطة في أسرع وقت، وبهذه الطريقة سيتم کذلک عزل «داعش» والمجموعات الإرهابية المتطرفة لأن النظامين (الأسدي والإيراني) يربحان باستمرارية «داعش».
* باعتقادک هل النظام الروسي أثناء المفاوضات للحل النهائي.. سيکون في موقفه إجحاف وظلم للمعارضة السورية؟
– علی الدول العربية الداعمة لسوريا أن تُسخر کل إمکاناتها لدعم المعارضة السورية حتی لا يقع عليهم الظلم والجور وأن تجري المفاوضات برعاية الأمم المتحدة ومشارکة الدول الداعمة للشعب السوري الحر.
* کيف تُقيمين الوضع الحالي للشرق الأوسط والقوی الخارجية ومدی التوازن.. وتأثير ذلک علی المغرب العربی؟
– الوضع السياسي والاقتصادي والاجتماعي للشرق الأوسط بطريقة أو بأخری يؤثر علی المغرب العربي، مع الأسف الحروب والأزمات التي شهدتها المنطقة خلال العقود الماضية خلقت کوارث کبيرة لکل من العراق وسوريا واليمن ولبنان مما أدی إلی تقهقر الوضع الاقتصادي والاجتماعي والثقافي في هذه المنطقة من العالم وإذا الفقر ينعکس علی الازدهار والتطور في العالم العربي وتفوت علی الشعوب العربية فرص النماء، ولکن الآن يبدو أن المرحلة قد تغيرت لأن (النظام الإيراني) وصل إلی آخر عمره وأن سياسة فتح الباب للتدخلات الإيرانية في الدول العربية قد انتهت، وموازين القوی في الشرق الأوسط بدأت تتغير لصالح الشعوب حيث سيؤدي هذا المخاض بالتأکيد إلی الاستقرار المنشود.
* الجمعية العامة للأمم المتحدة قررت مؤخرًا بتصويت أغلبية 105 دول بمقاضاة مرتکبي مجازر حلب.. هل يؤدي ذلک إلی إحالتهم للقضاء والمحاکم الدولية؟
– هذا أقل ما يجب أن يفعله المجتمع الدولي والأمم المتحدة لمساعدة الشعب السوري الحر والدول الغربية والأمم المتحدة، فقد لعِبَتا دور المتفرج علی أکبر جرائم وقعت بعد الحرب العالمية الثانية في العالم أي (إبادة جماعية للشعب السوري) خاصة الأطفال والنساء وتدمير المدن والمستشفيات والمدارس مما يدعو إلی الخجل لکل صاحب ضمير في العالم، لذلک يجب محاکمة مرتکبي الجرائم بحق الشعب السوري لا سيما ميليشيات النظام الإيراني الذين لعبوا بأمر من «خامنئي» تحت قيادة «قاسم «سليماني الدور الرئيس في قتل الشعب السوري لذا يجب محاکمتهم في محکمة دولية.
* کيف ترين علاقة المقاومة الإيرانية بدول المنطقة مستقبلاً.. وما رأيک في إمکانية الحد من السياسات التوسُعية للنظام الإيراني؟
– المقاومة الإيرانية والسيدة «مريم رجوي» يمثلان إرادة وطموحات الشعب الإيراني وما يُناديان به من حق الشعب الإيراني في الديمقراطية في إيران وعدم استخدام الدين کصفقة سياسية أو تجارية، وإقامة علاقات تقوم علی حسن الجوار والسلام والصلح مع دول المنطقة هو ما ينبغي أن يکون، فالمقاومة الإيرانية تُعارض تدخلات النظام الإيراني في دول المنطقة وأن أکبر ضمان لمستقبل سلمي للمنطقة وازدهاره.
* هل لديک کلمة تودين توجيهها للعالم العربي حول التوترات بمنطقة الشرق الأوسط؟
– منطقة الشرق الأوسط تحملت أکبر الخسائر من التطرف الشيعي في إيران مما يتطلب أن تلعب کل الدول العربية وخصوصًا المثقفين والنساء دورًا في تغير الواقع المر الحالي. لأن الفقر والفساد والحرب والنزاعات الطائفية قد استنزفت کل الإمکانات والثروات المادية والمعنوية في المنطقة وحالت دون نمو وازدهار ورفاهة شعوب الدول المنکوبة بالحروب.
للاطلاع علی المادة الأصلية، اضغط علی الرابط التالي:
http://www.al-jazirah.com/2017/20170128/du5.htm