أخبار إيرانمقالات

الدراسة في أحرج الظروف

 
منذ بدء السنة الدراسية حدثت عشرات التحرکات الاحتجاجية في مختلف الجامعات ضد سرعة الاجهزة الحکومية في ابتزاز الطلاب فيما يقول الطلاب: لا نريد الجامعات الربحية.
وخلال أيام في الأسبوع الماضي احتشد الطلاب في جامعة تربية المدرس احتجاجا علی سياسة جعل الجامعات ربحية والخدعة الجديدة التي مورست تحت عنوان الدروس التعويضية التي توجب علی الطلاب دفع 800 ألف تومان إضافية فيما کان الطلاب يرددون: ما دامت الغرامة تتواصل فهنا موعدنا.
وأعلن الطلاب خلال بيان: إننا نستمر مصرّين في احتجاجاتنا بشکل أوسع وإن مطلبنا الرئيسي هو حذف الرسوم الشهرية.
وأکد أحد الطلاب أننا ندرس حقيقة في ظروف حرجة حيث من جانب هناک کلف باهظة تثقل أعباء أسرتي التي لا تتمکن من سدّ نفقات دراستي ومن جانب آخر إني مضطر للعمل عصرا بسيارة الأجرة لتوفير قسم من الکلفة فيما تزيد الجامعة من أسعار الخدمات التافهة کل يوم بمختلف الذرائع مع أن الأمر يشمل جميع الجامعات الإيرانية.
وقد اعترض الطلاب في جامعة اروميه في الشهر الماضي سبيل عميدها متذمرين علی تدني جودة الامکانيات الدراسية في ظل تصاعد أسعارها.
ومنذ السنة الدراسية الراهنة، حدّد مسؤولو وزارة العلوم نطاقا للمراحل الدراسية وهو 8 فصول لدورة البکالوريوس و4فصول لدورة الماجيستر و8فصول لدورة الدکتوراه فيما سمّوا هذا التضييق المختلق من النظام بالسنوات الدراسية الشرعية وعلی ذلک إذا لم يقدر الطلاب علی التخرج وإنهاء دروسهم خلال هذه الفصول فعليهم أن يدفعوا ما يسمونه بالکلفة الدراسية التي تتمثل في مبالغ طائلة حسب سلوک نظام الملالي المألوف إضافة إلی أنهم لا يتمکون فيما بعد من استخدام الأقسام الداخلية والخدمة الذاتية وسائر الإمکانيات الجامعية إلا إذا قدموا مبالغ لها.
وتدعي وزارة العلوم أن کلف الجامعة کثيرة ويرتفع التضخم کل سنة وإنها تضطر علی سدّ نفقاتها خلال هذه الأساليب، غير أنه ما مدی حقيقة هذا؟
إن الجميع يعرف أن ميزانية البلاد المدروسة للتعليم العالي لا تجد سبيلا إلی الجامعات لتقليل أعباء الطلاب بسبب مئات المليارات التي يصرفها النظام في کل من سوريا واليمن والعراق ولبنان وغيرها من البلدان، وهذا حقيقة يعرفها الطلاب جيدا فلا تنطلي عليهم هذه الأقاويل وفي النتيجة منذ إعلان النظام نيته لتنفيذ هذه السياسة، سرعان ما اندلعت احتجاجات عارمة في الجامعات ومختلف مؤسسات التعليم العالي منها ما حدث في جامعة تربية المدرس وجامعة أميرکبير الصناعية (بولي تکنيک) وجامعة شريف الصناعية، ما أدی في نهاية المطاف إلی تأجيل النظام تطبيق هذه الممارسات.
وکان طلاب جامعة تربية المدرس هم أول من قاموا بالإحتجاج ومازالوا يستمرون فيه.
إذا قارنا بين ما يدفعه النظام الإيراني للجامعات وما يصرفه سائر البلاد لجامعاتها فنکتشف مدی ما يهدر نظام الملالي من ثروات البلاد في مستنقع سوريا وإرهابه وکيف إنه يخصص أدنی نسبة من الموازنة للجامعات وعلی سبيل التمثيل قد خصصت آلمانيا 3.5 بالمئة من الإنتاج الداخلي للفحوص في الجامعات وذلک يعني ميزانية الفحوص تقارب نحو 105 مليارات الدولارات بينما تعدادها السکاني يعادل إيران وإنها لا تتمتع بالنفط، بالمقابل الميزانية المخصصة في إيران للسنة القادمة وذلک بعد الارتفاع تأتي نحو 7آلاف مليار تومان أي نحو مليار و800مليون دولار يعادل واحد بالمئة مما تصرفه آلمانيا للجامعات، وکل هذا بالتغاضي عما يتم اختلاسه أو صرفه للقمع في الجامعات. إن ميزانية بعض من الجامعات في أمريکا وفرنسا وبريطانيا وحتی ترکيا واندونيسيا والسعودية تفوق کل ما يخصصه النظام الإيراني لجميع الجامعات الإيرانية حيث أنفقت ترکيا واحد بالمئة من الإنتاج الداخلي للفحوص بتعداد سکاني يبلغ 77مليونا ما يعادل نحو 80مليار دولار أي أکثر من الميزانية المخصصة الإيرانية بـ70 مرة.
فنظرا لما ورد، أيصدق الطالب الإيراني أکاذيب النظام حول ارتفاع الکلف والتضخم وغيرها من تخرصات مسؤولي النظام؟ لا!
وحسب ما يعود إلی مسؤولية کل حکومة، فيعد توفير المزيد من الظروف والتسهيلات للطالب من أهم وأوجب ممارساتها وإن الطالب لا يجب عليه أن يدفع مبلغا للدراسة، وإنما يجب خلق جميع إمکانيات الحياة والدراسة له خلال الفترة الدراسية الجامعية من الطعام والسکن إلی الملبس وکلفة الإياب والذهاب بين القسم الداخلي والجامعة والبيت وحتی مصروفه الفردي لينعم بالترکيز والهدوء اللازم أثناء الدراسة بينما في نظام الملالي ليس هکذا ظروف للطلاب متوفرة وإنما الدراسة تتم بأبهظ المبالغ للطالب وعائلته وهذا في وقت يتم فيه کشف حالات السرقة المليارية لرموز النظام وأبنائهم وأبناء القادة العسکريين يوما تلو يوم ولهذا السبب يتصاعد غضب واحتجاج الطلاب علی هذه الابتزازات مثلما سمي بدفع کلفة الدروس التعويضية.
زر الذهاب إلى الأعلى